محمد صلى الله عليه وسلم ترضعه حليمه

أخوانى فى الله أنا على علم أن الكل يعلم كيف تمت رضاعة سيدنا الرسول
ولكن الموضوع حتى نتذكر

محمد ترضعه حليمه
ودعت حليمه السيده آمنه أم النبى (ص) وودعت جده وأخذت محمداً بين يدها وركبت حمارتهاوبين يديها الطفل الصغير وأرادت حليمه أن تلحق النساء اللاتى سبقنها لتكون معهن فى هذه الرحله إلى بيتها وقد عجبت كتثرآ حينما وجدت حمارتها تمشى بسرعه مع انها معروفه بالبطء الشديد فقالت لنفسها هذه بركت محمد لحقت حليمه المرضعات فتعجبن منها وسألنها كيف لحقتينا ياحليمه أجابت حليمه أننى معكم الان وسأسبقكن فقلن لها أخبريتا عما حدث منذ أن تركناك
قالت حليمه انظرن إلى هذا الطفل أعتقد أنه أجمل طفل إ حمارتى كانت بطيئة السير فلما ركب هذا الطفل معى تغير حالها فصارت مسرعه بعد أن كانت بطيئه فضحكت النساء وقلن إننا نعرفه إنه اليتيم الفقير
قالت حليمه نعم إنه يتيم فقير فسألنها باستهزاء ما أسم طفلك الذى يبشر بالخير ؟ فأجابت محمدآ فقلن أنه أسم نادر الوجود قالت حليمه أنه أسم لم يسم به احد قبله وأطلقت اللجام لدابتها فوصلت الى بيتها قبل صاحباتها بمده نزلت من فوق الدابه برفق حتى لاتزعج الطفل المختار ثم طلبت ماء دافئآ وأعطته حمامآ ثم أرضعته ووضعتهفى فراشه ليستريح وينام بعد عناء الطريق وعجبت حليمه كثيرآ لآن الطفل فى آثناء هذه الرحله المتعبه لم يبك كغير الاطفال بل استمر مبتسمآ طول الطريق وبعد أن أستحم ورضع نام نومآ هادئآ
أعتقدت حليمه وزوجها أن محمدآ نعمه كبيره من الله واعتهنى به كل واحد من الآسره وتأكد الجميع أن سعادة الحظ قد دخلت بيتهم منذ دخله محمدآ وعاش فيه وقد ظهر لحليمه مذو مجىء محمدآ أن غنمها ترجع الى البيت كثيرة اللبن وأن ألبانها أكثر مما فى الاغنامك الآخرى فتحلب اللبن ما شاءت وتجد اللبن أكثر فيشرب ويشرب أولادها وكانت بلاد بنى سعد تعرف بهوائها الطيب ومائها العذب ولسانها الفصيح
مرت الايام بسرعه فكبر محمد واستطاع أن يقف ويمشى وحده قبل المده التى كلنت تنتظرها حليمه وتعلم النطق وبدأ الكلام بأفصح لسان فعجب كل من رآه يمشى وهو ضغير السن وعجب كل من سمعىه يتكلم اللغه العربيه الصحيحه ولا عجب فقد علمه الله ما لم يكن يعلم وأعده ليكون قدوه للعالم فى قوله وفعله ومكثت أمه آمنه وحدها فى بيتها وفى كل يوم كلنت تفكر فى طفلها وتنتظر السنتين الاوليين من حياته وقد اعتادت حليمه مدة الرضاعه أن ترسل الى أمه السيده آمنه وتخبرها من وقت لآخر عن صحته ونمو جسمه وابتساماته ولغته التي يتحدث بها وفي رسالة من الرسائل قالت حليمة إني أحس إحساساً قوياً بأننا لا نقوم برعايته وتربيته وإرشاده ولكن هناك قوة عظيمة ترعاه وتربيه وتلحظه وتعني به العناية كلها وهذه القوة لا يمكننا أن نصفها .
مرت سنتان ولم تحضر حليمة الطفل العظيم إلى مكة ففكرت السيدة آمنة كثيرا في أن ترسل إلى حليمة لتحضره وأخيرا وصلت حليمة بالطفل المحبوب إلى بيت امه وابيه .
اسرعت آمنة إلى فناء (صالة) البيت وقابلت ابنها المحبوب ووضعته على صدرها والدموع تتساقط على خديها ولشدة تأثرها لم تستطع ان تنطق بكلمة واحدة وأخيرا ملككت نفسها وبدأت تتكلم مع ابنها وتضع يدها على خديه وشعره الجميل وتنظر إلى عينيه الواسعتين وقامته المعتدلة ثم قالت ما أجملك بارك الله عليك.
دخلت أمنة البيت ومعها حليمة ثم طلبت الأم من ابنها أن يقف ويمشي وأن يجري إليها فجرى فضمته إلى ذراعبها وعانقته وعانقها ثم قالت ه أنت روح قلبي ونور عيني فكرت آمنة في زوجها وتمنتن لو كان حيا ليرى ابنهما الكامل العظيم ثم علمت أن هذا مستحيل وأجلست محمدا بينها وبين حليمة ثم ثقالت لحليمة شكرا جزيلا لك يا حليمة لقد وفيت بوعدك حقا إنه جميل ججا مملوء نشاطا وقد كبر جسمه ويرى كأنه ابن أربع سنوات مع انه كما تعرفين ابن سنتين.
قالت حليمة إني أخاف عليه فالمرض منتشر بمكة ورجتها أن تسمح له بالمكوث معها مدة أخرى حتى يكبر وتتخلص مكة من ذلك المرض المنتشر نظرت آمنة إلى حليمة باستغراب ثم سكتت ولم تتكلم فتشجعت حليمة وقالت إني لا أفكر إلا في شئ واحد وهو المحافظة على الطفل من المرض المنتشر بمكة ورجت رجوعه معها إلى بنيي سعد ليقضي معظم وقته في الهواء النقي البعيد عن المرض.
نظرت آمنة إلى ابنها مرارا وفكرت طويلا ووجدت أن من الواجب أن تحتمل وتسمح لطفلها بالرجوع مع مربيته ثم قالت لحليمة يؤلمني يا حليمة أن أفارق ابني مرة أخرى ولكن خوفا من العدوى يجب أن أنسى نفسي وأفكر فيه وحده ولهذا أسمح لك بأن تأخذيه ثانية ولم تستطع آمنة أن تملك نفسها وأخذت تبكي وضمت ابنها إلى صدرها وقبلته قبلة الوداع وسلمته إلى حليمة وقالت لها سأتركه أمانة بين يديك ثم استأذنت حليمة لأنها تريد أن تصل إلى بيتها نهاراً قبل أن تغرب الشمس وأخذت محمدا بين ذراعيها وركبت مسرورة لأنها اسنطاعت أن تقنع امه برأيها وتفوز بمحمد مرة ثانية وأسرعت حتى رجعت إلى بيتها وسرت اسرة (عائلة) حليمة كثيرا لرجوع الطفل العظيم معها.
وربما تتأثر معي يابني لبعد محمد عن أمه وثق بأن حليمة ستعني به كل العناية وسيرجع ثانية إلى امه وهو متمتع بكل صحة وعافية.

شكرا لك اخي زكريا واتمنى ان تكمل لنا باقي هذه القصة الشيقة فوالله كلما قرأنا عن حياة الحبيب وسيرته الذكية العطرة وتأملنا كيف كانت نشأته وتربيته وخلقه العظيم ما ارتوينا أبداً واكتفينا وما ازددنا بها إلى شغفاً وحباً وتعلقاً.

فجزاك الله خير الجزاء