اشار بحث جديد إلى أن الاشخاص أسرار ارتباط العدوانية بمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية
العدوانيين, خصوصا الاستغلاليين منهم, ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية بسبب سماكة الشرايين,
علاوة على عوامل الخطر التقليدية المتصلة بالقلب والاوعية الدموية, أكثر من الناس الأكثر تواضعاً واستقامة وسلاسة.
يمكنك ان تقرأ كيف توصل هؤلاء الباحثين من الولايات المتحدة وايطاليا الى هذه الاستنتاجات في الورقة البحثية التي نشرت في عدد 16 أغسطس الجاري من مجلة "ارتفاع ضغط الدم" التي تصدرها جمعية القلب الأميركية.
ذكرت المشرفة الاولى على البحث الدكتورة انجلينا سوتين زميلة برنامج ما بعد الدكتوراه في المعهد الوطني للتقدم في السن ومقره بالتيمور بولاية ميريلاند, للصحافة, أن الباحثين قد توصلوا الى أن الناس الذين لديهم نوازع للمنافسة, وأكثر استعدادا للقتال من أجل مصالحهم الذاتية يمتلكون شرايين جدرانها أكثر سماكة, ويمثل ذلك عاملا من عوامل خطر الاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية.
وذكرت ان الناس الأكثر تواضعا يصبحون محل ثقة ويتميزون بالاستقامة, ويظهرون الاهتمام بالآخرين, وفي المقابل على الطرف الآخر من طيف الرضا والتواضع سنجد العدوانية التي تتمثل في اشخاص لا يثقون بالآخرين واكثر ميلا للشك, والانانية, والغطرسة والسخرية والتلاعب وسرعة اظهار الغضب.
كتب الباحثون في دراستهم ان لديهم أدلة تربط بين العدوانية الشديدة وبين أخطار امراض القلب والاوعية الدموية, ولكن من غير الواضح كيف تتصل علامات هذه الأمراض بهذه الصفات النفسية.
ومن أجل هذه الدراسة قام الباحثون بالاطلاع على بيانات عينة مؤلفة من 5.614 شخصيا يعيشون في أربع قرى في سردينيا بإيطاليا لفحص سمة العداء أو سمة التواضع والتسامح المنخفضة, وما يتصل بذلك من سماكة الشرايين, وهي عامل خطر معروف عن الأزمات القلبية والسكتة الدماغية.
انضم المشاركون في دراسة عن الشيخوخة في سردينيا قام بدعمها المعهد الوطني للتقدم في السن, وكان متوسط اعمارهم 42 عاما بنسبة 58% منهم كانوا من الإناث. في بداية الدراسة أكمل المشاركون اختيار الشخصية المعيارية, وقد امتدت الدراسة ثلاثة اعوام, ويشمل الاختبار قياس ستة وجوه للشخصية المقبولة (الراضية) وتغطي جوانب: الثقة والاستقامة والاثيار, (الغيرية)والتواضع والتجاوب ورجاحة العقل. أما قياس سماكة الشريان فقد استخدم الباحثون اسلوب قياس سماكة جدار الشريان السباتي الموجود داخل الرقبة, والذي يوصل الدم الغني بالاكسجين الى الدماغ والرقبة, وقد تم هذا الفحص في بداية السنوات الثلاث وعند انتهائها باستخدام وسيلة للموجات فوق الصوتية التي تقيس سماكة جدران الشريان السباتي في خمس نقاط على الرقبة.
كما أجريت على المشاركين فحوصات أخرى لمعرفة عوامل الخطر في امراض القلب والاوعية الدموية, مثل قياس ارتفاع ضغط الدم, وقياس مستوى الكوليستيرول والدهون الثلاثية ومرض السكري.
وعندما تطرق الباحثون للفروق بين الجنسين وجدوا ما يلي:
على الرغم من أن جدران شرايين الرجال أكثر سمكا من النساء, الا ان النساء اللائي يحملن السمات العدائية كانت شرايينهن بنفس سماكة شرايين الرجال العدوانيين.
وتقول " سوتين" حول هذه الفروق بين الجنسين" "النساء اللائي سجلن درجات عالية في العدوانية وما يتصل بها من سمات, اغلقن الفجوة بينهن وبين الرجال العدوانيين فأصبحت شرايينهن بنفس سماكة شرايين العدوانيين من الرجال.
ولما كانت جدران شرايين النساء اللاتي يحملن سمات الشخصية المقبولة (الراضية) اكثر رقة من الرجال ذوي الشخصيات المقبولة (الراضية), يمكن القول: إن العدوانية ترتبط ارتباطا قويا بسمك الشرايين لدى النساء: وقد خلص الباحثون الى الاستنتاجات التالية التي اشارت الى ان الاشخاص العدوانيين, خصوصا الاستغلاليين, تزيد سماكة شرايينهم, بغض النظر عن عوامل الخطر التقليدية لامراض القلب والاوعية الدموية
الموسيقى تقوي الجهاز العصبي وتعزز عملية التعلم عند الإنسان
ظلت الموسيقى تشد إليها انتباه المستمعين لاصواتها المتنوعة من مشغلات "3MP" سواء للموسيقيين العظام كباخ وما يلز لغيز حتى نصل الى الموسيقى بألوانها العصرية لدى "ليدي غاغا" وايا كان نوع الموسيقى التي تفضلها فإنها مازالت ذات اثر كبير على الروح منذ عصور.
لذلك قامت مجموعة من الباحثين في جامعة نورث ويسترن بعمل دراسة نقدية سوف تنشرها مجلة "Natur reviews للعلوم العصبية" وتجمع هذه الدراسة كل الابحاث التي ظهرت في الادبيات العلمية التي تربط بين التدريب الموسيقي وبين التعلم الذي يرتبط بمهارات مختلفة كمهارات اللغة, والنطق, والذاكرة, والانتباه, والعواطف الصوتية, وتغطي هذه الدراسة نتائج من مختبرات في جميع انحاء العالم, وعلماء ينتمون لمختلف الثقافات والفلسفات, واستخدم في ذلك مجموعة من الطرق البحثية المتنوعة في اساليبها.
تقول نينا كراوس المؤلفة الرئيسية ل¯ "منظور الطبيعة" واستاذة علوم الاتصال والعلوم العصبية ومديرة مختبر نورث ويسترن للسمعيات.
"كان هناك فيض غامر في البحوث في السنوات الاخيرة يركز على اثر تدريب الموسيقى على الجهاز العصبي, وشمل ذلك دراسات في المجلات العلمية وكان لها انعكاسات على التعليم.
يستخدم العلماء اصطلاح "المرونة العصبية" لوصف قدرة الدماغ على التكيف والتغير نتيجة التدريب والتجرية خلال مسيرة حياة الشخص, وتغطي هذه الدراسات كما تقول كراوس: "مراجعة نموذج المرونة العصبية, والذي يشير لها البحث بأن الروابط العصبية التي تتم اثناء التدريب الموسيقي تحفز الدماغ لجوانب اخرى من التواصل الانساني والانخراط النشط في التعامل مع الاصوات الموسيقية لا يشجع المرونة العصبية فقط لكن ايضا يمكن الجهاز العصبي من تقديم الاساس القوي لانماط هامة في التعليم. وتواصل كراوس تفسيرها: الدماغ غير قادر على معالجة كل المعلومات الحسية المتوافرة من ثانية الى اخرى وهكذا يجب ان يشجع انتقائيا كل ما له صلة, فتعلم العزف على آلة موسيقية يساعد على اختيار ما هو متصل بالموضوع في عملية المعالجة المعقدة والتي تتضمن القراءة, وتذكر علامات العدد, ومشكلات التوقيت والتآزر مع باقي الموسيقيين. وتقول كراوس: "ان دماغ الموسيقي يقوم بتعزيز انتقائي للعناصر التي تحمل معلومات في الصوت, في تلك العلاقة المتداخلة الجميلة بين المعالجات الحسية والمعرفية, ويقوم الجهاز العصبي بعمل ارتباطات بين الاصوات المركبة وما معناها". والوصلات ذات الكفاءة بين الصوت والمعنى مهمة ليس فقط للموسيقي بل في جوانب اخرى من الاتصال. وقد بين المقال الذي راجع الادبيات العلمية المتعلق بالموضوع والتي اظهرت على سبيل المثال ان الموسيقيين اكثر نجاحا من غيرهم في تعلم كيفية ادراج الانماط الصوتية, في لغة جديدة في الكلمات, والاطفال الذين تدربوا موسيقيا اظهروا نشاطا عصبيا يلتقطون به اي تغيير في درجة الصوت, ولديهم حصيلة من المفردات اللغوية, ويمتلكون القدرة على القراءة اكثر من الاطفال الذين لم يحصلوا على اي تدريب موسيقي. كما ان الموسيقيين الذين تدربوا على سماع الاصوات كجزء لا يتجزأ من شبكة غنية بالالحان والتآلف (الهارموني) هم الاقدر على فهم الحديث وسط خلفية من الضوضاء والصخب, ويعرضون قدرات معرفية وحسية قوية, تعطيهم ميزة واضحة لمعالجة الحديث في بيئات الاستماع الصعبة والتي تمثل تحديا مقارنة بغير الموسيقيين.
يعتبر الاطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم وبشكل خاص معرضين للآثار الضارة للضجيج في الخلفية وفقا لهذا المقال حيث "ان التدريب الموسيقي يبدو انه يقوي المعالجة العصبية والتي غالبا ما تكون ناقصة لدى الاشخاص ذوى عسر القراءة النمائي clevelopmental dyslexia او الذين يجدون صعوبة في سماع الحديث في الضوضاء.
تقول كراوس: في الوقت الحاضر المعروف عن فوائد التدريب الموسيقي على المعالجة الحسية ابعد من الاشتراك في العزف الموسيقي ومشتق من دراسة هؤلاء الذين حالفهم الحظ واستطاعوا تحمل كلفة التدريب الموسيقي