الهياتم اليوم
إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع 13401721
الهياتم اليوم
إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع 13401721
الهياتم اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهياتم اليوم

أهلا بك يا زائر فى الهياتم اليوم
 
الرئيسيةالرئيسية  الموقع الرسمىالموقع الرسمى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
للإعلان على الصفحة الرئيسية للمنتدى راسلونا على Hayatemtoday@yahoo.com

أوالإتصال على الرقم 01283953876
                   01201616424
مع تحيات :إداره منتدى الهياتم اليوم
أهلا ومرحبا بكم فى منتدى الهياتم اليوم









 

 إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رضا البرادعي
عضو جديد
عضو جديد



العمر : 42
تاريخ التسجيل : 26/09/2010
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5006
ذكر

الديك

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 7:43 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة والسيدات والشباب والشابات الكرام
تعتبر هذه المشاركة هى أولى المشاركات فى المنتدى الطيب المنير بأصحاب الوجوه الطيبة والمستضيئة والمستنيرة والتى سوف أُلقى الضوء كما تعودت ان أبدأ منهجى فى وضع أول موضوع لى وباسمى لأمرين
الأمر الأول هو تفسير لسورة الفاتحة
والأمر الثاني هو تفسير لحديث بني الاسلام على خمس
وذلك لاعتبارهما الاساس الذي يقام عليه فعل أي شيء
وإن شاء الله تبارك وتعالى سوف أضع بعض الموضوعات الدينية التى لن تختص بمنهج معين إلا إذا أرادتم ذلك ايها القراء
فالأمر بأيديكم أنتم فعليكم القراءة والتقييم وإن أردتم المزيد فيوفقنى الله تعالى فى الإضافة وإن أردتم غير ذلك فما أنا إلا طائع للقراء .

أولاً ( تفسير سورة الفاتحة )

سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة..
هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..

وهذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية".

وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة"، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع..
قوله تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }: الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل"..

قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل..

وقدرناه متأخراً لفائدتين:

الفائدة الأولى:
التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل.

والفائدة الثانية:
الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ.

وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال . وهذه يعرفها أهل النحو؛ ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط

وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله" . أو قال صلى الله عليه وسلم "على اسم الله": فخص الفعل..

و{ الله }: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له..

و{ الرحمن } أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة..

و{ الرحيم } أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل

فهنا رحمة هي صفته . هذه دل عليها { الرحمن }؛ ورحمة هي فعله . أي إيصال الرحمة إلى المرحوم . دلّ عليها { الرحيم }..

و{ الرحمن الرحيم }: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة..

والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله . وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله..

هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.

الوجه الأول:
منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار..

الوجه الثاني:
أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه..

ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها . كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك . يدل على رحمة الله..

والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟"، لقال: "بفضل الله، ورحمته"..

( مسألة فى البسملة )

هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟

في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة..

أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل" ؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها" : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها..

أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد..

فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى..

ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..

فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ليست من بقية السور..



(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)



والتفسير

قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين }: { الحمد } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد..

وقوله تعالى: { لله }: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..

وقوله تعالى: { رب العالمين }؛ "الرب" : هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين }: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..

الفوائد:

.1 من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد }؛ لأنها دالة على الاستغراق..

.2 ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال" ..

.3 ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط..

.4 ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى:(العالمين.. )




(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

والتفسير

قوله تعالى: { الرحمن الرحيم }: { الرحمن } صفة للفظ الجلالة؛ و{ الرحيم } صفة أخرى؛ و{ الرحمن } هو ذو الرحمة الواسعة؛ و{ الرحيم } هو ذو الرحمة الواصلة؛ فـ{ الرحمن } وصفه؛ و{ الرحيم } فعله؛ ولو أنه جيء بـ "الرحمن" وحده، أو بـ "الرحيم" وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسِّر { الرحمن } بالوصف؛ و{ الرحيم } بالفعل..





الفوائد:

.1 من فوائد الآية: إثبات هذين الاسمين الكريمين . { الرحمن الرحيم } لله عزّ وجلّ؛ وإثبات ما تضمناه من الرحمة التي هي الوصف، ومن الرحمة التي هي الفعل..

.2 ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } كأن سائلاً يسأل: "ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؛ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟" قال تعالى: { الرحمن الرحيم }..


(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

والتفسير

قوله تعالى: { مالك يوم الدين } صفة لـ{ الله }؛ و{ يوم الدين } هو يوم القيامة؛ و{ الدين } هنا بمعنى الجزاء؛ يعني أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق؛ فلا مالك غيره في ذلك اليوم؛ و "الدين" تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية؛ وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين} [الكافرون: 6] ، ويقال: "كما تدين تدان"، أي كما تعمل تُجازى..

وفي قوله تعالى: { مالك } قراءة سبعية: { مَلِك}، و "الملك" أخص من "المالك"..

وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جلّ وعلا ملك حقيقي؛ لأن مِن الخلق مَن يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء؛ ومِن الناس مَن يكون مالكاً، ولا يكون ملكاً: كعامة الناس؛ ولكن الرب عزّ وجلّ مالكٌ ملِك..

الفوائد:

.1 من فوائد الآية: إثبات ملك الله عزّ وجلّ، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك..

فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟

فالجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: {لله الواحد القهار} [غافر: 16] ؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسهم..

.2 ومن فوائد الآية: إثبات البعث، والجزاء؛ لقوله تعالى: ( مالك يوم الدين )

.3 ومنها: حث الإنسان على أن يعمل لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون..

القـرآن

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

التفسير

قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ { إياك }: مفعول به مقدم؛ وعامله: { نعبد }؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و{ نعبد } أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب . كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده..

و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: { وإياك نستعين } أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و "الاستعانة" طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه..

الفوائد:

.1 من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: { إياك نعبد }؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول..

.2 ومنها: إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: { وإياك نستعين }، حيث قدم المفعول..

فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟(54) ..

فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2 )

فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟

فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك..

فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟

فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك..

القـرآن

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)

التفسير:

قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: { الصراط } فيه قراءتان: بالسين: {السراط} ، وبالصاد الخالصة: { الصراط }؛ والمراد بـ{ الصراط } الطريق؛ والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: { اهدنا الصراط المستقيم } تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و{ المستقيم } أي الذي لا اعوجاج فيه..

الفوائد:

.1 من فوائد الآية: لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: { وإياك نستعين }؛ ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }؛ لأن { الصراط المستقيم } هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم

.2 ومن فوائد الآية: بلاغة القرآن، حيث حذف حرف الجر من { اهدنا }؛ والفائدة من ذلك: لأجل أن تتضمن طلب الهداية: التي هي هداية العلم، وهداية التوفيق؛ لأن الهداية تنقسم إلى قسمين: هداية علم، وإرشاد؛ وهداية توفيق، وعمل؛ فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس} [البقرة: 185] ؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين} [البقرة: 2] وهذه قد يحرمها بعض الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] : {فهديناهم} أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا..

.3 ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..





القرآن

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)

التفسير:.

قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم } عطف بيان لقوله تعالى: { الصراط المستقيم }؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً(النساء: 69)

قوله تعالى: { غير المغضوب عليهم }: هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به..

قوله تعالى: { ولا الضالين }: هم النصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به..

وفي قوله تعالى: { عليهم } قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء؛ والثانية كسرها؛ واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:.

الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرةً كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون..

الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم..

الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علماً بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها . وهذه مفسدة..

ولهذا قال عليّ: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذب الله، ورسوله"، وقال ابن مسعود: "إنك لا تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"؛ وعمر بن الخطاب لما سمع هشام بن الحكم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجه الذي قرأها هشام خاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهشام: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت" ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم "هكذا أنزلت" ؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فكان الناس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان رضي الله عنه على حرف واحد حين تنازع الناس في هذه الأحرف، فخاف رضي الله عنه أن يشتد الخلاف، فجمعها في حرف واحد . وهو حرف قريش؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى؛ فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما فعل بصحابي، فما بالك بعامي يسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده! والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدع الفتنة، وأسبابها..

الفوائد:

.1 من فوائد الآيتين: ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: وهذا مجمل؛ (صراط الذين أنعمت عليهم ): وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوف للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوفة إليه؛ ثم فيه فائدة ثانية هنا: وهو بيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم..

.2 ومنها: إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله..

.3 ومنها: انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون؛ وقد سبق بيان هذه الأقسام..

وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم . وعلى رأسهم اليهود؛ والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق . وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة . أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..

.4 ومن فوائد الآيتين: بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، ومن أوليائه..

.5 ومنها: أنه يقدم الأشد، فالأشد؛ لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..

وعلى كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لا لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله..



ثانياً
شرح حديث (بني الإسلام على خمس)



أولا نص الحديث ( المتن )

عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه.

هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الإسلام ودعائمه وأركانه العظيمة قال النووي "إن هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين وعليه إعتماده وقد جمع أركانه" ، وفي الحديث مسائل:

الأولى: لا يقتصر دين الإسلام على هذه الأمور الخمسة بل يشمل أعمالا وشعبا كثيرة وإنما اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر هذه الأركان الخمسة لأنها بمنزلة الدعائم للبنيان ، وفي رواية للمروزي بلفظ (بني الإسلام على خمس دعائم) والمقصود تمثيل الإسلام بالبنيان وهذه الخمس هي دعائمه التي يقوم عليها فلا يثبت البنيان بدونها وبقية خصال الإسلام تتمة للبنيان فإذا فقد منها شيء نقص البنيان وهو قائم لا ينتقض بنقص ذلك بخلاف نقص هذه الدعائم الخمس فإن الإسلام يزول بزوالها جميعا بغير إشكال وكذلك يزول بفقد الشهادتين .

الثانية: من إلتزم بهذه الأركان الخمسة صار مسلما ومن تركها جميعا أو جحد شيئا منها كفر ، وقد تنازع العلماء في من ترك الصلاة بالكلية تهاونا وكسلا في قولين مشهورين والصحيح أنه يكفر بذلك لحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد بسند صحيح ، وقال عمر "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة" وقال عبد الله ابن شفيق "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئا تركه كفر غير الصلاة " ، وذهب إلى هذا القول جماعة من السلف والخلف وهو مذهب ابن المبارك وأحمد وإسحاق وحكى إسحاق عليه إجماع أهل العلم وقال محمد ابن نصره:هو قول جمهور أهل الحديث. وأما ترك شيء من أركان الإسلام غير الصلاة فقد ورد في ذلك خلاف ضعيف عن بعض أهل العلم ولا يصح في ذلك حديث والصواب أن ترك الزكاة والصوم والحج ليس بكفر وإن كان جرما عظيما وهو مذهب عامة أهل العلم.

الثالثة: قوله (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) الشهادة هي الإخبار عن علم واعتقاد والمعنى أن يقر العبد عن اعتقاد جازم أن لا إله معبود بحق إلا الله سبحانه ، ولا تتحقق الشهادة إلا بركنين:
الأول: نفي الألوهية والعبادة عن سائر الأنداد والآلهة والطواغيت من شجر وحجر وملك وجني وولي وغي ذلك .
الثاني: إثبات الألوهية والعبادة الحقة لله دون ما سواه قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) وقال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
ومعنى شهادة أن محمدا عبد الله ورسوله الإقرار بأن محمدا عبد لله وأن الله أرسله لتبليغ دينه وهداية الخلق كافة قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ويقتضي ذلك تصديقه بما أخبر وطاعته فيما أمر وإجتناب مانهى عنه ، ولا تصح الشهادتان بمجرد النية بل يشترط لمن أراد الدخول في الإسلام التلفظ بهما ، وللشهادتين شروط لا تصح إلا بالإتيان بها والعمل بمقتضاها ولا يكفي التلفظ بهما .

الرابعة: قال في الحديث (وإقام الصلاة) ولم يقل أداء الصلاة لأنه ليس مقصود الشارع فعلها فحسب وإنما مقصوده أداؤها تامة بشروطها وأركانها والمحافظة على أوقاتها ومراعاة سننها وآدابها ، والصلاة معناها في اصطلاح الشرع : أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم ، وقد فرضت ليلة المعراج قبل الهجرة ، وتجب على كل مسلم بالغ عاقل خمس صلوات في اليوم والليلة إلا الحائض والنفساء فتسقط عنهما أداء وقضاء إجماعا ، ومن نام عنها وجب عليه القضاء ، ويؤمر الصبي بها إذا بلغ سبعا ويضرب عليها إذا بلغ عشرا ، ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) ، وللصلاة شروط خاصة لا تصح إلا بها:1- دخول الوقت. 2- الطهارة من الحدث. 3- إجتناب النجاسة. 4- النية. 5- ستر العورة. 6- إستقبال القبلة.

الخامسة: الركن الثالث إيتاء الزكاة وهي من أجل العبادات المالية قرنها الله تعالى بالصلاة في كتابه في إثنين وثمانين موضعا مما يدل على عظم شأنها ، وفرضت في السنة الثانية للهجرة ، والزكاة في اصطلاح الشرع: حق واجب في مال خاص لطائفة مخصوصة في زمن مخصوص ، وقد أوجبها الله في الأموال التي تنمو وتحتمل المواساة وهي: سائمة بهيمة الأنعام والنقدان الذهب والفضة والخارج من الأرض وعروض التجارة ، وللزكاة شروط تجب بها : 1- الحرية فلا تجب على المملوك. 2- الإسلام فلا تجب على الكافر. 3- ملك النصاب فلا تجب فيما لم يبلغ النصاب. 4- إستقرار الملكية فلا زكاة في مال لم تستقر ملكيته. 5- مضي الحول إلا في الخارج من الأرض فلا يشترط فيه ذلك. وتجب في مال الصغير والمجنون . ومصارف الزكاة ثمانية كما بينها الله تعالى بقوله (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فمن صرفها في غير مصرفها لم تجزئه ،ويجب إخراجها فورا ويجوز تأخيرها لحاجة ومن امتنع عن أدائها عزر وأخذت منه قهرا ، ومن وجبت عليه ثم مات قبل أدائها أخرجت من تركته .

السادسة: دل الحديث على وجوب صوم رمضان وأنه ركن من أركان الإسلام والأحاديث على فضله وفضائله مشهورة كقوله صلى الله عليه وسلم "قال الله تعالى:كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به" رواه البخاري. والصيام شرعا: الإمساك عن جميع المفطرات بنية التقرب إلى الله من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس. والصوم الكامل هو أن يدع العبد فيه أمرين:المفطرات الحسية والمنقصات العملية فلا يرفث ولا يصخب ويجتنب جميع المعاصي والمخاصمات ، ويجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل مقيم ، ويصح الصوم من صغير مميز ويكون نافلة في حقه ،والحائض والنفساء تفطران وجوبا وتقضيان ، ومن به مرض يرجى برؤه والمسافر يفطر ويقضي وجوبا ، ومن عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى برؤه أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا. ويجب تبييت النية من الليل في صوم الفرض أما صوم التطوع فيجوز نيته من النهار لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

السابعة: يجب على كل مسلم بالغ عاقل حر الحج في العمرة مرة واحدة لقوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) وأخرج الخمسة من حديث ابن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن الله كتب عليكم الحج "فقام الأقرع ابن حابس فقال أفي كل عام يا رسول الله قال :"لو قلتها لوجبت الحج مرة فما زاد فهو تطوع" ، والصحيح أنه يجب على الفور، وشروطه خمسة:الإسلام والحرية والعقل والبلوغ والإستطاعة ، وتزيد المرأة شرطا سادسا وهو وجود المحرم ، ومن كان قادرا بماله وبدنه وجب عليه السعي للحج ومن كان قادرا بماله عاجزا ببدنه لكبر ومرض لا يرجى برؤه أقام بماله من يحج عنه ومن كان عاجزا بماله وبدنه لم يلزمه الحج ، ويصح فعل الحج والعمرة من الصبي نفلا فإذا بلغ حج للفريضة. وأركان الحج أربعة: الإحرام والوقوف بعرفة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة.

الثامنة: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد في الحديث مع أنه من أفضل شرائع الإسلام ففي حديث معاذ ابن جبل "أن رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" رواه الترمذي وذروة سنامه أعلى شيئ فيه ولكن الجهاد ليس من دعائم الإسلام وأركانه التي يبنى عليها لأمرين:
الأول: الجهاد فرض كفاية عند الأكثر بخلاف سائر الأركان.
الثاني: إن الجهاد لا يستمر فعله إلى آخر الزمان بل ينقطع حين نزول عيسى عليه السلام بخلاف سائر الأركان.والله أعلم بالصواب.


بقلم : رضا البرادعي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكريا العشة
مشرف
مشرف
زكريا العشة


العمر : 39
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
عدد المساهمات : 777
نقاط : 5692
ذكر

الفأر
المزاج : مبسوط بوجودى فى المنتدى
الموقع : kokozezo84@yahoo.coom

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 8:56 am

جزاك الله خيرآ على هذا الموضوع الجميل
جعله الله فى ميزان حسناتك
وان شاء الله فى انتظار الجديد منك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بسيونى كسبر
The General Manager
The General Manager
محمد بسيونى كسبر


العمر : 37
تاريخ التسجيل : 18/12/2009
عدد المساهمات : 21838
نقاط : 28282
ذكر

القط
المزاج : زملكاوى جداااااااااا
الموقع : هاتلاقينى هناك

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 2:48 pm

اولا انا بجد سعيد جدا لمشاركه حضرتك بالمنتدى
وان شاء الله سيتم تخصيص قسم خاص لكتابات حضرتك
وجزاك الله خيرا يا استاذ رضا بما تقدمه لنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hayatemtoday.7olm.org
نانا
المراقبه العامه
المراقبه العامه
نانا


العمر : 33
تاريخ التسجيل : 01/08/2010
عدد المساهمات : 14309
نقاط : 19691
انثى

الماعز
المزاج : الحمد لله
الموقع : فى اى حته

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 10:37 pm

جزاك الله خيرا يا استاذ رضا
ربنا يكرمك يااارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
السفير
المراقب العام
المراقب العام
السفير


تاريخ التسجيل : 03/08/2010
عدد المساهمات : 9009
نقاط : 16244
ذكر

المزاج : اهلاوى للابد(( الاهلى فى دمى ))

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 10:59 pm

اولا الاستاذ رضا غنى عن التعريف
ثانيا انا شخصيا اتشرفت بشخصية زى الاستاذ رضا معنا فى المنتدى
ثالثا اكيد هنستفيد منة وياريت لو فعلا يكون قسم خاص بالاستاذ رضا للاستفادة منة

وجزاك الله خير على المعلومات جعلها الله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رضا البرادعي
عضو جديد
عضو جديد



العمر : 42
تاريخ التسجيل : 26/09/2010
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5006
ذكر

الديك

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 25, 2011 9:52 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا بشكر كل الناس المحترمين اللى قرأوا الموضوع واتمنى انى أكون عند حسن ظنهم فى وان شاء الله يكون فيه المزيد من الموضوعات اللى تهمهم ويستفيدوا بيها واللى من خلالها يكون فيه موسوعة علمية ضخمة للاستفادة
لأن الانسان بدون العلم لا يساوى اي شيء وأنا اعرف ناس كتير جدا مكنش معاهم مؤهلات علمية لكن بالاطلاع والقراة أصبح عندهم حصيلة علمية كبيرة
وأعرف ناس كمان متزوجين سيدات ليسوا أهل علم وهم دكاترة فى الجامعات ولكن خروجوا أجيالاً من بيوتهم تحمل شعلة العلم .
أشكركم على قراءتكم للموضوع وان شاء الله فيه المزيد
بقلم / رضا البرادعي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
السفير
المراقب العام
المراقب العام
السفير


تاريخ التسجيل : 03/08/2010
عدد المساهمات : 9009
نقاط : 16244
ذكر

المزاج : اهلاوى للابد(( الاهلى فى دمى ))

إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع   إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 25, 2011 10:11 pm

ان شاء الله يا استاذ رضا
وننتظر منك كل جديد ومفيد وجعلة الله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إقرأ وتدبر ومنتظر الحكم على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اقرا هذا الموضوع
» إقرأ لكى تشعر بالسعاده وتزرع الثقه فى نفسك
» لا تتسرع فى الحكم
» ((خلافة مروان بن الحكم ))
» الحكم في سائر العرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهياتم اليوم :: (¯`·._) (ركن شيوخ الاسلام) (¯`·._) :: القسم الاسلامى العام-
انتقل الى: