قال نشطاء وشهود عيان إن الدبابات السورية اقتحمت في وقت مبكر صباح اليوم الأحد مدينة حماة السورية بعد نحو شهر من الحصار مما أدى إلى سقوط 24 قتيلا, بينما أسفرتالعملية العسكرية الموسعة بمدينة دير الزور عن سقوط ستة قتلى.
وقال نشطاء سوريون إن دبابات الجيش السوري دخلت فجر اليوم مدينة حماة من أربعة محاور وسط إطلاق نار كثيف، وذلك بعد نحو شهر من الحصار المفروض على المدينة التي شهدت أكبر المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان المدينة أن 24 قتيلا سقطوا خلال عملية الاقتحام، إضافة إلى عشرات المصابين الذين نقل عدد منهم إلى مستشفى بدر.
ونقلت الوكالة عن أحد أطباء المدينة قوله إن مستشفى بدر استقبل 19 جثة, ومستشفى الحوراني ثلاث جثث ومستشفى الحكمة جثتين, وأضاف أن عشرات المصابين نقلوا إلى مستشفى بدر الذي يعاني من نقص في كميات الدم, بينما تحاصر الدبابات مستشفى الحوراني.
وقال إن الدبابات هاجمت المدينة من أربعة محاور، وهي تطلق نيران الأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي وتجتاح الحواجز المؤقتة التي أقامها السكان على الطرقات.
وقال أحد السكان إن القناصة تمركزوا فوق أسطح مبنى شركة الكهرباء والسجن الرئيسي بالمدينة, وتم قطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء الشرقية لحماة.
يذكر أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أرسل قواته عام 1982 لقمع انتفاضة حماة، مما أسفر عن مقتل 18 ألف شخص حسب الأرقام الرسمية، و38 ألفا حسب أرقام المنظمات الحقوقية في ما بات يعرف بمجرزة حماة.
قتلى بدير الزور
في الأثناء قالت مصادر للجزيرة إن ستة أشخاص قتلوا أمس السبت في أنحاء مختلفة من محافظة دير الزور شمال شرق البلاد والتي تشهد عملية عسكرية موسعة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش بدأ عملية جديدة قصف خلالها بمدافع الدبابات حي الجورة غرب دير الزور، مما أسفر عن وقوع إصابات. وبث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لشاحنات عسكرية سورية تقل دبابات أثناء توجهها إلى دير الزور.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قوات الأمن اعتقلت في دمشق الشيخ نواف البشير عضو إعلان دمشق وأحد مشايخ دير الزور.
كما دخلت الدبابات معضمية الشام بريف دمشق, وقُطع التيار الكهربائي والاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت عن المنطقة.
مجموعة منشقة
وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر مجموعة قالوا إنهم ضباط انشقوا عن الجيش وأسسوا ما سموه "الجيش السوري الحر". وقال متحدث باسم المنشقين إن هذا الجيش سيسعى لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وحماية الثورة.
ودعا قائد المجموعة الذي عرف نفسه بالعقيد رياض موسى الأسعد "كل الضباط والجنود الشرفاء" في الجيش السوري للانضمام إليهم.
وأضاف أن قوات الأمن التي تقتل المدنيين وتحاصر المدن ستصبح أهدافا مشروعة في أنحاء الأراضي السورية، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن المنشقين معه يعدون بالمئات.
وتابع في حديثه للوكالة "أحذر السلطات السورية من أنني سأرسل قواتي لمواجهة القوات الموالية للنظام إذا شنت عملية عسكرية جديدة في دير الزور".
وتقول منظمات حقوقية دولية إن الحملة الأمنية للقوات السورية ضد الانتفاضة على النظام السوري منذ مارس/آذار الماضي أسفرت عن مقتل 1634 شخص واختفاء 2918 آخرين واعتقال 26 ألفا تعرض عدد كبير منهم للضرب والتعذيب، وما زال 12617 منهم رهن الاعتقال.
ومن جهتها تقول السلطات السورية إن "جماعات إرهابية تخريبية" متورطة في معظم حالات القتل خلال المظاهرات, وإن أكثر من 500 جندي ورجل أمن قتلوا في هذه الأحداث.