الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
وصف خلقته الشريفة صلى الله عليه وسلم
رَأْسهُ وَوَجْههُ صلى الله عليه وسلم: كَانَ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ (1) ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ ، لَيْسَ بِأَبْيَض أَمْهَق (شديد البياض وليس فيه حمرة) ، وَلا آَدَمَ (شديد السمرة) (2) ، بَيَاضهُ إِلىٰ السُّمْرَةِ مُشَرَّبٌ بِحُمْرَةٍ (3)، وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا (4)، وَكَانَ وَجْههُ كَالقَمَرِ(5) والشَّمْسَ ، وَكَانَ مُسْتَدِيرًا (6)، أَبْيَض مَلِيحَ الوَجْهِ (7)، إِذَا سُرَّ تَبْرُقُ أَسَارِيرَ وَجْهِهِ (8) ، فَيَسْتَنِيرُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ ، وَكَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ (9)، وَمَا رُئِيَ شَيءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في جَبْهَتِهِ (10)، وَكَانَ أَشدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا (11)، وَإِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ في وَجْهِهِ (12).
(1) الترمذي (3641) وقال : حسن صحيح ، وصححه الحاكم .
(2) البخاري (6/564) ، مسلم (15/100) .
(3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/206) بإسنادين يقوي أحدهما الآخر .
(4) البخاري (6/564) .
(5) البخاري (6/565) .
(6) مسلم (15/97) ، والترمذي (3647) ، وفي الشمائل (المختصر ص 30) .
(7) مسلم (15/93) .
( البخاري (6/565) .
(9) البخاري (6/565) .
(10) أخرجه ابن سعد (1/415) عن أبي هريرة بسند صحيح .
(11) البخاري (6/566) .
(12) البخاري (6/566) .
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم عَظِيمَ العَيْنَينِ ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ (حرف جفن العين) ، مُشْرَبَ العَيْنَيْنِ حُمْرَةً (13)، أَشْكَلَ العَيْنِ (طويل شق العين) (14) ، أَسْوَدَ الحَدَقَةِ ، أَدْعَجَ (شدة سواد العين في شدة بياضها) أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ (15) .
دَقِيقَ الحَاجِبَيْنِ سَابِغْهُمَا ، أَزَجٌّ (أي مع تقوس ووصول إلى آخر العينين) ، أَقْرَنَ في غَيرِ قَرْنٍ ، أَبْلَجَ (16)، بَيْنَهُمَا عَرَقٌ يَدُرُّهُ الغَضَبِ (17).
وَكَانَ كَثِيرُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ (26)، أَسْوَدَهُ (27)، ذَا لِحْيَةٍ عَظِيمَةٍ حَسَنَةٍ كَادَتْ تَمْلأُ نَحْرَهُ (28)، إِذَا تَكَلَّمَ في نَفْسِهِ ، عُرِفَ ذَلِكَ مِنْ خَلْفِهِ بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ مِنْ عَظَمَتِهَا (29)، وَأَمَّا شَارِبَهُ فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُحْفِيهِ (يبالغ في قصه) (30).
وَأَمَّا شَعْرَهُ صلى الله عليه وسلم فَلَيْسَ بِجْعَدٍ (متلو أو ملتف) قَطَطٍ (شديد الجعودة كشعر الزنوج) وَلا سَبَط (ممتد ليس فيه تعقد)، رَجِل (31)، أَسْوَدَ اللَّوْنِ (32)، يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ ، وَيَضْرِبُ أَحْيَانًا مِنْكَبَيْهِ (33)، وَأَحْيَانًا إِلىٰ أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ ، وَأَحْيَانًا بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ (34)، فَيَكُونُ فَوْقَ الجمَّةِ (شعر الرأس إذا وصل إلى المنكبين) ، وَدُونَ الوَفْرَةِ (شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن) (35)، وَأَحْيَانًا يَجْعَلُهُ أَرْبَعَ غَدَائِرٍ أَوْ ضَفَاِئرٍ (36)، وَكَانَ يَسْدِلَهُ ، ثَمَّ فرق بَعَدَ (37). (13) أخرجه ابن سعد (1/410) وكذا أحمد عن علي بسند حسن
(14) مسلم (15/93) .
(15) البخاري (6/553) .
(16) أخرجه ابن سعد (1/412) عن الواقدي بإسناد لا بأس به ، وأبلج تتناقض ظاهرًا مع أقرن ؛ لأن البلج هو عدم التقاء الحاجبين ، ويمكن الجمع بينهما بأنه e من شدة إضاءة وجهه لا يظهر الالتقاء الذي بين حاجبيه لخفته ، أو أنه صلى الله عليه وسلم لشدة امتداد حاجبيه وسبوغهما يظنه الناظر إليه أقرن .
(17) أخرجه أحمد (1/207-208) بإسناد لا بأس به .
(18) أخرجه البيهقي (1/214) وقال فيه ابن كثير : إسناده حسن ، وقال الحافظ : إسناده قوي (الفتح : 6/570) .
(19) أخرجه ابن سعد (1/411) ، والبيهقي (1/217) ، ويشهد له ما قبله .
(20) أخرجه ابن سعد (1/412) عن علي بإسناد حسن لغيره .
(21) أخرجه ابن سعد (1/410) عن علي .
(22) أخرجه البيهقي (1/214) وقال فيه ابن كثير : إسناده حسن ، وقال الحافظ : إسناده قوي (الفتح : 6/570) .
(23) مسلم (15/93) .
(24) أخرجه البيهقي (1/215) والطبراني في الأوسط ، وانظر رقم (22) .
(25) أخرجه ابن سعد (1/417) وأحمد والبيهقي بسند لا بأس به ، وانظر رقم (22) .
(26) مسلم (15/97) .
(27) أخرجه البيهقي (1/214) وقال فيه ابن كثير : إسناده حسن ، وقال الحافظ : إسناده قوي (الفتح : 6/570) .
(28) أخرجه الترمذي (5/598) عن علي وقال : هذا حديث حسن صحيح .
(29) البخاري (2/244) .
(30) أخرجه ابن سعد (1/449) بإسناد صحيح عن ابن عمر .
(31) البخاري (6/564) ، ومسلم (15/100) .
(23) جاء ذلك في حديث أبي الطفيل أخرجه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، وقد أخرجه ابن سعد (1/419) من طريق الواقدي وأصله في مسلم .
(33) البخاري (6/565) ، ومسلم (15/91) .
(34) مسلم (15/92) .
(35) الترمذي (1755) وصححه ، وأخرجه أيضًا أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن سعد ، وأصله في الصحيحين .
(36) الترمذي (1782) وفي الشمائل (المختصر ص 35) عن أم هانئ وقال : حسن غريب ، وقال الألباني : إسناده صحيح (37) البخاري (6/566) . .
صِفَةُ جِذْعِهِ صلى الله عليه وسلم: في عُنُقِهِ سَطْعٌ (أي طول) كَأَنَّهُ إِبْرِيقَ فِضَّةٍ (38)، بَعِيدَ مَا بَيْنَ المِنْكَبَيْنِ (39)، ضَخْمَ الكَرَادِيسِ (أي رؤوس العظام) (40)، أَشْعَرَ المِنْكَبَيْنِ وَأَعَالي الصَّدْر (41)، طَوِيلُ المَسْرَبَةِ (ما دق من شعر الصدر سائلا إلى السرة) (42)، مَوْصُولُ مَا بَيْنَ اللبَّةِ (المنحر) وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالخَطِّ (43)، عَارِيَ الثَّدْيَيْنِ وَالبَطْنَ ِممَّا سِوَىٰ ذَلِكَ (44).
لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ (ضخم بطن) سَوَاءَ البَطْنِ أو الصَّدْر (45)، أَنْوَرَ المُتَجَرِّدِ شَدِيدُ ابَيَاضِ (46)، وَكَانَتْ عُكَنُهُ (ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا) صلى الله عليه وسلم كَأَسَارِيعِ (سبائك) الذَّهَبِ (47).
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ (72)، وَإِذَا مَشَىٰ تَكَفَّأَ (يسرع لكن في اعتدال فلا هو بالسريع ولا هو بالبطيء) (73)، كَأّنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ (74)، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا (75)، وَمَا رُئِيَ أَحَدٌ أَسْرَعُ مَشْيًا مِنْهُ ، كَأَنَّ الأَرْضَ تُطْوَىٰ لَهُ، وَإِنَّ مَنْ َمعَهُ لَيَجْهَدُ أَنْ يُدْرِكُهُ، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ (76).
وَلا شُمَّ رِيحٌ قَطْ أَوْ عُرْفٍ قَطْ ، وَلا عَنْبَرَ وَلا مِسْكٍ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ أَوْ عُرْفِهِ صلى الله عليه وسلم (77)، وَكَانَ مَقْصِدًا (أي ليس بجسيم ولا نحيف) (78)، حَسَنُ الجِسْمِ (79).
لَمْ يُرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلِهِ (80).
وَقَدْ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِأَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام (81)، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لَوْ عَدَّهُ العَادّ لأَحْصَاهُ ، لا يَسْرِدُهُ سَرْدًا (82)، وَلَكِنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ بَيِّنٍ ، فَصْل ، يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ (83)، وَكَانَ في صَوْتِهِ صَحلٌ (بحة خفيفة) .