استعرض المؤتمر الدولي الرابع عشر للجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية أحدث الاتجاهات في علاج فيروس سي بعدما سجل العلاج الثنائي المتوفر حاليا نسب نجاح لا تزيد عن60%, بالإضافة للبصمة الجينية ودورها في تحديد مدي الاستفادة بالعلاجات الحالية من عدمه. ترأس المؤتمر الدكتور سمير قابيل أستاذ الكبد بجامعه بنها ورئيس الجمعية وتحدث عن قرح المعدة والاثني عشر وتآكل جدارها والأورام كأهم مسببات نزيف المرئ بين المصريين, في حين يعد القئ والجروح المتسببة عنه السبب الاساسي للإصابة في الخارج, الاتجاهات الحديثة لربط دوالي المرئ بالمناظير وباستخدام الدعامات تعد الأجدي فعالية مقارنة بالحقن, كما عرض معايير عالمية لتقييم درجة الإصابة لمرضي فيروس سي من خلال معادلة زمن البروثرومبين المسئول عن التجلط ونسبة الكريتايين والصفراء, ويتراوح رقم هذه المعادلة من15 ـ30 في المتوسط وكلما انخفض كانت حالة المريض غير سيئة.
تناولت جلسات الفيديو لورش العمل برئاسة الدكتور احمد الدري أستاذ الأشعة التشخيصية ومدير وحدة الأشعة التداخلية بطب عين شمس مرض انسداد الأوردة الكبدية الذي كان يعتبر نادرا حتي عام2005 وكان مرضاه يشخصوا علي أنهم مرضي كبد بدون فيروسات وفقا للتحاليل, ويعانون من أعراض المرض بالإضافة لزيادة الصفراء وارتشاح المياه, وينتهي أمرهم لفشل كبدي, وتستقبل الوحدة حاليا حالتين أسبوعيا بعدما وصل عددهم إلي150 حالة العام الماضي, واستعرضت الجلسات أسلوب العلاج التداخلي لأربعة حالات انسداد منهم اثنين سرطان كبد, باستخدام قساطر للتوجه بالأشعة للمنطقة المسدودة لتوسيعها بالبالونات, وتركيب دعامات لاستعادة مسار الدم الطبيعي في الكبد, تجنبا للاحتقان والتليف. وقد حقق هذا الأسلوب نتائج مهمة وأمكن رجوع الكبد لحالته ووقف التليف لقدرة الكبد علي إعادة تجديد خلاياه.
وتحدث الدكتور هشام الخياط أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد عن أحدث علاجات فيروس سي التي سيتم طرحها لسوق الدواء العالمي بنهاية عام2010 وحاليا تشهد أبحاثها أخر مراحلها الإكلينيكية ممثلة في عقاقير تتناول بالفم بدون أعراض جانبية وتسهم في زيادة نسبة الشفاء لأكثر من80% لمرضي المرحلة الثالثة, حيث أثبتت الدراسات زيادة استجابة50% من مرضي الفيروس سي غير المستجيبين للعلاج التقليدي, وذوي الحالات الخاصة والصعبة عند استعمال هذه العقاقير الحديثة, بالإضافة لتقليل مده العلاج إلي3 ـ6 شهور حسب نوع الفيروس بدلا من سنة ونصف كالمتبع مع العلاج الحالي.
كما رصدت الأبحاث فاعلية عقار جديد في علاج فيروس سي بنسبة20% إذا أعطي منفردا, وزيادته لفعالية الأدوية المستخدمة حاليا إلي80% مما يمثل طفرة لرخص ثمنه إلي جانب توافره بالفعل بأسواق الدواء لعلاج الإسهال الناتج عن الطفيليات. وقد تم اكتشاف فعاليته بالمصادفة عندما أعطي لمرضي الإيدز المصابين بالإسهال وكان مصاحبا للفيروس سي حيث ساعد علي تقليل عدد الفيروسات وتحسين إنزيمات الكبد لهؤلاء المرضي.
وعرض الدكتور الخياط أسلوبا جديدا يتيح للطبيب التنبؤ بمدي الاستجابة للخطة العلاجية من البداية باستخدام البصمة الجينية للمريض طبقا لنتائج أحدث الأبحاث العلمية التي عرضت بمؤتمر الكبد بولاية بوسطن بأمريكا أخيرا, بواسطة تحديد جينCC المسئول عن الاستجابة الكاملة وهو عكس جينTT الذي يمثل انعدام الاستجابة, بما يمكن التنبؤ بنسبة60% من استجابة المرضي للعقاقير دون تعريض نسبة40% الباقية غير المستجيبة لمشاكل العلاج المادية والطبية, بعدما سجل الكثير من مرضي فيروس سي عدم الاستجابة للعلاج الوحيد المتاح بالحقن بنسب تصل لحوالي50%, وأشار الدكتور عادل الركيب أستاذ الجهاز الهضمي والكبد ونائب رئيس المؤتمر لدراسات توضح العلاقة بين عدم استجابة المريض ووجود كروموزوم19 بالجسم ولا تزال النتائج في طور البحث, وحدد بدائل المواجهة بمضاعفة الجرعة أسبوعيا, وزيادة فترة العلاج إلي72 أسبوعا لأن هناك نسبة5 ـ20% عودة للفيروس مرة أخري وفقا للدراسات, أما إذا اظهر المريض استجابة سريعة واختفي الفيروس من دمه بعد أربع حقن فيحتاج لفترة علاج ستة شهور فقط