من مظاهر ضعف الإيمان
أولاً: قسوة القلب:
حتى أنه ليحس قلبه قد انقلب حجراً صلباً لا يتأثر بشيء، والله - تبارك وتعالى - يقول حكاية عن حال بني إسرائيل:
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
سورة البقرة (74)
. فصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه المواعظ، فلا يتأثر بالموت ولا برؤية الأموات، وربما حمل الجنائز بنفسه، وأهال التراب عليها، وكأن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار, بخلاف حال السلف الصالح الذين كان أحدهم إذا مرَّ على قبر بكى حتى بلَّ الثرى؛ فعن البراء - رضي الله عنه - قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر, فبكى حتى بلَّ الثرى، ثم قال: ((يا إخواني لمثل هذا فأعدوا)) ابن ماجه في سننه برقم (4195)؛ وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (3383).,
وعن عبدالله بن بحير أنه سمع هائناً مولى عثمان - رضي الله عنهم - قال: "كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبلَّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال:
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما رأيت قط إلا القبر أفظع منه)) رواه الترمذي في سننه برقم (2308)، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف؛ وأحمد في المسند برقم (454) وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح