فلسفة الحياه 5

موضوع: فلسفة الحياه 5 الجمعة مارس 05, 2010 3:09 pm

فلسفة الحياة
ها هو يُلوح للشمس مودعا إياها بيديه الصغيرتين فالشمس ترحل في وقت الغروب الآن .....
يُلوح للشمس ويخاطبها قائلا : أنا انتظرك عودي غدا حسنا ....
هذا المشهد أبكى أمه وأذرف دموعا من عينيها الذابلتين فلقد تذكرته حينما كان يقول لأبيه قبل أن يسافر : أنا أنتظرك عد حسنا .......
وكان يلوح له بيديه والتي كانت أصغر من الآن ولكن الأب لم يعد .......
رأى أمه تبكي فأتى راكضا : ما بكِ تبكين أماه ؟ أانتي مريضة ؟
فهزت رأسها أن لا
قال لها البريء : أمي لا تبكي أنت تعتقدين أن الشمس لن تعود ؟
لا إجابة
يكمل هو قائلا : أمي أن الشمس ستعود وعدتني بذلك ، ستعود فهي لا تكذب مثل ............
( يصمت ثم يصرخ باكيا ناثرا أدمعا بريئة )
الأم :بني أبيك ليس كاذبا سيعود بإذن الله سيعود....
وهو ما زال يبكي فشدته لتضمه لحضنها الدافىء وهو يبكي بحرقة ومرارة ......
آه ما أقسى الزمن الذي ترك هذا الطفل ينتظر عودة أبيه منذ ثلاث سنوات ....
لقد رحل أبيه حينما كان عمره خمس سنوات وهو الآن في الثامنة .....
نهض الطفل من حضن أمه ومسح دموعه بيديه البريئتين وقال لأمه : أمي الشمس ستعود ، حسنا ؟.....
ابتسمت أمه ابتسامة تشوبها الأحزان، ابتسمت لتتحدى الدموع في عينيها .
ومرت الأيام والشهور والسنون وأصبح عمره خمسة عشر عاما حيث لا زال يُلوح للشمس وقت الغروب ويقول لها بكل ثقة: إلى اللقاء لن أطلب منكِ أن تعودي فأنت تعودين كل يوم لأننا أصحاب ........
ولكن اليوم الشمس لم تشرق ما الذي حدث ؟ السماء ملبدة بالغيوم اليوم ...( هكذا قال )
وذهب إلى أمه راكضا فقال : أماه ما بال الشمس ؟ لم أرها اليوم ....
ولكن أمه لم تجبه اليوم .....
ترى ما الذي يحدث؟ أمي لا تجيب والشمس لم تشرق حتى الآن؟
اقترب من أمه المستلقية على سريرها : أماه ؟ صديقتي ؟ أمي ؟ ( بدأ صوته يمتزج مع الحزن والحرقة والألم )
ماما ؟ أيتها الحسناء ؟ آه لا ترحلي .....
تعالى صوت صراخه وكأن الزمن يعيدها تلك الصورة الحزينة التي صرخ فيها مشتاقا لأبيه ....
أتى الناس ليشيعون جنازة أمه وبشدة استطاعوا أن ينتزعونه من بين أحضانها فلقد تمسك بها كثيرا ....
واليوم لا يزال غائما إذن اليوم لا غروب وكيف الغروب ؟ والشمس ليست هنا .....
هنا جلس يتذكر الأحزان وكأن مرور الزمن لم يُمحِ من ذاكرته سوى اللحظات المفرحة
جلس يحادث ويهمس قائلا : أتذكرين يا أمي حينما قلتُ لكِ أن الشمس تعود دائما ؟ أتذكرين حين ضممتني لحضنك الدافىء ثم ابتسمت لي ابتسامة حسبتها عن فرحة .......
الآن فقط الآن يا أمي أدركت إنك بابتسامتك قصدت قول : سيأتي يوم لن تشرق فيه الشمس .........
أماه أنتِ أدركتِ فلسفة الحياة وغبتِ والشمس معا ....
أماه لو عادت الشمس غدا أتعودين ؟
ثم ضحك ساخرا من نفسه وتفكيره قائلا : ستعود الشمس ولكن أمي لن تعود ..
أمي رحلت مع الشروق لتصدقني القول : أن من يرحل مع الشروق لا يعود فالشمس تعود بعد الغروب و ترحل بعد الشروق وهذه فلسفة أدركتها أمي وعلمتني إياها بعد رحيلها ....
أما أبي فقد رحل مع الغروب ولكن لم يعود ولو إنه يجب أن يعود ........
ومع مرور السنين يصيبه مرضا يلزمه الفراش ، وعلى فراشه كان يترقب الغروب والشروق ويشاهدهما من نافذته الكئيبة وتقترب ساعات رحيله حينما كانت الشمس تشرق بهدوء حينها يأتي رجلا كهلا حاملا بيده حقيبته متكئا على عصاه حانيا ظهره ، اقترب من صاحبنا أكثر ووضع يده التي ترك الزمن أثر صعوباته عليها ( تجاعيد الكهولة ) قائلا له : أنا أبوك سامحني يا ولدي ألهاني الزمن عنك ....
ابتسم الابن مثل ابتسامة أمه الغامضة ورحل عن هذه الحياة معلنا بأنه وأخير اتضحت له فلسفة الحياة في الشروق والغروب وأن أمه كانت تدرك هذه الفلسفة ....
ورحلا معلنان للكون والحياة والناس أنهما لن يعودان فهما رحلا مع الشروق وهذه فلسفة الحياة .......

حبيب قلبى يابشمهندس عمرو لو الحب يقاس بالحياه التى عشناها يبقى انا بحبك من قبل مااتولد
بجد مواضيه كلها رائعه ربنا يوفقك

انا معاك فى كلامك يا استاذ رضا

وبشكر البشمهندس على موضوعاته الرائعه

شكرا على ردك يابشمهنس وانت كمان يااستاز رضا

شكرا نونا

» فلسفة الحياه
» فلسفة الحياه 2
» فلسفة الحياه 4
» كيف تصف الحياه
» فلسفة الحياة