الحديث عن أخبار السلف الصالح حديث شيّق يجذب النفوس .. وترق له القلوب .. وفيهعبرة لمن يعتبر .. قد يتقاصر الإنسان أمام الأنبياء عليهم الصلاة والسلامويقول : هؤلاء أيدهم الله بالوحي ،لكن هؤلاء ممن نذكر أخبارهم لم يكنالوحي ينزل عليهم ، وعامة هؤلاء الذين اخترت لكم خبرهم لم يروا النبي صلىالله عليه وسلم وإنما ممن جاء بعدهم ..
وقد صدق ابن القيم حيث قال (وقدجرت عادة الله التي لا تتبدل وسنته التي لا تتحول أن يلبس المخلص منالمهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسبإخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويلبس المرائي ثوبي الزور من المقت والمهانةوالبغض وما هو اللائق به ...
1-كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شعر بأحد قطع صلاة النافلةونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول : هذا لا يفتر منالنوم ، غالب وقته على فراشه نائم ، وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .
2-وجاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف ، فقالأحب أن أخلوا معك يوماً ، فقال : لا بأس تُحدد يوما لذلك ، يقول فدخلتعليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسنأن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل –يقصد بالذل عدم الشهرة - أحب إلي من الشرف ..اللهم إنك تعلم فوق عرشك أنالفقر أحب إلي من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أُوثر على حبكشيئا " يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء ، فقال : " اللهم إنك تعلمأني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم "
3-قال الأعمش : كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقـرأ في المصحف ، فاستأذن عليهرجل فغطّى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة .
4-للإمام الماوردي قصة في الإخلاص في تصنيف الكتب، فقد ألف المؤلفات فيالتفسير والفقه وغير ذلك ولم يظهر شيء في حياته لما دنت وفاته قال لشخصيثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما إذا عاينت الموتو وقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها فاعلم أنه لم يقبل منيشيء فاعمد إليها وألقها في دجلة بالليل وإذا بسطت يدي فاعلم أنها قبلت منيوأني ظفرت بما أرجوه من النية الخالصة، فلما حضرته الوفاة بسط يده ،فأظهرت كتبه بعد ذلك
5-وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبرإلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوبفعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعمإلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منهالماء فشربت حتى رويت وحملت معي.
كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى .
6-وهذا أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي، يقول عنه خادمه أبو عبد الله ، كانمحمد يدخل بيتا ويُغلق بابه ، ويدخل معه كوزاً من ماء ، فلم أدر ما يصنع ،حتى سمعتُ ابناً صغيراً له يبكي بكاءه ، فَنهتهَ أمُهُ ، فقلتُ لها : ماهذا البكاء ؟ فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت ، فيقرأ القرآن ويبكي ،فيسمعه الصبي فيحكيه ، فإذا أراد أن يخرج غسل وجهه ؛ فلا يُرى عليه أثرالبكاء .
7- ودخل عبد اللهابن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً ، فقال رجل قد عرفه لصاحب المحلهذا ابن محيريز فأحسن بيعه ، فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنمانشتري بأموالنا ، لسنا نشتري بديننا "
8- وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت .
9-وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليهالبكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّالزكام.. ما أشدَّ الزكام..
10- روى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كانمسجوناً في بيت المقدس في فلسطين , فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً,فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى, فأخذ يبكي حتى الصباح,فلما أصبح الصباح, ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص, ذهبوا إلىالسجان, وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل, قال:ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام, ولكن بتنا معه في ليلةذكرنا بيوم القيامة..!
11-رأى ابن عمر رجلاً يُصلي ويُتابع قال له : ما هذا ؟ قال : إني لم أصلالبارحة ، فقال ابن عمر : أتريد أن تخبرني الآن ! إنما هما ركعتان
12-يقول الحسن البصري : " إن كان الرجل جمع القرآن وما يشعر به الناس .. وإنكان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ..وإن كان الرجل ليصليالصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ..ولقد أدركت أقواماًما كانوا على عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً "
13- كان شريح القاضي يخلو في بيت له يوم الجمعة لا يدري أحد من الناس ماذا يصنع فيه.
14- قيل لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ ممن أخذ الحديث ؟ وممن أخذ العلم ؟
قال" قد سمع من الناس وله فضل في نفسه .. صاحب سرائر ما رأيته يظهر تسبيحاً ،ولا شيئاً من الخير ، ولا أكل مع قوم قط إلا كان آخر من يرفع يده - يتظاهرأنه ليس من أهل الزهد وإنما يأكل كما يأكل عامة الناس فلا يقوم أولهم - "
15-وهذا عبد الله بن المبارك حينما خرج في غزو بلاد الروم فالتقى المسلمونبالعدو ، وخرج عِلجٌ من العدو يطلب المبارزة ويجول بين الصفين ، فخرج لهرجل من المسلمين فقتله العلج ، وخرج ثاني فقتله ، وخرج الثالث فقتله ،فبرز له رجل آخر ، فصاوله ثم قَتَلَ العلجَ ، فاجتمع الناس عليه ينظرون منهو ؟ فجعل يغطي وجهه بكمه لئلا يعرفه أحد ، فجاءه رجل يقال له أبو عمرفرفع كمه عن وجهه ، فإذا هو عبد الله بن المبارك ، فقال عبد الله بنالمبارك : " وأنت يا أبا عمر ممن يُشنع علينا" – ماهذه الشناعة في نظر ابنالمبارك رحمه الله ؟! الشناعة أنه أظهر أن هذا هو البطل الباسل الذي تمكنمن قتل هذا العلج الذي قتل عدداً
من المسلمين – كان يغطي وجهه بكمه يريد وجه الله تعالى - .
- وهذا رجل مسلموقع في حصار حاصره المسلمون للروم ، وطال هذا الحصار ، واشتد الإنتصار علىالمسلمين ، وأحرقتهم سهام العدو ، فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى ناحيةمن الحصن ، فحفر نفقاً ثم دخل منه ، فهجم على الباب من الداخل وجعل يضربفي الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون ، واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد، فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس : سألتكم بالله أنيخرج إلي صاحب النفق ، فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة ،فقال الحارس من هذا ؟ قال : رجل يدلكم على صاحب النفق ، فاذهب إلى صاحبك –يعني مسلمة – وأخبره وقل له يشترط عليك شرطاً ، وهو ألا تبحث عن بعد ذلكاليوم أبداً ، ولا تطلب رؤيته بعده ولا الكلام معه أبدا ،فقال مسلمه : لهُشَرطُه فأخبروني عنه من هو ؟ فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ مااشترطتُ ، لا تسألني .. لا تبحث عني .. لا تدعني إلا مجلسك .. فاختفى بينالجند .
فكان مسلمة بعد ذلك يقول : " اللهم احشرني مع صاحب النفق "
17-كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ،ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ،وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلكسنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام ..فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كانيحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين .
18-وهذا أيوب السخيتاني .. إمام كبير من أئمة التابعين .. وعابد من عبادهم ..ربما يحدث بالحديث فيرق ، فيلتفت ويتمخط ويقول " ما أشد الزكام "
19- يقول الحسن البصري : " إن الرجل ليجلس في المجلس فتجيؤه عبرته ، فإذا خشي أن تسبقه قام "
20 - وهذا شقيق بن سلمة رحمه الله كان يصلي في بيته ، وينشج نشيجا ً لو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحدٌ يراه ما فعل .
21-ووقف رجل يصلي في المسجد ، فسجد وجعل يبكي بكاءً شديدا ، فجاء إليه صاحبرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه فقال " أنت.. أنت .. لو كان هذا في بيتك "
22- كان أيوب السخيتاني رحمه الله يقوم الليل كله ، فيُخفي ذلك ، فإذا كان الصبح رفع صوته كأنما قام تلك الساعة .
23-صحب رجل محمد بن أسلم فقال : لا زمته أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي – حيثأراه – ركعتين من التطوع في مكان يراه الناس إلا يوم الجمعة ، وسمعته كذاوكذا مره يحلف ويقول : " لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاًمن الرياء "
24- وهذاداوود بن أبي هند ذُكر في ترجمته أنه صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ،كان يخرج في مهنته ، ويأخذ معه غداءه ، فيتوهمون أنه مُفطِر ، فيتصدق بهفي الطريق ، فيرجع آخر النهار إلى أهله فيأكل معهم .
25-اجتمع الفضيل بن عياض وسفيان الثوري يوماً ، فجلسوا يتذاكرون شيئاً منالرقائق فَرق كل واحد منهم وبكى ، فقال سفيان الثوري رحمه الله : " أرجواأن يكون هذا لمجلس علينا رحمة وبركة " فقال الفضيل بن العياض : " ولكنيأخاف يا أبا عبد الله ألا يكون أضرُ علينا .. ألست تخلصتَ من أحسن حديثكوتخلصتُ أنا إلى أحسن حديثي .. فتزينتُ لك .. وتزينتَ لي .. فبكى سفيانالثوري رحمه الله وقال " أحييتني أحياك الله "
26- وهذا عون بن عبد الله يقول " إذا أعطيت المسكين شيئاً فقال : بارك الله فيك ، فقل أنت : بارك الله فيك . حتى تَخلُصَ لك صدقتك "
27-وكان محمد بن يوسف الأصبهاني لا يشتري خبزه من خبّاز واحد ، يقول لعلهميعرفوني ولكن إذا جئته لأول وهلة لا يعرفُ أني فلان الذي يسمع عنه فتقع ليالمحاباة ، فأكون ممن يعيش بدينه .
28 - يقول إبراهيم بن أدهم : " ما صدق الله عبدٌ أحبَّ الشهرة "
29- وقل بشر بن الحارث : " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس "
30- وكان مورق العجلي يقول : " ما أحِبُ أن يعرفني بطاعَتِه غَيرهُ "
31-ولم قدم عبد الله بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني : فلميعرفه أحد : فلما لقيه قال : " من فضلك يا محمد لا تُعرف " – رأى أن ذلكمنقبة وأنه مغمور لا يعرفه أهل البلد - .
32-كان سفيان الثوري يقول : " وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباءأصحاب بتوت وعناء – عليهم أكسية غليظة – غرباء لا يعرفونني فأعيش في وسطهملا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم " .
33- كان الإمام أحمد يقول : " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف ، قد بُليتُ بالشهرة ، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً " .
34-يقول أيوب السخيتاني لأبس مسعود الجريري : " إني أخاف ألا تكون الشهرة قدأبقت لي عند الله حسنة .. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم .. وما أرى أنفيهم أحداً يعرفني ، فيردون علي السلام بقوة ، ويسألونني مسألة كأن كلهمقد عرفني ، فأي خيرٍ مع هذا "
35- ويقول حماد بن زيد " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديد ، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك "
36-وخرج أيوب السخيتاني مرة في سفر فتبع أناس كثير ، فقال : " لولا أني أعلمأن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل "
37- قال الشافعي : " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء "
38- قال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ".
39- وقد كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطّعه بالبكاء والصلاة ..
ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل )
44-روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقايةوالناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه،فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر.
45- روي عن مطرف بن عبدالله الشخير أنه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب اليّ من أن أبيت قائما فأصبح معجبا.
46- روي عن النعمان بن قيس أنه قال: ما رأيت عبيدة رحمه الله متطوعا في مسجد الحي
47- يقول علي بن مكار البصري الزاهد : (( لأن ألقى الشيطان أحب إلي من أن ألقى فلاناً أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله))
48- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه ، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه
49-يقول محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره : كنا ذات ليلة ونحنفي غزو الروم ، فذهب عبد الله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام ،يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك ، قال: فظن أني قد نمت ،فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه ، فلما طلعالفجر أيقظني وظن أني نائم ، وقال : يا محمد ، فقلتُ: إني لم أنم ، فلماسمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتىمات ، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه .
50- قيل لسفيان الثوري : لو دخلت على السلاطين ؟ قال : إني أخشى أن يسألنيالله عن مقامي ما قلتُ فيه ، قيل له : تقول وتتحفّظ ، قال : تأمروني أنأسبح في البحر ولا تبتل ثيابي .
قصة (اللص الفقيه)
قالاحمد بن المعدل كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون, فجاءهبعض جلسائه فقال: اعجوبة: قال ما هى ؟ قال:( خرجت الى حائطى بالغابة فلمااصحرت وبعدت عن البيوت تعرض لى رجل فجل: اخلع ثيابك قلت: وما يدعونى الىخلع ثيابى؟ قال انا اولى بها منك قلت ومن اين لك ذلكك؟ قال لانى اخوك واناعريان وانت مكتس قلت : فالمواساة قال: كلا قد لبستها برهة وانا اريد ان
البسهاكما لبستها قلت: فتعرينى وتبدى عورتى؟ قال: لاباس بذلك فقد روينا عنمالك(امام دار الهجرة) انه قال لا باس للرجل ان يغتسل عريانا قلت: فيلقانىالناس فيرون عورتى؟ قال لو كانالناس يرونك فى هذه الطريق ما عرضت لك فيها.
فقلت:انى اراك ظريفا فدعنى حتى امضى الى حائطى وانزع هذه الثياب واوجه بهااليك قال: كلا اردت ان توجه الى اربعة من عبيدك فيحملونى الى السلطانفيحبسنى ويمزق جلدى ويطرح القيد فى قدمى
قلت: كلا احلف لك ايمانا انى افى لكبما وعدتك ولا اسؤوك قال :كل إناروينا عن مالك انه قال لا تلزم الايمان التى يحلف بها للصوص.
قلت:فاحلف لك انى لا احتال عليك فى ايمانى هذه قال: قال هذه ايمان مركبة علىايمان اللصوص فقلت: فدع المناظرة بيننا فوالله لاوجهن اليك هذه الثيابطيبة بها نفسى فاطرق.
ثم رفع راسه وقال :تدرى فيم فكرت؟ قلت: لا. قالتصفحت امر اللصوص من عهد النبى صلى الله عليه وسلم والى وقتنا هذا فلم اجدلصا اخذ نسيئة, واكره ان ابتدع فى الاسلام بدعة يكون على وزرها ووزر منعمل بها بعدى الى يوم القيامة اخلع ثيابك فخلعتها ودفعتها اليه.
قصة ابن أبي الحسن الزاهد
كانالملك ابن طولون ظالم من ظلمة الحكام، وقل أن يأتي إليه إنسان ويأمرهبالمعروف وينهاه عن المنكر إلا ويقطع رقبته، حتى إنه قتل ثمانية عشر ألفإنسان صبرا، والصبر هو أشد أنواع القتل يجوع حتى يموت .جاءه الإمام ابنأبي الحسن الزاهد وقال له: يا ابن طولون إنك قد ظلمت وفعلت، وفعلت وأنَّبهوتكلم عليه فاشتد ابن طولون وأمر بحبسه، لما حبسه أمر ابن طولون بتجويعأسد ثلاثة أيام، وعندما جوع الأسد اجتمع الناس وفي مقدمتهم ابن طولونووضع، وجيء بأبي الحسن الزاهد، ووضع أمام الأسد في حلبة. تصوروا إنساناضعيفا أعزل أمام أسد جائع له ثلاثة أيام لم يأكل، فلما رآه الأسد بدأ يزأرويتقدم ويتأخر، والناس أيديهم على قلوبهم من المعركة غير المتكافئة، وأبوالحسن الزاهد قد أطرق مليا، لا يتحرك منه عضو في جسده كأنه لا يبالي، وبدأيهدر هذا الأسد والناس بين خائف، ومكبر، ووجل، ووجدوا أن الأسد يتقدمويتأخر، ثم جاء وطأطأ برأسه على أبي الحسن الزاهد وشمه ثم ذهب، وبدأ يفعلهذا برهة من الزمن، ثم طأطأ رأسه وانصرف في زاوية من المكان، وجلس ولم يمسأبا الحسن الزاهد بسوء، وكبر الناس وتعجبوا .
فقال أحمد بن طولون:ائتوني به، فجاءوا بالإمام الزاهد فسأله وقال: أريد أن أسألك سؤالا بماذاكنت تفكر والأسد يزأر ويصيح ويرفع صوته؟ قال: إن الأسد عندما جاء وشمنيومس ثوبي جلست أتأمل هل لعاب الأسد طاهر أو نجس ؟ هذه القضية التي تشغله.قال: أما خفت من الأسد؟ قال: أبدا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يكفيني إياه .
قصة
(اعرف من تصاحب)
قال علقمة ابنلبيد رضى الله عنه لابنه: يا بنى ان نازعتك نفسك يوما الى صحبة الرجاللحاجتك اليهم فاصحب من ان صحبته زانك, وان تخففت له صانك, واذا نزلت بكنازلة مانك(من التموين), واذا قولت صدق قولك, وان صلت به شدد صولك, اصحبمن اذا مددت يدك لفضل مدها , وان راى منك حسنة عدها, وان بدت منكثلمة(عيب) سدها, اصحب من لا تاتيك منه البوائق ,ولا تختلف عليك منهالطرائق, ولا يخذلك عند الحقائق)
قصة
المرأة الحكيمة
صعد عمر رضي الله عنهيوما المنبر، وخطب في الناس ، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء ، لأنرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عنأربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم..
فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش : ياأمير المؤمنين ، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائةدرهم؟ قال : نعم.
فقالت : أما سمعت قول الله تعالى : {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).
فقال : اللهم غفرانك ، كل الناس أفقه من عمر.
ثم رجع فصعد المنبر، وقال : يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء ، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل.
المال الضائع
يروىأن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدةطويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حلهذه المشكلة؟
فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه ، حتى أجد لكحلاً .. ثم فكر لحظة وقال له : اذهب، فصل حتى يطلع الصبح ، فإنك ستذكرمكان المال إن شاء الله تعالى ..
فذهب الرجل ، وأخذ يصلي .. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره ..
وفيالصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال ،وشكره ، ثم سأله : كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام : لأنيعلمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك !!
قصة الدرهم الواحد
يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وترك ستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!
فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخاً .. فتعجبت المرأة، وقالت: نعم، هو كذلك.
فقال: إن هذا الدرهم حقك ، وهم لم يظلموك : فلزوجته ثمن ما ترك ، وهو يساوي(75 درهما) ، ولابنتيه الثلثين ، وهو يساوى (400 درهم) ، ولأمه سدس المبلغ، وهو يساوي (100 درهم) ، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الاثنى عشروعلى أخته ، ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة ، فلكل أخ درهمان ، ويتبقىللأخت - التي هي أنت - درهم واحد !!
قصة القارب العجيب
تحدى أحد الملحدين الذين لا يؤمنون بالله علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعداً ..
وفيالموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر .. فقال الملحدللحاضرين : لقد هرب عالمكم وخاف ، لأنه علم أني سأنتصر عليه ، وأثبت لكمأن الكون ليس له إله !
وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عنتأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر ،وانتظرت على الشاطئ ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب ، وتجمعت معبعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قارباً ، ثم اقترب القارب مني ، فركبته وجئتإليكم .. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قارباًدون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه ؟!
فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول : إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!