بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، نحن قوم أعزّنا
الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذلنا الله... اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين.. أما بعد: الحقوق الإسلامية كثيرة ومن أهم هذه الحقوق: 1- حق الله: نِعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى، وكل نعمة تستوجب شكراً، وحقوق الله على العباد كثيرة ومن أهمها: 1. التوحيد: ومعناه أن يوحدوا الله في ذاته , وأسمائه, وصفاته وأفعاله فيعتقدوا أن الله وحده هو الرب المالك، المتصرف، الخالق، الرازق، الذي بيده الملك، وهو على كل شيء قدير: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[سورة الملك: 1]. 2. العبادة: وهي أن يعبدوا الله وحده لأنه ربهم, وخالقهم ورازقهم، وذلك بصرف جميع أنواع العبادة لله وحده كالدعاء, والذكر، والاستعانة, والاستغاثة، والتذلل, والخضوع، والرجاء, والخوف، والنذر والذبح، ونحو ذلك، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}[سورة النساء: 36]. 3. الشكر: فالله هو المنعم المتفضل على جميع الخلق؛ فعليهم شكر هذه النعم بألسنتهم، وقلوبهم, وجوارحهم، وذلك بحمد الله والثناء عليه واستعمال هذه النعم في طاعة الله وفيما أحل الله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[سورة البقرة: 152]. 2- حق الرسول صلى الله عليه وسلم: بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة كبرى للبشرية كافة؛ فقد أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويبين لهم ما يسعدهم في الدنيا والآخرة. ومن حق الرسول علينا أن نحبه, ونطيعه, ونصلي عليه, ومحبته عليه السلام تكون بطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر, وأن لا يعبد الله إلا بما شرع. 3- حق الوالدين: يهتم الإسلام بالأسرة ويؤكد على المحبة والاحترام داخلها والوالدان قاعدتها وأساسها؛ لذا كان بر الوالدين من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى. بر الوالدين يكون بطاعتهما، واحترامهما، والتواضع لهما، والإحسان إليهما، والإنفاق عليهما، والدعاء لهما، وصلة أرحامهما، وإكرام صديقهما: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[سورة الإسراء: 23]. والأم في هذه الحقوق حقها أعظم؛ لأنها هي التي حملته, وولدته وأرضعته: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟"، قال: "أمك". قال: "ثم من؟"، قال: "ثم أمك". قال: "ثم من؟"، قال: "ثم أمك". قال: "ثم من؟"، قال: "ثم أبوك"»[رواه البخاري]. 4- حق المسلم على المسلم: المؤمنون أخوة وهم أمة متماسكة, كالبنيان يشد بعضه بعضاً يتراحمون فيما بينهم ويتعاطفون ويتحابون ولحفظ هذا البنيان, وتلك الأخوة شرع الله حقوقاً للمسلم على أخيه المسلم، ومنها محبته، ونصيحته، وتفريج كربته، وستر زلته، ونصرته في الحق، واحترام جواره وإكرام ضيفه. ومنها رد السلام، وعيادة المريض، وإجابة الدعوة، وتشميته إذا عطس، واتباع جنازته، قال عليه الصلاة والسلام: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس»[رواه البخاري]. 5- حق الجار: الإسلام يهتم بشأن الجار مسلماً كان أو غيره , لما في ذلك من المصالح التي تجعل الأمة كالجسد الواحد قال عليه الصلاة والسلام: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»[رواه البخاري ومسلم]. ومن الحقوق التي قررها الإسلام للجار على جاره أن يبدأه السلام ويعوده إذا مرض، ويعزيه في المصيبة، ويهنئه في الفرح، ويصفح عن زلاته، ويستر عوراته، ويصبر على أذاه، ويهدي له، ويقرضه إذا احتاج، ويغض بصره عن محارمه، ويرشده إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، قال عليه الصلاة والسلام: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه, وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره»[صححه الألباني]. وفي حق الجار يقول تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ}[سورة النساء: 36]. وقد حذر الإسلام من إيذاء الجار والإساءة إليه, وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك سبب للحرمان من الجنة بقوله: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه»[رواه مسلم]. وأوجب الإسلام تحقيقاً للمصلحة حقوقاً للوالي على الرعية وحقوقاً للرعية على الوالي، وحقوقاً للزوج على زوجته، وحقوقاً للزوجة على زوجها, وغير ذلك من الحقوق العادلة التي أوجبها الإسلام