تاريخ التسجيل : 31/05/2010 عدد المساهمات : 86 نقاط : 5444
موضوع: من سيرة نبي الله الخضر عليه السلام الأحد يوليو 11, 2010 2:20 am
وأنت تقرأ سورة الكهف ألم تسأل نفسك عندما وصلت إلى الآية (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) عن مغزى قتل العبد الصالح لهذا الغلام ؟ كثير من العلماء والقراء قالوا : قتل العبد الصالح طفلا بريئا بدون ذنب اقترفه . قتل طفلا بشبهة ما يمكن أن يحدث في المستقبل؟ بل هؤلاء استغربوا من بعض المفسرين الذين جعلوا هذا الطفل البرئ كافرا . والعدل الإلهي يقول الطفل غير مسئول عن أي قرار يتخذه قبل أن يصل إلى سن الرشد . واستغربوا من المنطق الذي يقسم الأطفال إلى مسلمين وكفار ويقولون حتى في الفقه الاسلامي فإن الطفل المسلم إذا ارتد فلا عقاب عليه . وهؤلاء ذكروا أن فقهاء الاسلام أجمعوا على أن الفطرة الحقيقية لكل الناس هي الاسلام . إذا كيف أصبح ذلك الطفل الذي قتله العبد الصالح كافرا وأبواه مؤمنان؟ .
نحن نعلم أن العبد الصالح هو سيدنا الخضر عليه السلام الذي دارت حوله الكثير من الأحاديث والحكاوى . حتى يومنا هذا الكثير من الناس يعتقد أن سيدنا الخضر حي لم يمت . أي أنه باق . هذا كلام لا يصح مطلقا ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) ، لأنه لم ينقل لنا أنه جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا حضر عنده ولا قاتل معه ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه لأنه عليه السلام كان مبعوثا إلى جميع الثقلين وقد قال صلي الله عليه وسلم (لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي) ويقول النبي صلي الله عليه وسلم يوم بدر (اللهم إن تُهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) ، بعض الناس يعتمدون على أحاديث ضعيفة والأحاديث الضعيفة لا يعتد بها ولا يوجد نص صريح من الكتاب والسنة يدل على بقائه حيا . قيل أن اسمه هو بليا بن ملكان وينتهي بنسبه إلى سام بن نوح عليه السلام ، والخضر لقب له .
لماذا سمي الخضر؟
الحديث الذي رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم في الخضر قال (إنما سُمي خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من تحته خضراء) ، وثبت أيضا في صحيح البخاري عن همام عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال(إنما سُمي الخضر لأنه جلس على فروة فإذا هي تهتز من تحته خضراء) .
ــ المراد بالفروة : الحشيش اليابس وهو الهشيم من النبات
ــ وقيل وجه الأرض
نعود إلى موضوعنا وهو قتله للغلام .
ــ اختلف العلماء في قوله تعالى (غلاما) هل كان بالغا أم لا؟
ــ قال الكلبي : كان بالغا يقطع الطريق بين قريتين .
ــ وقال الجمهور : لم يكن بالغا ودليلهم قول سيدنا موسى (نفسا زكية) أي لم تذنب
ــ الذين قالوا بأنه كان غلاما بالغا احتجوا بأن العرب تبقي على الشاب اسم الغلام ومنها قول الشاعر :
تلق ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر
واحتجوا أيضا بقوله تعالى (بغير نفس) وهنا يقتضي لو كان قتله عن قتل نفس لم يكن به بأس وهذا يدل على كبر الغلام . لأن سيدنا موسى استنكر قتل الغلام لأنه لم يقتل نفسا وهذا دليل على كبره .
ــ ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان شابا يقطع الطريق . وذكر ابن جبير أنه بلغ سن التكليف لقراءة أُبي وابن عباس "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين" والكفر والإيمان من صفات المكلفين ، لا يطلق على مكلف إلا بحكم التبعية الأبوية وأبوا الغلام كانا مؤمنين بالنص فلا يصدق عليه اسم الكافر إلا بالبلوغ .
هذه هي أقوال العلماء والمفسرين ، وسيدنا الخضر قتله لما علم من سيره . . وأنه طبع كافرا . وقتل الصغير غير مستحيل إذا أذن الله في ذلك ، فإن الله تعالى الفعال لما يريد ، القادر على ما يشاء .
وصلي الله على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم والله اعلم
المراجع :
ــ ابن كثير ــ القرطبي ــ الجلالين
محمد بسيونى كسبر The General Manager
العمر : 37 تاريخ التسجيل : 18/12/2009 عدد المساهمات : 21838 نقاط : 28478
المزاج : زملكاوى جداااااااااا الموقع : هاتلاقينى هناك
موضوع: رد: من سيرة نبي الله الخضر عليه السلام الأحد يوليو 11, 2010 3:42 am
جزاك الله خير يا استاذ وائل وخطوه رائعه اننا نتعرف عن سيره باقى الانبياء
الاسطورة اعضاء اساسيه
العمر : 36 تاريخ التسجيل : 02/01/2010 عدد المساهمات : 6592 نقاط : 12890
الموقع : dr_legand128@yahoo.com
موضوع: رد: من سيرة نبي الله الخضر عليه السلام الإثنين يوليو 12, 2010 8:55 am