<اصحي , خلاص الى متى ؟, خلااااااااااص راح لغيرك >
بهذه الكلمات كنت أحدث نفسي , علها تفيق من غيبوبتها..
أحدثها وأحدثني , وانا أدري بأني أصنع بهذه الكلمات جرحا في قلبي المرهف الضعيف ..
فمالفائده من انتظار المستحيل ؟! ..
مالفائده من أمل يرتحل بين أحضان السراب باحثا عن حب لاوجود له ؟
عن حبيب أحب غيري!
نعم هويته وهوى غيري..
عشقته وعشق غيري !
هززت رأسي بقوه محاولة ان انفض كل تلك الأفكار ,كل تلك الألام , ورفعت رأسي بشموخ متهالك , ومشيت لداخل القاعه , وذيل فستاني يسحب ورائي محاولا اللحاق بخطواتي, ابتسمت وضحكت ورقصت , وها قد حان الوقت , وهاهو الآن يتقدم ممسكا بيدها , وها هي تسايره بخجل فتان ..
كم كرهت خجلها تلك اللحظه , كرهتها وكرهت جمال ملامحها النقيه ..
وظللت اتمعن النظر فيه الى أن غادر ..
ياه كم تمنيت بان ارتمي بين ذراعيه لاقول له جملتي المعتاده : "أحـــــــــــبــــــــــك ياعذابي" ..
وليضمني قائلا : "وانا بعد أحبك ياحياتي "
وسرحت وارتحلت مع تلك الاحلام , وسرعان ما تبخرت تلك الأحلام على صوت امي وهي تناديني : "نوره , نوره يلا قومي سلمي على العروسه وباركيلها "..
ناظرتها بعيون معذبه : "بس ياأمي ماأقدر حرام عليكي "
لتناظرني هي بنظرات مليئه بالتهديد والوعيد ولتقول هامسه : "قومي يالمهبوله ولا والله لاتشوفين شي مني ماعمرك شفتيه , وايش تبغين الناس يقولون عنك , لسه تبغاه بعد ماطلقها؟ ".
تجمعت دموع تبكي قهرا في عيني . وقلت مدافعة عن حبي : "ابوي هو اللي أجبره انه يطلقني , انتم اللي حرمتوني منه "
هنا نفذ صبر والدتي وسحبتني من ذراعي هامسة : "يالحيوانه لاتنسين انك ذحين مخطوبه , وقومي باركيلها خلينا نعدي هالليله على خير , واياني واياكي اسمع منك هالكلام مره ثانيه , والله لو أبوك دري عنك ليذبحك قومي يلا "..
تقدمت وانا لا حيلة لي , واقتربت منها وحقدي لها يكبر كلما زاد اقترابي منها , رأتني ووقفت وعلى شفتيها ابتسامه حنونه , كانت تشع منها الطيبه , لاانكر باني لم أتوقع بان تكون كذلك معي , وهي تعلم جيدا من أكون, تعلم جيدا بأني طليقة زوجها !
صافحتها بيد مرتجفه ولا أعلم كيف أخرجت تلك الكلمه من فكي المرتجف : "مبروك ".
صافحتني بكل حب : "الله يبارك فيك , وعقبال مااحضر عرسك ".
أومئت لها برأسي , وهممت بالمغادره , لكن استوقفني ندائها :" نــــــــــــــوره ".
التفت لها وعلى وجهي يعتلي الاستغراب , ابتسمت قائلة بهمس : "اتمنى اننا نكون صديقات , لان محمد حكاني كثير عنك , ولانك غاليه على قلبه , وكل غالي لمحمد غالي عليا" ..
وقتها لم أصدق ماسمعت , ومن صدمتي عجزت حتى عن الكلام , حتى قلبي اصبح يتراقص داخلي فرحا ..
لايزال حبيبي يذكرني , لم ينساني !
نظرت لها بعيون دامعه , بعيون يملؤها الامتنان , واقتربت منها لأمسك بيدها قائله بكل صدق وبصوت يرتجف من البكاء : "من جد عرف محمد يختار , الله يوفقكم ".
هنا أفلتت يدي لتضمني بكل حب , ولتهمس في اذني : "ماكذب محمد يوم انه قال مافي مخلوق يشابه طيبتك "..
ابتسمت لها , وهمست لنفسي قائله: "الا فيه انتي يامشاعل "..
وغادرت تلك القاعه بابتسامة حزينه ..
غادرت وانا ألملم بقايا حب استوطن قلبي ..
غادرت مدركه بانه غادرني ليسكن قلب مشاعل ..
سيعشقها بالتأكيد سيعشقها , سيعشق طيبة تربعت في قلبها , وسيشتعل بحبك يامشاعل !
ولم يبق مني الآن سوى ان اترك حبيبي ليحب غيري ..
ولأدون حكاية حبي في حافظة ذكرياتي , ليبق ذكرى جميله مرت في حياتي..
ذكرى عنوانها "
أحبك ياعذابي "
....
ودعتك ياعذابي ..
وهنيت حبك الجديد ..
وابتدى فيني عذابي ..
ونزف جرحي من الوريد ..
خسرتك لغيري ..
وهنيت فيك غيري ..
أنا خلاص بأتركك ..
خلاص بأنثر حبي وأنثرك ..
لكن بأظل أذكرك ..
وبأظل على حبك ...ياعذابي ..
....أحبك........ ياعذابي ....