إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا : و قد ذكر الله فى الاية أنه يحب الذين يقاتلون فى سبيله و هو زروة سنام الدين و هو أفضل شىء لله تعالى و يغفر الله للشهيد ذنبة و إن كان مثل ذبد البحر , اللهم أجعلنا من الشهداء , اما كلمة بنيان مرصوص أي يصفون صفا ، والمفعول مضمر ،أي يصفون أنفسهم صفا . "كأنهم بنيان مرصوص " قال الفراء مرصوص بالرص. وقال البرد : ثو من رصصت البناء إذا إذا لاأمت بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة . وقيل : هو من الصيص وهو انصمام الأسنان تعضها إلى بعض . والراص التلاصق ، ومنه وتراصوا في الصف. ومعنى الآية : يحب من يثبت في الجهاد في سبيل الله ويلزم مكانه كثبوت البناء . وقال سعد بن جبير : هذا تعليم من الله تعالى للمؤمنين كيف يكونون عند قتال عدوهم . الثانية -: وقد استدل بعض أهل التأويل بهذا على أن قتال الراجل أفضل من قتال الفارس ،لأن الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة . المهداوي : وذلك غير مستقيم ، لما جاء في فضل الفارس في الأجرة والغنيمة .ولا يخرج الفرسان من معنى الآية ، لأن معناه الثبات . الثالثة -: لايجوز الخروج عن الصف إلى لحاجة تعرض للإنسان ،أو في رسالة يرسلها الإمام ، أو في منفعة تظهر في المقام ، كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها . وفي الخروج عن الصف لمبارزة خلاف على قولين : أحدهما - أنه لابأس بذلك إرهابا للعدوا ، وطلبا للشهادة وتحريضا على القتال . وقال اصحابنا: لا يبرز أحد طالبا لذلك ،لأن فيه رياء وخروجا إلى ما نهى الله عنه من لقاء العدو . وإنما تكون المبارزة إذا طلبها الكافر ، كما كانت في حروب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وفي غزوة خيبر ،وعليه درج السلف .وقد مضى القول مستوفي في هذا في البقرة عند قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" [البقرة :