بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من أشتات ، وأصهر الجميع في بوتقة العدل
والمساواة ،فأنتج الأبطال الأقوياء، والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيما
بينهم .
ـ يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقودالعالم إلى الخير وما هي تجارتك ؟ تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن تعامل معي .. ربح
الجنة وفاز بالحياة ، ومن تنكر لي وغش .. خسر البركةوالخيرات .. وحبطت أعماله
، وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فماربحت تجارتهم وما كانوا
مهتدين.
ـ وما هو طبك؟ إنني أداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ، والعقول التائهة .. فأبعد عنها
كل ضعف وشح وشرك ،، وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال .
ـ وماذا عن أدويتك وعلاجك ؟ أدويتي هي الصيام والقيام وذكر الديان والعمل على طاعة الرحمن .
ـ وماذا تعلم الناس ؟
أعلمهم أن يسلكواطريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح
والأمانة والوفاءوالصدق والصبر والتعاون والإخلاص .
ـ لقد عرفناالكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد ، وكلامك الرشيد ،
فهل لناأن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟
نعم ، أنا شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ، أنا في ليلة القدر التي هي خير
من ألف شهر ،، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم،، أنا
الذي رافقت آباءكم المسلمين في معارك بدر واليرموك وحطين .. فأعطيتهم القوة
والعزيمة وعلمتهم الصبر والثبات فكان النصر حليفهم والخذلان حليف عدوهم .
ـ الآن وقد عرفناك جيدا وتذكرنا فضلك منذالقديم ، أنت الذي تزورنا في كل عام
وتأتينا بالخير والبركات من خزائن الأرض والسماوات فأهلا بك وبمعانيك الخيرة
ونفحاتك العطرة ،، ليتك تقيم عندنا الحياة كلها ،، تسكن في قلوبنا وتعيش مع
أرواحنا ،، فيا أيها السيدالكريم هل لك من شيء تقوله أخيرا ؟
نعم ، إنني أقول لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا بارك الله صيامكم وغفر ما تقدم
من ذنوبكم ،، ورزقكم من الطيبات لتزدادوا خيرا على خير وبركة على بركة ، أما