رفض المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي إجراء بلاده أي محادثات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني إلا إذا تخلت عن العقوبات والتهديدات العسكرية ضدها.
وحذر خامنئي في الوقت نفسه واشنطن من شن أي هجوم على بلاده مهددا بأنه في حال القيام بذلك فإن المواجهة العسكرية لن تنحصر في المنطقة فقط.
وقال خامنئي في كلمة أمام مسؤولين إيرانيين نقلها التلفزيون الإيراني "إذا كانت القوى العظمى تريد أن تهدد وتمارس الضغط وتفرض العقوبات وتريد أن تظهر القبضة الحديدية، ومن ناحية أخرى تسعى للجلوس إلى مائدة التفاوض، فإن هذه ليست مفاوضات، ولن نجري معها هذا النوع من التفاوض مرة أخرى".
لكنه أكد في المقابل أن بلاده لا تستبعد الحوار مع الولايات المتحدة في ظروف مختلفة، مؤكدا أنه "إذا توافرت هذه الشروط مثلما أعلنت منذ عدة سنوات فإننا لم نقسم على ألا نتفاوض إلى الأبد".
وكان مجلس الأمن الدولي فرض في التاسع من يونيو/حزيران الماضي حزمة رابعة من العقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي، أتبعتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بعقوبات أحادية الجانب تشمل قطاع الطاقة الإيراني الذي لم يشمله قرار مجلس الأمن.
وأجرت إيران في السابق محادثات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إضافة إلى ألمانيا).
وتتهم الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى إيران بالسعي لتصنيع أسلحة نووية، في حين تقول طهران إن برنامجها النووي سلمي ومخصص للأغراض المدنية والطبية.
تحذير
وفي سياق متصل حذر خامنئي من قيام الولايات المتحدة بضربة عسكرية ضد بلاده قائلا إن "رد الأمة الإيرانية لن يكون قاصرا على المنطقة (الشرق الأوسط) بل سيكون أوسع نطاقا".
ويأتي هذا الموقف بعد تصريح مندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون بأن على إسرائيل مهاجمة محطة بوشهر النووية الإيرانية قبل وصول شحنة الوقود النووي الروسية.
وكان وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أكد بدوره أن وجود إسرائيل سيتعرض للخطر إذا ما هاجمت محطة بوشهر النووية الإيرانية.
يشار إلى أن محطة بوشهر الإيرانية لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية ستدخل مرحلة اختبار التشغيل الفعلي السبت القادم بعد وصول الوقود النووي إلى مفاعل المحطة التي بناها الخبراء الروس.
وكان تقرير صحفي أعدته مجلة أتلانتك ماغازين الأميركية قد توصل إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأن تقوم إسرائيل، دون مشاورة الولايات المتحدة، بتوجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية بحلول يوليو/تموز 2011.
وأشار التقرير إلى أنه إذا توصل قادة إسرائيل إلى قناعة بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يهاجم إيران فإن العد العكسي سيبدأ لتوجيه ضربة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]