لم يعد الاستفتاء على مصير جنوب السودان في يناير/كانون الثاني المقبل هاجسا يؤرق السودانيين وصحافتهم وحدهم، بل بات محل اهتمام الصحافة العربية التي بدأت تتناول بالتحليل التداعيات المترتبة على الانفصال في حال حدوثه على الأمن القومي العربي واهتمام الولايات المتحدة البالغ به.
ففي هذا الصدد ذكرت جريدة الصحافة السودانية أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ستعقد مؤتمرا خاصا حول السودان في الرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري في نيويورك، دعت إليه وفدين من شريكي الحكم هما حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برئاسة نائبي رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه.
وأضافت أن المؤتمر الذي سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة سيناقش سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل والقضايا العالقة وترتيبات الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، وتنفيذ التحكيم الدولي بشأن تبعية منطقة أبيي واستفتاء مواطني المنطقة.
وقالت صحيفة الخليج الإماراتية إن الحكومة السودانية شككت في جدية الإدارة الأميركية بخصوص انتهاج إستراتيجية جديدة تتسم بالإيجابية في التعامل مع السودان.
وأشارت إلى أن الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني عزا تلك الشكوك إلى ما وصفه بوقوع الرئيس باراك أوباما في فخ الحرس القديم في الإدارة الأميركية.
مع ذلك أعرب إسماعيل عن أمله في أن يكون ما رشح في أجهزة الإعلام بشأن الإستراتيجية الجديدة تجاه السودان صحيحا.
سياسة جديدة
ونقلت صحيفة الوطن التي تصدر في الخرطوم عن تقارير أميركية أن الرئيس الأميركي صار قلقا بشأن عودة الحرب الأهلية التي كان الرئيس السابق جورج بوش الابن ساعد على وقفها قبل خمس سنوات.
"
السودان يعد نقطة لتلاقي المصالح العربية والأفريقية باعتباره يمتلك حدودا مشتركة مع دول الصراع في القرن الأفريقي، وهذا أحد أسباب تفاقم وتعقيد الوضع في الجنوب
"
الشرق القطرية
وأردفت الصحيفة أن أوباما سيعلن، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سياسة جديدة تجاه السودان.
أما صحيفة الشرق القطرية فقد أفردت مقالا مطولا تناولت فيه توقعات الخبراء والمهتمين بقضايا الأمن القومي العربي بتعديلات جذرية في الخريطة السياسية للدول الأفريقية باعتبارها أبرز التداعيات التي سيتمخض عنها انفصال الجنوب السوداني عن شماله.
وقالت إن دول الخليج التي لديها استثمارات ومصالح مشتركة مع دول حوض النيل مؤهلة للعب دور أساسي يخدم الأطراف العربية المباشرة في القضية خاصة مصر والسودان.
واعتبرت الصحيفة مؤشرات الانفصال المحتمل بداية لأزمات أكبر تضع خطا فاصلا في العلاقات العربية الأفريقية.
فالسودان –كما تقول الشرق- يعد نقطة لتلاقي المصالح العربية والأفريقية باعتباره يمتلك حدودا مشتركة مع دول الصراع في القرن الأفريقي، وهذا أحد أسباب تفاقم وتعقيد الوضع في الجنوب.
من جانبها كشفت صحيفة الرأي العام السودانية نقلا عن تقارير إعلامية أميركية أن وزارة الخارجية الأميركية منحت إحدى الشركات الأميركية الخاصة عقدا لتأهيل عناصر الجيش الشعبي وتحويلهم لقوة عسكرية محترفة في أعقاب التوصل لاتفاق السلام الشامل.
واختارت الحكومة الأميركية شركة دَين كورب (DynCorp) التي فازت بقيمة العقد المبدئي البالغة 40 مليون دولار للقيام بالمهمة.
وتساءل الصحافي السوداني معاوية يس في مقال بجريدة الحياة اللندنية في انتقاد لاذع للخرطوم قائلا: "وإذا انفصل الجنوب، فلماذا لا تنفصل أي رقعة أخرى بحثا عن السيادة والحرية والاستقلال، لتضع حدا لاستئثار فئة باغية بالأموال والأسلحة لمصلحة أجندتها الشيطانية المتخلقة في رحم جماعة الإخوان المسلمين ومنظمات التطرف الإسلامي المنبثقة منها؟".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]