لمتكن السيدة فوزية غيلاني تدرك أن حياتها الاجتماعية ستتحول إلى أزمة عندمافكرت قبل أسابيع في خوض الانتخابات البرلمانية الأفغانية المزمعة السبتالمقبل، حتى صدمت قبل أسبوعين بقتل خمسة من العاملين في حملتها على يدمسلحين مجهولين.
وتبعت ذلك اتصالات تتبنى عملية القتلمنها اتصال يقول لها: هل أنت سعيدة بترشحك للانتخابات وقد رأيت أتباعك فيأكفانهم؟ وعلى الرغم من أن نتائج التحقيقات لم تكشف بعد المسؤولين عن قتلالعاملين في دعايتها الانتخابية فإن الشبهات والشكوك تتزايد حول زوجهاالذي يخوض المنافسة ضدها في ولاية هرات بغرب أفغانستان.
وقد تعدت المنافسة بين فيض أحمد نور زيوزوجته فوزية غيلاني أصولهما المختلفة عرقيا وسكانيا إلى بيت الزوجية، حيثدفع الزوجان الحديثا العهد بالسياسة علاقتهما الأسرية ثمنا لترشحهماللانتخابات دون تنسيق بينهما، في مؤشر على التغيرات التي تعصف بالمجتمعالأفغاني في مراحل انتقاله من المحافظة إلى الانفتاح السياسي والاجتماعي.
بدت السيدة غيلاني مرهقة بسبب النزاعالذي نشب مع أسرة زوجها، وقد تصادف وصول مراسل الجزيرة نت منزلها مع وجودمحققين أمنيين لاستكمال التحقيقات حول مقتل العاملين الخمسة في حملتهاالانتخابية، وقالت إنها اضطرت لتأجيل حفل تأبين لهم عدة مرات بسببالتهديدات الأمنية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] معاناة اجتماعية وتصف معاناتها الاجتماعية بأنّها أشد منالتدهور الأمني الذي يعيق حملتها الانتخابية خاصة خارج مدينة هرات، مشيرةإلى الانقسام بين ما تسميه جناحي الأسرة قبيلة "غيلان" التي تنتمي إليهاوقبيلة نور زي التي ينتمي إليها الزوج.
وأعربت المترشحة عن أسفها لموقف أسرةالزوج التي تقف ضدها وفي المقابل تعتمد على عائلة غيلان في دعم حملتهاالانتخابية التي تتركز بشكل رئيسي داخل مدينة هرات.
أما الزوج فيض أحمد نور زيْ فإنه يعتمدفي حملته على ما يسميه "شهامة البدو البشتون" الذين ينتمي إليهم فيالمناطق الريفية والجبلية، ولا ينكر حساسية وضعه الاجتماعي بسبب ترشحزوجته والمنافسة بينهما.
كما لم يستبعد مقربون منه أن يصل بهالأمر إلى الطلاق في ظل الشبهات التي تثار بشأن تورطه في مقتل العاملين فيحملة زوجته الانتخابية، ويقول للجزيرة نت إن زوجته لم تستشره في ترشحهاللانتخابات حيث كان في قريته عندما اتخذت قرارها بذلك.
ويعبر عن عدم اكتراثه بنجاحها أو فشلها وعدم رغبته في مساعدتها حيث يعتبرها منافسة له.
لقد عاشت فوزية (الطاجيكية العرقية) مع زوجها فضل (البشتوني العرقية) في وئام إلى ما قبل دخولهما حمى الانتخابات.
فلم تعد تقترن صورة كل منهما بالآخر،وحلت الشكوك محل التراحم، والتنافس بدلا من التعاون لتتحكم بذلك تقاليدالانفتاح والمحافظة بين عرقيتين في أسرة واحدة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]