أعلن المدير العام السابق للأمن اللبناني اللواء جميل السيد الذي استدعاه القضاء اللبناني للتحقيق معه في موضوع تهديد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن حزب الله وعد بحمايته ومنع اعتقاله.
وكشف السيد عن ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بعد وصوله السبت إلى مطار بيروت قادما من باريس مباشرة، بعد إصدار مذكرة استدعاء بحقه.
واستقبل نواب ومسؤولون من حزب الله جميل السيد لدى وصوله إلى مطار بيروت الدولي، ورافقوه إلى منزله وسط إجراءات أمنية مشددة لمنع إلقاء القبض عليه.
وذكرت مراسلة الجزيرة في بيروت سلام خضر أن ممثلين لأحزاب المعارضة اللبنانية كانوا في استقبال السيد في المطار، كما أنه غادر المطار بمواكبة أمنية من حزب الله.
وكان السيد واحدا من أربعة ضباط لبنانيين سجنوا عام 2005 في إطار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وهو والد رئيس الوزراء الحالي، لكن المحكمة الخاصة بلبنان أمرت بالإفراج عنه في أبريل/نيسان 2009 لعدم كفاية الأدلة.
وشدد السيد في مؤتمره الصحفي على أن الأدلة التي تسببت في احتجازه قدمها "شهود زور"، مؤكدا ضرورة محاسبتهم وفقا للقانون "وإلا فستتم محاسبتهم في الشارع"، على حد تعبيره.
واتهم السيد فريق 14 آذار بالاستيلاء على الدولة ومؤسساتها عام 2005 بواسطة "شهود زور"، معتبرا أن معاوني الحريري يفتقرون إلى الخبرة في تسيير أمور الدولة.
وفي المقابل رد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي على كلام السيد، وقال "إن السجن للسيد ولأمثاله وللقتلة الذين يحميهم"، لافتا إلى أن "مواجهتهم ستكون في القضاء"، حسب تعبيره.
وعلق غطاس خوري مستشار رئيس الوزراء سعد الحريري على كلام اللواء ريفي بالقول "إن ريفي تعرض لهجوم شخصي من قبل السيد، وله الحق في أن يرد عليه من باب الدفاع عن النفس".
دعوة للتهدئة
وأعرب في تصريح للجزيرة عن اعتقاده بأن "موقف ريفي يعبر عن موقف قوى الأمن الداخلي". ودعا جميع الأطراف إلى الحوار والتهدئة والالتزام بـاتفاق الدوحة، وتجنيب لبنان الفتنة.
وكان النائب العام التمييزي في لبنان سعيد ميرزا أصدر الخميس تلك المذكرة بحق السيد بصفته مدعى عليه بتهديد أمن الدولة والنيل من دستورها، وتهديد سعد الحريري والتهجم عليه وعلى القضاء وأجهزة الدولة.
وقال السيد إنه لا يجوز للقاضي ميرزا التحقيق في قضيته، لأنه (السيد) رفع عليه دعاوى في سوريا وبلدان أخرى.
تحذير
وفي هذه الأثناء حذر عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله حسن فضل الله, من فتنة قد تكون غير مسبوقة في لبنان. وأضاف "لا أحد يمكنه استهداف اللواء السيد".
وكان حزب الله قد رفض بشدة القرار القضائي بجلب السيد، معتبرا في بيان أصدره الجمعة أن القرار "سياسي بامتياز وعنوان للقمع والترهيب"، ودعا إلى التراجع عنه بسرعة.
وقال البيان إن "إقامة العدالة تقتضي أن يسارع القضاء اللبناني إلى وضع يده على شهود الزور ومصنعيهم الذين أدخلوا لبنان وسوريا في متاهة مظلمة كادت تودي بالجميع".
وأكد الحزب في بيانه أن "الحرص على مؤسسات الدولة يوجب عدم الزج بجهازها القضائي خدمة للزعامات السياسية".
وفي المقابل أبدت قوى 14 آذار مقابل ذلك استغرابها لهذا الموقف، ورأت