تجيسيد ادوار ومنع وجدل واعتراضات (في الفن)

تواجه الأعمال الفنية التي تتعرض لرموز دينية الكثير من الخلافات ما بين مؤيد ومعارض لها سواء بين الجماهير أو من المتخصصين فنيا أو دينيا.

مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف جدد في اجتماعه برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في 28 يناير/ كانون الثاني 2010 تحريم ظهور صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في الأعمال الفنية. ورفض المجمع تجسيد شخصية ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب في مسلسل تلفزيوني، ردا على طلب تقدم به رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون لتحصيل الرأي الشرعي حول رغبة قناة فضائية في إنتاج هذا العمل.

القضية ليست جديدة ولا تقتصر على الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي تتناول سير إسلامية فقط وإنما شملت المسألة كذلك أعمالا درامية تعرضت للعقيدة المسيحية.

العودة إلي أعلي
من الرسالة للمهاجر
البداية كانت مع للفنان المصري يوسف وهبي عندما حاول تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام في السينما بالتعاون مع المخرج وداد عرفي في عام 1926 وواجهته انتقادات شديدة من قبل علماء الأزهر الذين رفضوا ظهور الشخصيات المقدسة في السينما. وكان من نتيجة هذه الهجمات أن قدم يوسف وهبي اعتذارا علنيا عن فكرته هذه تحت ضغط الإكراه الذي وصل بالملك فؤاد إلى التهديد بحرمانه من الجنسية المصرية إذا أصر على تأدية الدور.

ثم جاء قرار لجنة الرقابة على المصنفات الفنية رقم 220 لعام 1976 والذي نص على أنه "يمنع ظهور صورة الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة أو رمزا أو صورة أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والـ10 المبشرين بالجنة وسماع أصواتهم وكذلك إظهار صورة السيد المسيح وصور الأنبياء بصفة عامة وعلى أن يراعى الرجوع في كل ما سبق للجهات الدينية المختصة".

وقد تعرضت العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية للمنع بعد صدور هذا القرار، ومنها فيلم "الرسالة" - إنتاج 1976 للمخرج السوري مصطفى العقاد - الذي توفى في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2005 - بطولة عبد الله غيث، والذي شارك في كتابته مجموعة من كبار الكتاب على رأسهم – توفيق الحكيم، وعبد الحميد جودة السحار بسبب تجسيد شخصيات عدد من كبار الصحابة وعلى رأسهم عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

وكان العقاد صرح بأنه حصل على موافقة لجنة الأزهر على سيناريو فيلم "الرسالة"، وأنه بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 تم بيع 100 ألف نسخة من الفيلم للقنوات الأميركية وأجرت معهم إحدى المجلات حوارا لمعرفة سبب ذلك فقالوا إنهم أرادوا معرفة الإسلام فمنهم من اشترى كتب وآخرون اشتروا أفلاما.

كما تم رفض فيلم "القادسية" عام 1979، وعندما أصبح جاهزا للعرض في 1981 أعيد رفض عرضه جماهيريا مرة أخرى من خلال بانوراما السينما العراقية والتي أقيمت في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2002.

الفيلم إنتاج مصري عراقي مشترك، يتناول معركة القادسية الكبرى التي جرت وقائعها في العام الـ15 هجريا وانتهت بانتصار العرب على الفرس بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص، وقام ببطولته عزت العلايلي وسعاد حسني وشذى سالم وليلى طاهر وكنعان علي والتونسي الراحل عمر خليفة.

ورغم أن الفيلم يعرض في العديد من الدول العربية منذ ما يقارب 25 عاما، إلا أن الرقابة على المصنفات الفنية في مصر ملتزمة بقرار الأزهر الصادر عام 1987 بشأن الفيلم، والذي ينص على أن "أحداث هذا الفيلم تدور حول الصراع بين العرب والفرس وانتصار العرب في معركة القادسية بقيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) واللجنة التي شاهدت هذا الفيلم ترى أنه قد خرج على ما أجمع عليه علماء المسلمين وأقره مجمع البحوث الإسلامية من منع تمثيل شخصيات الـ10 المبشرين بالجنة وسعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) أحدهم".

وفي عام 1992، قدم يوسف شاهين فيلم "المهاجر" مما أشعل الخلاف من جديد حول تقديم شخصيات الأنبياء في الأفلام إلى حد وصل لدعاوى الحسبة التي أقامها أحد المحامين لوقف عرض الفيلم.

وكان اسم الفيلم "يوسف وأخوته"، فرفض الأزهر الفيلم رفضا قاطعا بدعوى تحريم تجسيد الأنبياء على الشاشة. وطالب الأزهر بتعديل السيناريو، وبالفعل تمت إعادته وقدم باسم "المهاجر" ولم تفلح العبارة التي كتبها يوسف شاهين على مقدمة الفيلم باللغة العربية، ومفادها أن الفيلم لا يمت بصلة إلى أي أحداث تاريخية ولا يتعرض لشخص من الأنبياء في نفي أي علاقة بين قصة الفيلم وقصة حياة النبي يوسف عليه السلام.

العودة إلي أعلي
اعتراض قبطي
من جهة أخرى، أثيرت ضجة في مصر بسبب فيلم "بحب السيما" من إنتاج 1994 للمخرج أسامة فوزي، حيث اجتاز الكثير من العقبات خلال فترة التصوير التي استمرت ثلاث سنوات. ولم يبصر الفيلم النور إلا عام 1998، لتبدأ حرب الرقابة التي طالبت الكنسية بمشاهدته قبل السماح بعرضه. وهو ما قوبل بهجوم عنيف من الأوساط الثقافية والسينمائية. ولم تنته الضجة إلا بعدما تراجع رئيس الرقابة مدكور ثابت عن موقفه، شرط أن يكون "للكبار فقط". وحتى بعد عرضه أقيمت دعاوى قضائية لوقفه في السينما باعتبار الفيلم يسئ للعقيدة للمسيحية.

وأحدث القضايا في هذا الصدد، الإنذار القضائي الذي قدمه المحامي نبيل غبريال مطالبا بتدخل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بصفته رئيسا لمجمع البحوث الإسلامية لمنع تصوير فيلم "واحد-صفر" بطولة إلهام شاهين وفاروق الفيشاوي والذي يناقش الزواج بين الأقباط باعتباره مسيئا للمسيحية.

وقال غبريال إن "الفيلم يتعرض لسر من أسرار الكنيسة السبعة وهو الزواج وبالتالي لا يجوز أن تتعرض الأعمال الفنية لأسرار أي عقيدة، فلا يجوز لي مثلا كمسيحي أن أطالب بأن يتزوج المسلم 5 نساء علما بأن الشريعة الإسلامية تنص على 4 فقط".

العودة إلي أعلي
الوليد ممنوع بالكويت
منع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عرض المسلسل التليفزيوني "بدر الكبرى" - إنتاج 2008 لصالح قناة سودانية - بطولة أحمد ماهر من إخراج وتأليف وتمثيل مصريين وتم تصويرة بصحراء أبو رواش في مصر. وأعلن الأزهر أن سبب المنع هو تجسيد شخصية الصحابي حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي الكويت، حذر نائب مجلس الأمة الكويتي عبد الله عكاش من عرض المسلسل التليفزيوني "خالد بن الوليد" - إنتاج عام 2009 - على شاشة تلفزيون الكويت لأن "المسلسل يجسد حياة الصحابة والنيل من تاريخهم سواء بالانتقاص أو التطرق لحياتهم وهو أمر غير مقبول لأن الأنبياء والصحابة لهم حرمتهم".

وفي المسرح منع تجسيد أي من آل البيت، حيث منعت مسرحية "الحسين ثائرا" في أوائل السبعينات، للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى وإخراج كرم مطاوع وبطولة الفنان عبد الله غيث الذي توفي دون أن يحقق أمنيته بتمثيل دور الحسين رضي الله عنه.

العودة إلي أعلي
الأزهر ومريم الإيراني
ومن المثير للدهشة تكالب الفضائيات العربية والمصرية على عرض المسلسل الإيراني "مريم المقدسة" من إنتاج 2007 - المدبلج بالعربية - بينما تعرض مسلسل "يوسف الصديق" - إنتاج 2008 - للعديد من الانتقادات لأنه يجسد صورة النبي يوسف عليه السلام وصورة الوحي، الأمر الذي اتفق علماء أهل السنة على تحريمه.

الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية - في تصريح خاص لصحيفة "المصري اليوم" - أكد أن "الأزهر لا يعرف شيئا عن المسلسل الإيراني - مريم المقدسة - لأن القناة التي تعرضه لم ترسل للأزهر نسخة منه، ولكن سيتم مشاهدة المسلسل وإذا كان به ما يشكل خطرا على الشريعة الإسلامية والسنة النبوية سيتخذ الأزهر قرارا بوقفه".

مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أعلن عن إرساله خطابا إلى وزير الإعلام المصري بقراره الأخير الذي رفض فيه مجددا ظهور الأنبياء والصحابة بالأعمال الدرامية.

العودة إلي أعلي

تسلم ايدك موضوع ممتاز وجميل

شكرا ياحبيب قلبي يالول

تسلم يابو حبيبه دايما مفرح قلبي بردودك المميزة