قلل سياسيون وبرلمانيون مصريون من أهميةما أثاره الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بشأن ما إذا كان للرئيس المصريالراحل أنور السادات مسؤولية في موت سلفه الراحل جمال عبد الناصر، وتباينتردود الفعل حول ما أورده هيكل في برنامجه الأسبوعي "تجربة حياة" الذي تبثةقناة الجزيرة.
وقال عبد الغفار شكر نائب رئيس مركزالبحوث العربية والأفريقية للجزيرة نت إن ما أورده هيكل لا يتعدى شهادتهعلى الواقعة وإنه بعد أن سرد "واقعة" إعداد السادات فنجانا من القهوة لعبدالناصر قبل ثلاثة أيام من وفاة الأخير، استبعد اتهام السادات بالضلوعفيها، وإنه استشهد بأن لعبد الناصر تاريخا مرضيا سابقا.
وأضاف عبد الغفار شكر، وهو أيضا عضوالمكتب السياسي لحزب التجمع، أن "هيكل –بذكائه المعروف- أراد من وراء سردهذه الواقعة أن يفتح الباب أمام التشكيك في الوفاة الطبيعية للرئيس عبدالناصر، دون أن يضع نفسه تحت طائلة الإدانة القضائية أو المحاسبة".
وتساءل شكر "لماذا سكت هيكل طوالالأربعين عاما عن ذكر هذه الواقعة؟"، مشيرا إلى أن هيكل لعب دورا تاريخيافي ترجيح كفة السادات كمرشح لرئاسة الجمهورية.
ونقلت صحف محلية عن عبد الحكيم جمالعبد الناصر معرفته بواقعة فنجان القهوة الذي تردد أن السادات قدمه لعبدالناصر، لكنه أكد أنه لا يستطيع أن يجزم بشيء وأن أسرة عبد الناصر لاتمتلك دليلا قاطعا لإدانة أحد.
في المقابل ينظر النائب العام في مصر فيبلاغ مقدم من ابنة الرئيس الراحل أنور السادات تتهم فيه هيكل بتشويه سمعةوالدها، وأكدت في تصريحات صحفية عقب تقديمها البلاغ السبت الماضي أنها لنتترك حق والدها بشأن ما قاله هيكل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اغتيال الساداتوفيتصريحة للجزيرة نت اتهم محمد عصمت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنورالسادات، هيكل بالتحيز الدائم ضد الرئيس السادات والتحامل عليه منذ قرارالأخير بإنهاء "أسطورة الصحفي الأوحد".
وأكد عصمت وهو نائب برلماني سابق أنه لميندهش مما قاله هيكل "لأنه دائم الإساءة للرئيس السادات"، متسائلا أين كانهيكل منذ أربعين سنة؟ ولماذا لم يذكر هذه الواقعة في عصور سابقة؟ وقلل منقيمة ما جاء به هيكل لأنها لا تعدو أن تكون واقعة كل أطرافها قد ماتوا.
وطالب محمد عصمت السادات هيكل بفتح ملفاغتيال الرئيس السادات إذا كان حقا جادا في سرد وقائع التاريخ، وأضاف"نريد من هيكل أن يرينا كراماته في واقعة تمت على مرأى ومسمع من العالمبأسره وليس واقعة تمت بين أربعة جدران وكانت موضع تشكيك بشهادة أطباءالرئيس عبد الناصر نفسه".
أما محامي أسرة الرئيس السادات فقد رأىأن ما أثاره هيكل من شكوك حول "تورط السادات في قتل الرئيس الراحل جمالعبد الناصر عن طريق وضع السم له في القهوة"، يوقعه تحت طائلة القانون.
كما اعتبر أن نفي هيكل لتورط السادات فيالحديث نفسه "لا يعفيه من العقاب، طبقا لأحكام قانون العقوبات عن وقائعالسب والقذف والتشهير، فطالما أن الواقعة من وجهة نظره مكذوبة، فحتى يتمتعبالحماية القانونية كان يتعين عليه عدم ذكر الواقعة".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أولويات من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسيةالنائب المستقل بالبرلمان المصري جمال زهران أن "ما أورده هيكل يعد سقطةكبرى يمكن أن تقود إلى اتهامه بمساندة النظام في حربه ضد التغيير، من خلالصرف الأنظار عن معركة التغيير التي يتوق إليها الشعب المصري وفتح ملفاتمضى عليها أربعة عقود".
وتمنى زهران أن يستغل هيكل المنبر الذي يتحدث من خلاله لحشد الطاقات نحو التغيير وإنقاذ مصر من براثن الفساد المستشري.
وذهب الحقوقي محمد عصمت سيفالدولة إلى التقليل من قيمة ما ذكره هيكل، مشددا على أن المعاركوالاشتباكات الصحفية والإعلامية وتركيز الأضواء على قضايا صغيرة يشتتالجهد الذي يجب أن يوجه إلى ما يحيط بالأمة العربية من أعداء منذ أكثر من30 عاما.
واعتبر سيف الدولة في تصريحات للجزيرة نت أن ما ذكرههيكل يجب ألا يؤخذ على أنه من معطيات التاريخ، بل هو مجرد قراءة لصحفيوإعلامي بحجم وقامة هيكل، وتساءل: ما الفائدة التي ستعود على الشعب المصريإذا عرف أن عبد الناصر مات مسموما أو لم يمت بالسم؟ أو مات موتا طبيعيا أمبفعل فاعل؟