حرب أكتوبر تعرف كذلك بحرب تشرين و حرب يوم الغفران هي حرب دارت بين كل من مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر في عام 1973م.
بدأت الحرب في 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجئ من قبل جيشي مصر وسوريا على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وقف النار في 24 أكتوبر 1973 هي حرب لاسترداد شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل.
انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا و ضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة و تأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
اسباب الحرب :
حرب أكتوبر هي إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي. هي حرب لاسترداد شبه جزيرة سيناء و الجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل والمحصلة النهائية هي تدمير خط بارليف و عبور قناة السويس و استرداد أجزاء منها ومن ثم استرداد سيناء كاملة وقد اندلعت الحرب عندما قام الجيشان المصري والسوري بهجوم خاطف على قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت منتصبة في شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، وهي المناطق التي احتلها الجيش الإسرائيلي من مصر وسوريا في حرب 1967.
أمضت إسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان وفي قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
في 29 أغسطس 1967 اجتمع قادة دول الجامعة العربية في مؤتمر الخرطوم بالعاصمة السودانية ونشروا بياناً تضمن ما يسمى ب”اللاءات الثلاثة“:
1. عدم الاعتراف بإسرائيل
2. عدم التفاوض معها
3. ورفض العلاقات السلمية معها.
[img]
http://www.shashe.net/UserFiles/image/aash1/egyptwins61009(1).jpg[/imgفي 22 نوفمبر 1967 أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 242 الذي يطالب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي (النسخة العربية من القرار 242 تحتوي على كلمة الأراضي بينما الإنجليزية تحوي كلمة أراض) التي احتلتها في يونيو 1967 مع مطالبة الدول العربية المجاورة لإسرائيل بالاعتراف بها وبحدودها.
في سبتمبر 1968 تجدد القتال بشكل محدود على خطوط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا بما يسمى حرب الاستنزاف، مما دفع الولايات المتحدة إلى اقتراح خطط لتسوية سلمية في الشرق الأوسط، وكان وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز قد إقترح ثلاث خطط على كلا الجانبين الخطة الأولى كانت في 9 ديسمبر 1969، ثم يونيو 1970 ، ثم 4 أكتوبر 1971.
تم رفض المبادرة الأولى من جميع الجوانب ، و أعلنت مصر عن موافقتها لخطة روجرز الثانية حتى تعطي نفسها وقتاً أكثر لتجهيز الجيش و تكملة حائط الصواريخ للمعركة المنتظرة ولقد أدت هذه الموافقة إلى وقف القتال في منطقة قناة السويس، و إن لم تصل حكومة إسرائيل إلى قرار واضح بشأن هذه الخطة.
في 28 سبتمبر 1970 توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر ، وتم تعيين أنور السادات رئيساً للجمهورية.
في فبراير 1971 قدم أنور السادات لمبعوث الأمم المتحدة غونار يارينغ، الذي أدار المفاوضات بين مصر وإسرائيل حسب خطة روجرز الثانية، شروطه للوصول إلى تسوية سلمية بين مصر وإسرائيل وأهمها انسحاب إسرائيلي إلى حدود 4 يونيو1967 او كما يسمى خط الرابع من حزيران. رفضت إسرائيل هذه الشروط مما أدى إلى تجمد المفاوضات.
في 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967م.
صورة لشارون معصوب الرأس في حرب اكتوبر
كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية
والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن و الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية و مفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، و هذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائليين.
حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل ، كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب ، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.
أما في نهاية الحرب فانتعش الجيش الإسرائيلي وتمكن من تطويق الجيش الثالث الميداني مما ادي إلى انكشاف حائط الصواريخ مما ادي إلى نجاح القوات الاسرائلية في تدمير هذا الحائط من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار ، وكانت بين الجيشين الثاني والثالث الميداني امتدادا بالضفة الشرقية لقناة السويس.
تدخلت الدولتان العظمى في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفياتي بالأسلحة سوريا و مصر بينما زودت الولايات المتحدة بالعتاد العسكري إسرائيل. في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل. بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” 1979.
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية.
ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر و إسرائيل و التي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م و زيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
كيف مات أنور السادات ؟
http://www.shashe.net/UserFiles/image/aash1/1254593669.jpgلاشك في أن قرارات أنور السادات السياسة السريعة والمفاجئة قد خلقت له تياراً شديد العداء من كافة طبقات الشعب الدينية والسياسة والعلمية والفنية وخصوصاً بعد إقدامه على اعتقال شخصيات هامة دينية وصحفية وقيامه بطرد العدد من أساتذة الجامعات الفاعلة وتسريحه قدر من الصحفيين من أعمالهم . كل هذا حدث قبل أشهر قليلة من اغتياله .
ففي كل عام من شهر أكتوبر يأمر أنور السادات بإقامة عرض عسكري كبير إحياءً لذكرى حرب أكتوبر الذي انتصر بها الجيش المصري العظيم في عام 1973م . وقد أقيم ذلك العرض حسب ما أُعد له في عام 1981م وحدثت المفاجأة التي أذهلت العالم حيث اغتيل أنور السادات بشكل لم يسبق مثيل .
فقد قام بالتخطيط لعملية الاغتيال بدقة متناهية شخص يدعى عبد السلام فرج ونفذها أربعة هم
1.خالد الإسلامبولي .2.عطا طايل .3.عبد المجيد عبد السلام .4.حسين عبد السلام .
وقد استغرقت عملية الاغتيال مدة لا تزيد عن دقيقة واحدة راح ضحيتها أنور السادات ومعه سبعة ممن كانوا قريبين منه في منصة العرض وأعتبر هذا الاغتيال أسرع اغتيال في التاريخ المعاصر ولكن
كيف تم اغتيال أنور السادات ؟
في السادس من أكتوبر من عام 1981م استعدت مصر بأكملها لإحياء يوم النصر بإقامة العرض العسكري السنوي الذي يشارك فيه رئيس الجمهورية وقادته والقوى العسكري الفاعلة وفي بداية الحفل جلس فخامة الرئيس أنور السادات بالزي العسكري المصمم على الطريقة الهتلرية حيث كان أنور السادات في بداية شبابه متأثراً بهتلر في طريقة لبسه وحركاته العسكرية ويقال بأن زوجته جيهان حاولت جاهدة إقناعه بلبس القميص الواقي للرصاص تحت بدلته العسكرية كما يفعل في كل سنة ولكنه رفض ذلك .
جلس الرئيس أنور السادات على منصة العرض مزهواً بمشاهدة قواته وهي تمر أمامه بالعربات المدرعة والآليات المختلفة وقبل اغتياله بحوالي نصف دقيقة مرت في سماء العرض تشكيلة من الطائرات العسكرية كانت تقوم بحركات استعراضية جميلة دفعت كل من كان جالساً على مقاعد المتفرجين بما فيهم أنور السادات وقادته وحرسه الخاص إلى رفع أبصارهم إلى السماء لمشاهدة ذلك العرض الرائع . وفي هذه اللحظة توقفت إحدى عربات المدفعية أمام المنصة وعلى بعد حوالي عشرين متراً ونزل منها الضابط خالد الأسلامبولي حيث لم يفطن به أحد ممن كانوا بالمنصة التي بها أنور السادات سوى أنور السادات الذي أعتقد أن الضابط المقبل ناحيته كان قادماً للسلام عليه ولكن الضابط المذكور قام بإلقاء قنبلة يدوية انفجرت أثناء ارتطامها بحائط المنصة تلتها قنبلة أخرى ألقاها المدعو عطا طايل ثم تلتها قنبله ثالثة أخرى ألقاها خالد الإسلامبولي لم تنفجر ثم ألقيت القنبلة الرابعة من عبد الحميد عبد السلام انفجرت في وسط الجالسين فكان من تأثير الانفجار المدوي الذي أحدثته القنابل اليدوية الثلاث أن انقلبت الكراسي بمن كان عليها وسقط جميع من كان في منصة الرئاسة تحت كراسيهم لهول صوت الانفجارات المتعاقبة وأصيب بعض الحضور وكان أكبر خطأ أرتكبه أنور السادات في حق نفسه وقوفه على قدميه أثناء هذا الهجوم الصاعق وكانت آخر كلمة تلفظ بها هي (( خونة )) قبل أن تلتقطه الرصاصات المنطلقة من الرشاش المنصوب على العربة المدرعة التي كان يقف فوقها المدعو حسين عباس ، فبمجرد أن رآه أطلق عليه زخات من ذلك الرشاش .. فسقط أنور السادات يتخبط في دمه .. وأجهز عليه خالد الإسلامبولي الذي كان قد وصل إلى المنصة برشاشة
. كما قام بقتل عدد من مساعدي أنور السادات وضيوفه هو ورفيقة ... ويقال أن العملية لم تستغرق سوى أربعين ثانية فقط .
من كتاب كيف ماتوا
المؤلف/ خليفة بن إسماعيل الإسماعيل