كيف تستعيدين الدفء الأسري المفقود..؟
سيدتـي .. الأسرة التي تفتقد الدفء والتجاوب لا تعرف للسعادة طريقا, وتعيش في أجواء متوترة, وحافلة بالتحديات.. وقد دلت الدراسات الاجتماعية, على أن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل داخل الأسرة, هي انعدام الحب، وفقدان التفاهم بين الزوجين، وصعوبة تربية الأبناء، ونشوء الخلافات بين أسرتي الزوجين، وانشغال أحد أطراف الأسرة بشكل كلي عن هموم وقضايا عائلته, سواء في العمل أو مع الأصدقاء.
وهناك العديد من حالات الزواج, بدأت العلاقات بين الزوجين بالحب الجميل، ولكن مع مرور الوقت, وظهور مشاكل اجتماعية بسيطة, تحول هذا الحب إلى حالة من الدعوة للانفصال، وعدم التجانس بين الطرفين، حيث يلقي كل طرف بالمسئولية على الطرف الآخر, محملا إياه جميع الدوافع والأسباب. التي أدت إلى بعدهما عن تحمل المسئولية، وعيشها في كابوس مستمر.
فاعلمي, أن إشعاع أجواء السعادة, يجب أن نجعله سمة لبيوتنا, وأن يكون صفة لصيقة بطرفي العائلة, وهما الزوج والزوجة. حتى تنساب هذه السعادة على الأبناء.. وأن أولى مقومات السعادة الأسرية هي: القناعة والرضا بما يملكه كل فرد من الأسرة, سواء في الجانب المادي, أو الاجتماعي, أو الصحي، وأن يحاول التأقلم مع ما يمتلك, والوضع الذي يعيش فيه، وألا يطمح أي طرف من أطراف الأسرة من الآخر, أن يكون كاملا في سلوكياته وتصرفاته.. وإليكم هذه الخطوات المفيدة للوصول إلى السعادة المفقودة:
أولى هذه الخطوات هي: تعلم القدرة على الإقناع، وفهم الحقوق والواجبات، والتفكير في المصالح المشتركة من الحياة الزوجية، وبحث الآثار السلبية التي تتركها المشاكل والتحديات الاجتماعية على الأسرة، وتعلم فن الحب..
أكثر الخطوات إيجابية في تكوين الأسرة السعيدة, هي: تعلم استراتيجية وفنون امتلاك القلوب، والتي تدفع بالطرف الآخر لأن يحبك ويقبلك، لأن الحب هو الباب الأول, الذي يستطيع من خلاله كل طرف أن يقنع الآخر بما يحمل من وجهة نظر، وأن يجد القبول والتفهم, لما يطرح من أفكار ورؤى، موضحا أن الخطاب والحوار في الأسرة, يجب أن يوجه ابتداء إلى القلب، ومن ثم يكون منطق الحجة والإقناع بين الطرفين، لأن بناء العلاقة على الحب دون العقل ستؤدي إلى وجود نوع من الخلل في العلاقات الزوجية، وأن على الإنسان العاقل, أن يضع الأسس والمقومات التي تدفعه لأن يقيم علاقات حب مع الطرف الآخر، أن تكون المبررات واضحة لديه خلال توطيد هذه العلاقة.
هناك الكثير من الوسائل والسبل والطرق التي تدفع بالإنسان لأن يملك قلوب الآخرين, ويؤثر فيهم, ويكون لتوجيهه واقع ملموس بين الآخرين وصدى وقبول، وأولى هذه الخطوات, هي الوقوف إلى جانب الآخرين, وتحسس مشاعرهم, والنظر في التحديات التي تواجههم, وتقديم المشورة والنصح لهم, والمحاولة الجادة, والصادقة, لحل مشاكلهم, والتغلب عليها. وثاني هذه المفاتيح, هي: أن يكون الإنسان كريما مع الآخرين بمشاعره وأحاسيسه، وليس فقط في الجانب المادي، فإعطاء اقتراح أو فكرة أو بذل الوقت مع الأخر, يعد نوعا من الكرم, وعلى النقيض, فإن البخل والشح كفيل بأن يقطع جميع الوشائج بين الأفراد. ويجعلهم في أحيان كثيرة متناحرين، وكذلك من الأمور التي تدفع للهجر والخصام في الأسرة، تسفيه طرف الأحلام, وهوايات وملكات الطرف الآخر, والتركيز على الأخطاء, والمحاولة الدائمة والمستمرة في التقليل من قدراته.
من أبرز الطرق التي تفتح قلوب الآخرين, هي: عدم ممارسة الغضب معهم، وأن يتحلى الفرد دائما في علاقته مع الآخرين بكتم الغيظ عند تعرضه للأذى، وأن يمارس سياسة العفو والتسامح؛ لأنها كفيلة بجعل الأفئدة تهوي إليه، فعلى الإنسان الذي يود أن يكسب القلوب, وأن يكون سعيدا في أسرته ومجتمعه, أن يمارس سياسة التبشير, ويبعد عن التنفير. سواء بأقواله أو أفعاله، وأن يكون ميسرا لا معسرا، وهي سياسة وضع أسسها ومعاييرها الرسول ـ صلى الله عليه وآلة وسلم ـ خلال توجيهاته الكريمة لأصحابه, وهم ذاهبون للدعوة, ونشر الإسلام, في شتى بقاع المعمورة، لأن الناس يكرهون بصفة عامة الشخص الذي يسبب لهم الكآبة والحزن، ويتفاعلون بشكل إيجابي مع الشخص الذي يرفع معنوياتهم, وتشع منه البهجة, والسرور في علاقاته مع الآخر، ويجيد فن الابتسامة، ويحمل روحا مرحة تستطيع أن تتواصل, وتتفاعل مع الآخرين, حرصا منه عليهم, وعلى الإبقاء بهم.