أثارت تصريحات رئيس مجلس المفتين في
روسيا الشيخ راوي عين الدين –والتي وجه فيها انتقادات لاذعة للسلطات
الروسية متهماً إياها بالسعي لقمع الإسلام بالبلاد- ردود فعل واسعة في
الأوساط الدينية والسياسية هناك بين من يؤيدها وبين من يرفضها.
واتهم الشيخ راوي عين الدين السلطات
بمحاولة قمع الإسلام، والعمل على إذلال المسلمين وحرمانهم من حقوقهم
المدنية، مشيراً في مثال على ذلك إلى قلة عدد المساجد في موسكو. وبرر تدفق
المهاجرين إلى روسيا لعدم قدرة السكان الأصليين على العمل.
وفي مقابلة أجراها معه القسم التتاري
لراديو "سفوبودا" (الحرية) اتهم الشيخ راوي الدولة بالعمل على منع وحدة
المسلمين. وأوضح أن اقتراح توحيد دور الإفتاء الثلاث لم يلق إعجاب السلطات
الرسمية، وتم إبلاغ من تقدم بهذه المبادرة بأنها "لا تتطابق مع سياسة
الدولة".
انتقاد
ووجه
رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، الشيخ طلعت تاج الدين،
انتقادات بالغة الحدة لما ورد في تصريحات الشيخ عين الدين، وقال إنه من
الحمق القول إن الإسلام يتعرض للاضطهاد في روسيا.
وأوضح إن كل شيء تغير في روسيا السنوات
الأخيرة، مذكرا بأنه قبل عشرين عاما لم يكن لدى المسلمين سوى 94 مسجدا،
بينما يوجد في البلاد اليوم أكثر من 7500 مسجد.
وأشار تاج الدين إلى أنه يوجد في
روسيا سبع جامعات إسلامية وعشرات المدارس الشرعية، وبمساعدة ديوان الرئاسة
تم تأسيس صندوق دعم الثقافة والتعليم والعلوم الإسلامية.
وفي السياق قال مسؤول رفيع بمجلس
المفتين للجزيرة نت، إن الشيخ راوي عين الدين رجل دولة مسؤول له إسهامات
فاعلة وإيجابية في جميع المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية، ولا يمكن
أن تصدر منه تصريحات من شأنها تأجيج الفتنة أو تمس بشرف وكرامة أي قومية
روسية.
وأوضح المسؤول الذي لم يكشف اسمه أن
هناك جهات حاولت عن قصد تشويه تصريحات الشيخ عين الدين. كما وصف علاقتهم
مع السلطات على مستوى القيادة بأنها جيدة، وأكد أنهم في مجلس المفتين
حريصون على تعزيز التعاون مع السلطات الرسمية.
فرق تسدووصف ذلك المسؤول قرار تأسيس دار إفتاء
رابعة بأنه تجسيد لسياسة "فرق تسد" ومؤامرة مكشوفة تهدف للعمل على عدم
توحيد الإدارات الدينية، وخوف لا مبرر له من تنامي المد الإسلامي.
وأشار إلى أن هناك جهات في السلطة تريد فرض أفكارها الخاصة من خلال نفوذها بالدولة.
وألمح إلى جدل أُثير بخصوص منع إدارة
جامعة بيتي غورسك الحكومية الطالبات من ارتداء الحجاب. وأضاف أن الدستور
لا يمنع الطالبات من ارتداء الحجاب، لكن أمثال هؤلاء يريدون أن يفسروا
مواد الدستور حسب رأيهم.
يُذكر أن الصحافة الروسية أثارت
مؤخراً موضوع منع إدارة جامعة بيتي غورسك الحكومية الطالبات من ارتداء
الحجاب، وقد نفى مدير الجامعة ذلك لكنه أبدي تخوفه من انتشار الظاهرة
باعتبار أن الجامعة علمانية وتخضع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لقانون دولة علماني، وناشد الطلاب الالتزام بالزي الذي يعكس هوية الدولة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]