أحيت إيران اليوم الجمعة الذكرى الثانية والثلاثين للثورة الإسلامية بمسيرات حاشدة رُفعت فيها شعارات مؤيدة للثورتين الشعبيتين في تونس ومصر, بينما رفضت السلطات الترخيص للمعارضة بتنظيم مظاهرات منفصلة الاثنين المقبل بل واعتقلت عددا من عناصرها.
ونُظمت أضخم المسيرات في ساحة آزادي (الحرية) بالعاصمة طهران حيث تجمع عشرات الآلاف, وقد ألقى الرئيس محمود أحمدي نجاد خطابا بمناسبة هذه الذكرى التي ترمز لقيام الثورة التي أنهت حكم الشاه ليتولى آية الله الخميني زمام الأمور.
وبث التلفزيون الإيراني صورا لمتظاهرين في طهران يحملون صورا للخميني والمرشد الحالي علي خامنئي, ويرددون هتافات مناهضة للولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل, ورددوا في الوقت نفسه هتافات مؤيدة لمطالب الشعبين التونسي والمصري في الحرية.
وبثت أيضا صور للرئيس أحمدي نجاد على متن عربة في طريقه إلى ساحة آزادي لإلقاء كلمة بالمناسبة, وكان يلوح بشعار "الموت لإسرائيل".
وقال في هذا السياق "ثورتنا لم تكن خطوة سياسية أو وطنية عادية. لكن كما نرى اليوم بعد 32 عاما أدت إلى يقظة عالمية وحركة جديدة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وكان التلفزيون الإيراني قال صباح اليوم إن ملايين الإيرانيين سيشاركون في إحياء ذكرى الثورة.
وبالإضافة إلى طهران, سجلت مظاهرات في نحو ثمانمائة مدينة وبلدة إيرانية.
موسوي وكروبي طلبا ترخيصا للتظاهر الاثنين تأييدا لثورتي تونس ومصر
(الفرنسية-أرشيف)
تحذير المعارضة
وقبل بدء مسيرات اليوم, وجه الحرس الثوري تحذيرا للمعارضة الإصلاحية من تسيير مظاهرات منفصلة عن مظاهرات ذكرى الثورة.
وجاء تحذير الحرس الثوري عقب طلب معارضين بارزين ترخيصا لتسيير مظاهرات الاثنين المقبل تأييدا للثورة الشعبية الجارية في مصر, ومن قبلها الثورة التونسية التي أطاحت بزين العابدين بن علي.
وردت الحكومة من جهتها بالقول إن في وسع المعارضة التعبير عن موقفها المؤيد للشعب المصري خلال مسيرات اليوم لا في مسيرات منفصلة.
وقال مراقبون إنهم يعتقدون أن المعارضة تتوقع مسبقا عدم السماح لها بالتظاهر, إلا أن هدفها الرئيس من ذلك إظهار أن إيران تؤيد المتظاهرين المصريين إلا أنها لا تسمح لشعبها بالتظاهر.
ووفقا لمواقع إلكترونية قريبة من المعارضة, فإن السلطات اعتقلت نحو عشرة معارضين من بينهم وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة الرئيس السابق محمد خاتمي, وصحفيا بصحيفة شرق الإصلاحية, في حين جرى إخضاع رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي للإقامة الجبرية لمنعه من تنظيم مظاهرات.
وأشارت المواقع ذاتها إلى أن مهدي كروبي والقيادي المعارض الآخر البارز مير حسين موسوي طلبا ترخيصا للتظاهر الاثنين المقبل.
وكان إحياء الذكرى الحادية والثلاثين للثورة العام الماضي قد شهد مواجهات بين مؤيدين للمعارضة وقوات الأمن الإيرانية.