﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾
+2
احمد الديش
محمد العيسوى
6 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
محمد العيسوى عضو ماسى
العمر : 39 تاريخ التسجيل : 07/01/2011 عدد المساهمات : 318 نقاط : 5552
المزاج : الحمد لله بخير الموقع : surmohammed 90 @yahoo.com
موضوع: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ الجمعة مارس 04, 2011 8:48 pm
﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " . رواه البخاري .
الشرح
عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنهالم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .
تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها وطنا لهم ، ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ، ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ، حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها ، وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 ) .
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليترك أصحابه دون أن يبيّن لهم ما ينبغي أن يكون عليه حال المسلم في الدنيا ، ودون أن يحذّرهم من الركون إليها ؛ فهو الرحمة المهداة ، والناصح الأمين ، فكان يتخوّلهم بالموعظة ، ويضرب لهم الأمثال ، ولذلك جاء هذا الحديث العظيم بيانا وحجة ووصية خالدة .
لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال الغريب ؛ فإنك لا تجد في الغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها ، أو أنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه ، دائم القلق ، لم يشغل نفسه بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير .
لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .
وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ، حرص على قلّة مخالطة من كان قليل الورع ، ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساويء الأخلاق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ، وغير ذلك مما جاء النهي عنه ، والتحذير منه .
ولا يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة ، أو أن الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } ( الحجرات : 13 ) ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان يخالط الناس ولا يحتجب عنهم .
وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه في دينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ، وتذكيرا بالآخرة ، وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة .
ولنا عودة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، ففي هذه العبارة ترقٍّ بحال المؤمن من حال الغريب ، إلى حال عابر السبيل .
فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ، ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .
يقول الإمام داود الطائي رحمه الله : " إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عما قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " .
وهكذا يكون المؤمن ، مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى ، لا تشغله دنياه عن آخرته ، قد وطّن نفسه على الرحيل ، فاتخذ الدنيا مطيّة إلى الآخرة ، وأعد العدّة للقاء ربه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه الترمذي .
ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ، كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .
قيل لحمد بن واسع :كيف أصبحت ؟ قال :ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة الى الآخرة فالدنيا ما هي إلا ممر للآخرة فعلينا التزود في هذه الدنيا بما ينفعنا في آخرتنا عندما يقال خلود يا أهل الجنة فى الجنة وخلود يا أهل النار فى النار .....حينئذ يكون الندم حيث لا ينفع الندم قال طلق بن حبيب : ان حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد و ان نعم الله أكثر من أن تحصى و لكن أصبحوا تائبين و أمسوا تائبين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة )...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرقُ أفئدةً "
..
إلهي لست للفردوس أهلاً ولا أقوى على نار الجحيمِ فهب لي توبةً واغفر ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيمِ
احمد الديش نائب المدير العام
العمر : 31 تاريخ التسجيل : 19/12/2009 عدد المساهمات : 25531 نقاط : 35489
المزاج : اهلاوى منذ الصغر الموقع : realahmed85@yahoo.com
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ الجمعة مارس 04, 2011 8:54 pm
بارك الله فيك يا استاذ محمد وجزاك كل خير
محمد العيسوى عضو ماسى
العمر : 39 تاريخ التسجيل : 07/01/2011 عدد المساهمات : 318 نقاط : 5552
المزاج : الحمد لله بخير الموقع : surmohammed 90 @yahoo.com
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ الجمعة مارس 04, 2011 9:03 pm
وجزاك مثل الجزاء وخيرا منه
Angle of mercy اعضاء اساسيه
تاريخ التسجيل : 13/07/2010 عدد المساهمات : 1826 نقاط : 7291
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ السبت مارس 05, 2011 1:05 am
عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنها لم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .
كلام مضبوط يا "أستاذ محمد" موضوع أكثر من رائع بارك الله فيك وجزاك كل خير.
محمد العيسوى عضو ماسى
العمر : 39 تاريخ التسجيل : 07/01/2011 عدد المساهمات : 318 نقاط : 5552
المزاج : الحمد لله بخير الموقع : surmohammed 90 @yahoo.com
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ السبت مارس 05, 2011 4:14 am
جزاك الله خير واسأل الله أن ينفعنا بما نكتب ونقرأ
السفير المراقب العام
تاريخ التسجيل : 03/08/2010 عدد المساهمات : 9009 نقاط : 16440
المزاج : اهلاوى للابد(( الاهلى فى دمى ))
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ السبت مارس 05, 2011 9:20 am
بارك الله فيك ونفعنا واياك بهذا العمل الخيرى والموضوع المجزى كل الجزاء بالحسنات جعلة الله فى ميزان حسناتك
وليد القلعى رئيس لجنة التسويق
العمر : 37 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 عدد المساهمات : 4509 نقاط : 12312
المزاج : تمام الحمد لله الموقع : ledo_top@yahoo.com
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ السبت مارس 05, 2011 1:47 pm
بارك الله فيك ياأستاذ محمد وبجد تذكره عظيمه بالاخره حتى لا نغرق فى حب الدنيا
زكريا العشة مشرف
العمر : 40 تاريخ التسجيل : 16/01/2011 عدد المساهمات : 777 نقاط : 5888
المزاج : مبسوط بوجودى فى المنتدى الموقع : kokozezo84@yahoo.coom
موضوع: رد: ﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾ السبت مارس 05, 2011 7:41 pm
بارك الله فيك ياستاذ محمد وجزاك الله خير عما نفعتنا به وياريت كل الناس تعرف ان الدنيا ما هى الا دار فانيه ولا يبقى الا الدار العامره بالخير والدار الباقيه الدار الاخره اللهم اسكنا فيها على خير وبالخير ارزقنا فيها ومنها اللهم أمين وبارك الله فيك
﴿ بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ﴾