نشأت
في أسرة سورية وفي بيئة فنية، فوالدها هو الشاعر، نظمي عبد العزيز، شاعر
الأغنية الأول في سوريا ومؤسسها، وخالها هو الملحن، نزار مرالي، وشقيقتها
هي الممثلة ريم عبد العزيز.
"إيلاف" التقت الفنانة السورية، سمر
عبد العزيز، لتتحدث عن ألبومها الجديد والذي تعاونت فيه مع الفنان
اللبناني الراحل، عازار حبيب، كما تحدثت عن تجربتها في التمثيل في مصر.
[b]بداية حدثينا عن ألبومك الجديد؟[/b]
أحضر
حالياً لألبوم غنائي مؤلف من ثماني أغانٍ وسيكون جاهزاً بعد شهرين، وهو
تعاون بيني وبين الشاعر اللبناني الكبير الياس ناصر وألحان الفنان الراحل
عازار حبيب، وتوزيع إيلي عليا، وخصوصيته تكمن في الحالة والرؤية التي
أوجدها الفنان الراحل عازار حبيب، الذي أقترح إنجاز عمل خاص بسمر عبد
العزيز من كلمات ولحن، فكان الثمار هو إنتاج الألبوم الذي يشبهني كثيراً
في حالة خلق الكلمة، على عكس الكثير من المطربين اللذين يؤدون كل أنواع
الغناء بعيداً عن قرب هذه الأنواع من أسلوبهم على الأقل، ولكن هنا العمل
خاص بي أنا، لذا فأنا أعتبر أنه سيضيف لي الكثير.
وما هو الشيء الذي يشبه سمر عبد العزيز، وهل كان هذا الأمر الذي تصفينه بأنه يشبهك بناءً على طلبك؟أحسست
من الكلمات والألحان الهادئة إنها تلامس طبيعتي الرومانسية وتلاقيها،
وغالباً ما تخاطب عيوني روح الشخص المقابل، ولإن العيون هي نافذة الروح
فأعتبر نفسي مميزة بالرومانسية ونظرة العيون.
كما أنَّه من الفخر
والسعادة لأي فنان التعامل مع الثنائي الياس ناصر وعازار حبيب كونهم هرمين
في عالم الأغنية العربية، فالأستاذ الياس ناصر صاحب الكلمة والفضل في نجاح
الكثير من المطربين، والراحل عازار حبيب غني عن التعريف وكان صوته وألحانه
ترافق حياتنا وسهراتنا، وعندما اجتمعوا أرادوا أن يتوجوا حالة الصداقة
والمودة التي تجمعنا بهديتهم التي أعتز بها.
حدثينا أكثر عن تجربتك مع الراحل عازار حبيب؟من
خلال صداقتي معه كان يقول لي دوماً بإن صوتي هو من الأصوات الحنونة، ولا
يغفل لأحد بأن صوته كان يخاطب الإحساس والمشاعر، كان إنساناً شفافاً
وحساساً، ولأني أحب اللون الذي يخاطب الروح الإنسانية نحن نتشابه مع بعض،
وبعد مشروع العمل الذي أغنى تجربتي كنت سعيدة بقوله لي "عندما ألحن عادة
لآي فنان ألحن على حدود ومساحة صوته، ولكن عندما ألحن لسمر عبد العزيز
أعمل براحة لأنني أعرف انها ستقول الكلام واللحن من دون أن أتقيد بمساحة
صوتها فهي مطربة مريحة لي ولإحساسي". وأراد تقديمي بطريقة أخرى لإحساسه
بأنني من الأصوات المهمة.
وكيف كانت مكافأتك لعازار حبيب بعد رحيله؟من الصعب جداً مكافأة عملاق غنائي مثل الفنان عازار حبيب، فهو الغائب
الحاضر في كل الألبوم وكان إصراري بتصوير أولى أغاني الألبوم على طريقة
الكليب بأغنية "لحظة حنان" والتي كانت على شكل دويتو معه، ومن إخراج أختي
الفنانة ريم عبد العزيز والتي أخرجته بطريقة رائعة، معبرة عن حالة من
التواصل بين الذي رحل وبين الحياة من خلال الألوان والغرافيك، ولعبت بذكاء
على وجود عازار الباقي والموجود بإحساسه وروحه معنا بكل اللقطات حتى من
خلال النظرة الأخيرة وهي نظرة الرضا له ومن خلال الإطار في كل الكليب
كإشارة إلى إن حياتنا كلها لوحات وصور.
ما هي لهجة أغاني الألبوم ؟بصراحة وبعد ألبومي الأول "أحلامي" الذي كان بمثابة بطاقة تعارف بيني وبين
الجمهور الذي يحمل الهوية السورية حيث كنت مصرة على تعريف وتقديم نفسي
بداية كمطرية سورية، إلا إن الألبوم الثاني سيكون باللهجة اللبنانية
الواضحة والمفهومة وليست المغرقة بالمحلية وأي شخص يسمعها سيفهمها
ويرددها، وخصوصًا إن الأغاني اللبنانية تخاطب الوطن العربي بشكل مفهوم،
وأنا أحب حالة التنويع باللهجات وأتمنى أن تكون إصداراتي القادمة خليجية
ومصرية.
عشت فترة في مصر، ما هي دوافع الهجرة لمصر وأسبابها وماذا استفدت منها؟الفن حالة تواصل وأنا سافرت لأتعرف أكثر على شركات الإنتاج هناك، وبعد
السفر اكتشفت التواصل بالروح وخلقت حالة جميلة وعلاقات رائعة، ودخلت عالم
التمثيل في مصر، ولا يوجد شيء يجبرك على البقاء في بلد آخر إن لم تحس
بالراحة فيه، وميزة المصريين إن عندهم النظرة القوية، وهم من اكتشفوا
الموهبة الحقيقية والتمسوها، وعندما قلت لهم بأني مطربة قالوا أنت فنانة
شاملة،على عكس السوريين الذين يقيدون الفنان باتجاه واحد إما الغناء أو
التمثيل، وفي مصر تتم عملية إقناع المطربين للتوجه نحو التمثيل بدليل وجود
الكثير من الأفلام لشادية واسمهان ومحمد فوزي وهدى سلطان، وتعرفت على
الكثير من الشركات المصرية وكونت علاقات مهمة ولكن يبقى هدفي الأول حالياً
هو نجاح الألبوم اللبناني.
ماذا عن تجربة التمثيل في مصر؟كانت لي أكثر من تجربة منها فيلم "علاقات خاصة" من إخراج جهاد لمعي ضمن
سينما الشباب حيث أعلق على أحداث الفيلم غناءً، وهو فيلم شبابي شارك فيه
الكثير من الضيوف مثل عمرو واكد، وحنان الترك لمواكبة سيرة أفلام الشباب،
وأبرز ما أعجبني بالتجربة هو تكوين الدور الخاص بي حيث أغني فيه مجموعة من
الأغاني لأسمهان، وليلى مراد، وكارم محمود، وأم كلثوم، والفيلم معروض
حالياً في مصر، بعدها شاركت في مسلسل "بنت من الزمن دا" مع داليا البحيري،
واحمد سعيد عبد الغني، بدور مطربة سورية مقيمة بمصر، ويعد تعارفاً مهماً
بالنسبة لي مع الشعب المصري لأنهم أحبوني من خلاله، ثم شاركت في "ورق
التوت" مع علا غانم، وميرنا وليد، بدور فلسطينية تحمل هم القضية وتتكلم
الفلسطينية، وعملت أيضاً "نفق الشيطان" و"أيام الحب والشقاوة" مع عمرو
رمزي، ومسلسل "جرائم"، وضيفة مع عمر عرفة في "العيال".
هل لديك ميولاً للتقديم التلفزيوني؟لا أخفيك بأن لدي طموحات التقديم التلفزيوني، ودائما ما تعرض علي تقديم
البرامج كمذيعة لميزات التواصل المباشر والإطلالة، وأنا أشجع أي فنان
يمتلك المواهب باستغلالها وإن لم يمتلكها يجب أن يكتفي بعمله الذي يقوم به
فقط، وأنا أميل إلى تقديم البرامج التي لها علاقة بالغناء وإكتشاف المواهب
والمسابقات.
نعود إلى صعوبات الإنتاج في سوريا؟بشكل عام يعاني المغني السوري من عدم وجود شركات إنتاج تخاف على الأغنية
التي تظهرها، والأغنية السورية مغيبة لهذا السبب، وهو ما يجعل المطرب
السوري يهاجر إلى خارج سوريا ويبحث عن شركة قد لا يجدها وإن وجدها سيكون
مجبراً بالغناء بلهجات عربية أخرى وسيتأخر كثيراً ولن يجد فرصة المنافسة
لان الفنان العربي يسبقنا بمراحل.
والجمهور لا يعرف الأغنية
السورية وهويتها ولا يعرفون سوى القدود الحلبية على الرغم من إن هناك
الكثير من الأصوات الفنية الجيدة بدليل وجود المنافسين على الصدارة في كل
برامج المواهب العربية، وطبيعة بلدنا سوريا تكمن في تنوع الألوان الساحلية
والحلبية والجنوبية والشامية والطاقات الغنائية متوفرة من أصوات جيدة
وإمكانات الطلة والحضور الجذاب.
برأيك إلى أي مدى يمكن أن تؤثر عملية تنزيل الأغاني من الإنترنت بسوق الكاسيت وعلى الشركات التي تطالبينها بدعم الفنانين؟أنا أوافق الرأي بان عملية الإنتاج أصبحت خاسرة في ظل تحميل الأغاني من
الانترنت، ولكن انا اعتبر أن الشركة التي تتبنى المطرب يجب ألا تستعجل
الربح الذي لا يقتصر على مبيعات السيدي وإنما الربح يكون من خلال
المهرجانات والحفلات، ويجب على الشركات أن تفكر بكيفية صنع النجوم، وأقول
لهم، اصنعوا النجم أولاً وبعدها فكروا بالملايين، وإذا كان سوق الكاسيت قد
أنضرب فهناك موارد ربح آخرى، والكاسيت الذي يتم تحميله من الإنترنت ما هو
إلا نوع من أنواع الدعاية للفنان والشركة.
بصراحة بمن تأثرت في الغناء ومن هي قدوتك ؟التأثير الكبير كان من قبل والدي الشاعر الغنائي الأول في سوريا، نظمي عبد
العزيز، الذي علمني ألف باء الغناء، وغنيت أغنيته "شو بيصعب علي" مؤخراً
في عيد تأسيس الإذاعة السورية الرابع والستين، التي كرمت والدي على هامش
الحفل.
كما إن هناك الكثير من المدارس الفنية التي اسمعها من
مدينتي حلب هناك الأستاذ صباح فخري، والسيدة مطربة الجيل ميادة الحناوي،
اللذين فرضوا احترامهم، وأسمع السيدة ام كلثوم، وكارم محمود، وأسمهان،
وعبد الحليم، ونجاة، حيث كل واحد منهم له لون معين ولا يشبه الآخر ويشكل
مدرسة فنية مستقلة، وعندما اسمعهم أكون من هذه المدارس مدرسة خصوصية بسمر
عبد العزيز.
دائماً ما تتواجدين في الوسط الفني مع أختك الفنانة السورية ريم عبد العزيز، هل أنتما توأم، وهل تعرضتما لموقف طريف بسبب هذا الشبه؟هناك موضوع مهم وهو أني لست توأم لريم (تضحك) هناك العديد الذين يعتقدون
بأننا توأم ولكن أنا أصغر من ريم بسنة، وهذا الشبه بيننا جميل جدًّا
ودائما ما تحدث مواقف مضحكة بين النَّاس عندما يحتارون في تمييزنا، كما
تربطني مع ريم موهبة واحدة وهي حب الفن ولكن بنمط مختلف، فهي مخرجة فيديو
كليب بسوريا إذ أخرجت لي أكثر من أغنية.