حجم النص:مثل
كثير من المصريين بادرت شيرين عبدالوهاب بإبداء موقفها المؤيد لثورة ٢٥
يناير، وتوجهت إلى ميدان التحرير أكثر من مرة للتضامن مع جموع الثوار وقد
خلعت ثوب النجومية، وشاركت كمواطنة تبحث عن حياة أفضل لها ولأسرتها.
شيرين
تحدثت بصراحة كعادتها لـ«المصرى اليوم» فى حوار طويل عن علاقتها بالنظام
السابق، وسبب انضمامها للمتظاهرين كما كشفت عن تلقيها تهديدات بالقتل عبر
رسائل على الموبايل الخاص بها وموبايل شقيقها وعن أسباب رفضها لإحياء
حفلات «ليالى فبراير» فى الكويت خلال أحداث المظاهرات بينما وافقت على
إحياء حفلة فى الدوحة، وذلك فى السطور التالية.
■ متى قررت الانضمام إلى المتظاهرين فى ميدان التحرير؟-
اتخذت القرار قبل أن يذهب الثوار إلى الميدان، وسبق أن أعلنت رأيى فى عدة
برامج تليفزيونية واعترضت عما يحدث فى مصر، منها برنامج «واحد من الناس»
للإعلامى عمرو الليثى الذى أبديت خلاله مخاوفى من الذين لا يحبون مصر
ويخوضون الانتخابات البرلمانية بحثاً عن الحصانة ولا يوجد أى منهم «قلبه
على البلد»، بدليل تدهور الخدمات على مستوى الجمهورية، خاصة فى المحافظات
النائية،
واكتشفت ذلك أكثر عندما سافرت خارج مصر، وشاهدت مدى التقدم
والرقى وكنت أتمنى أن تصل مصر لهذه الدرجة خاصة أننا نمتلك المقومات
الأساسية وتمنينت أن أشاهد بلدى فى نفس المستوى.
■ هل تعاطفت مع الرئيس السابق بعد خطبه السياسية؟-
كنت خائفة على الثورة بعد خطاب الرئيس وتعاطف البعض معه، منهم ربات البيوت
والأسر المصرية التى تأثرت بكلماته بعد أن أعلن عدم ترشيح نفسه فى
الانتخابات المقبلة وأنه سيموت على أرض مصر، لكن بعد المشهد الذى لن أنساه
وهجوم البلطجية على ميدان التحرير خلال موقعة الجمل صدمت عندما شاهدت
المصرى يضرب شقيقه المصرى، وأيقنت وقتها أن الأمر تحول إلى ثأر وأن الثوار
لن يتنازلوا عن مطالبهم، وهذا الهجوم زاد من إصرارهم ورغبتهم فى تحقيق
أهدافهم بالرغم من العذاب والمشقة التى تحملوها نظرا لإقامتهم فى الميدان
باستمرار فى الوقت الذى كنا فيه نجلس فى منازلنا، لكن ربنا «حلى الميدان
فى عيونهم»،
ولمست ذلك عندما ذهبت إلى هناك وأكلت ذرة وترمس
وشعرت أننا فى كرنفال كبير مثلما قال الشاعر هشام الجخ «كانت الشوارع
تغازلنا»، وقد توجهت مرتين فقط إلى الميدان للأسف الشديد، الأولى كانت فى
الصباح الباكر وكنت خائفة لدرجة أن «ركبى كانت بتتخبط فى بعضها» من هيبة
الشباب الثائر، وفى هذه المرة أيقنت أن تصريحات التليفزيون كاذبة بعد
الحملة الشرسة التى شنوها على المتظاهرين، خاصة أننى شاهدت شباب مصريا
محترما ولا يوجد بينهم أجانب أو دخلاء، وبالرغم من أن الثورة اندلعت فى
عدة محافظات فإن التلفزيون المصرى أغفل ذلك تماما وحاول تشويه الصورة ولم
ينقل الأخبار بحيادية، لذلك أتقدم بالشكر للفضائيات العربية التى نقلت
الصورة كاملة، وصورت الأحداث بدقة لدرجة أن أى مطرب يرغب فى تصوير كليب عن
الثورة يلجأ للقنوات الإخبارية العربية لأنها تمتلك أرشيفا مصورا، أما
التلفزيون المصرى فلديه ١٠ قنوات مغيبة.
■ لذا أعلنت فى ذلك الوقت مقاطعتك للتليفزيون المصرى؟-
بالفعل، لأنى كنت أظن وقتها أن الإضرابات فى مصر قد تستمر طويلا، ودائما
كنت أردد «حسبى الله ونعم الوكيل» عندما أشاهد القنوات المصرية وتساءلت
كيف يكون إعلام بلدى بهذا الشكل، فى حين أننى قمت بإحياء حفل العيد
الخمسين للتليفزيون وكنت أضع تلفزيون بلدى «فوق رأسى» وألبى له أى طلب.
■ لكن لو فشلت الثورة كنت ستخسرين التلفزيون وتواجهين حرباً؟- «وإيه يعنى لما أتحارب»، الشهداء ليسوا أقل منى، وأنا اعتدت على الصراحة.
■ ومتى ذهبت إلى الميدان مرة أخرى؟-
فى المساء كنت أتواجد فى خيمة تضم عددا من أصدقائى منهم نهى العمروسى
وكانت هناك مجموعة من الشباب «يأخذون بالهم منى»، وتحدثنا كثيرا فى أمور
البلد وقضينا وقتا لن أنساه ولن أتأثر أيضا بالتهديدات بالقتل التى
تلقيتها عبر موبايلى وموبايل شقيقى.
■ لماذا لم تقدمى أغنية عن الثورة حتى الآن؟-
لأننى كنت مشغولة ومهمومة بما يحدث فى بلدى، وكنت قلقة أيضا على أسرتى
وابنتىّ طوال الوقت، وفضلت أن أقدم أغنية بعد أن تستقر الأوضاع، وقررت أن
اغنى للثورة من كلمات الشاعر هشام الجخ الذى أثر فىّ بأشعاره عن الثورة،
وبالفعل اتصلت به واتفقت معه على أغنية تتحدث عن الشهداء والثورة ومصر،
وسيتم تنفذيها خلال الأيام القليلة المقبلة.
■ اعتذرت عن عدم إحياء حفل «ليالى فبراير» فى الكويت بسبب تزامنها مع أحداث الثورة، بينما أحييت حفلا فى قطر؟-
لا يصح أن أغنى وأشقائى فى مصر يضحون بأرواحهم دفاعاً عن الحرية، لذلك
اعتذرت عن عدم إحياء حفل «ليالى فبراير»، لكن بعد تنحى الرئيس وتحقيق
مطالب ٢٥ يناير وافقت على إحياء حفل فى «سوق واقف» فى الدوحة، واحتفلت مع
المصريين هناك بنجاح الثورة، وهذا الحفل لن أنساه فى حياتى، فقد ترك لنا
القطريون كامل الحرية فى الاحتفال والغناء لمصر.
■ لكن البعض انتقد إحيائك حفل قطر بسبب استمرار اضطراب الأحوال بعد تنحى مبارك؟-
أنا مقتنعة بما فعلت، ومن انتقدونى هل رفضوا الذهاب إلى أعمالهم، وجلسوا
فى منازلهم؟، كما أننى غنيت احتفالا بالثورة وبعد أن اطمأننت على مصر.
■ وما رأيك فى القائمة السوداء لنجوم الفن المؤيدين لنظام مبارك؟-
من الممكن أن «أزعل» من هؤلاء النجوم، لكن بصراحة شديدة أرفض القائمة
السوداء أو وضع أى قوائم، لأنهم فى النهاية فنانون ويجب أن نلتمس لهم
العذر ولا يصلح أن نعاقبهم لأنى أنا كمان «مكنتش فاهمة»، وكنا مغيبين
وتعرفت على أشياء كثيرة من خلال البرامج التليفزيونية التى فضحت النظام
السابق.
■ وهل تشعرين بالندم بسبب غنائك لحسنى مبارك؟-
ندمت ندم حياتى، وأعتذر عن الأغنية التى قدمتها دون وعى، فبالرغم من أننى
وصلت إلى سن الثلاثين فإننى لم أكن أفهم أشياء كثيرة فى النظام المصرى
لكننى كنت أعرف أن هناك ظلما للبعض، كما أننى لم أحاول التقرب لعلاء وجمال
مبارك بالرغم أننى التقيت بهما أكثر من مرة، ورفضت أيضا الغناء للحزب
الوطنى وقلت لهم كيف أغنى للجمهور واقدم لهم وعودا أنتم لن تنفذوها.
■ تردد أن أمين التنظيم السابق عرض عليك مبالغ مالياً كبيراً؟-
روج موقع على الإنترنت لفكرة متناقضة وقالوا إننى حصلت على ملايين من أحمد
عز مقابل الغناء للحزب الوطنى، لكنى أحب أن أقول لهم «الحداية مبتحدفش
كتاكيت» فأنا لم أغن لهذا الحزب، وأنا مصرية ووطنية «غصب عن عين التخين».
■ إلى من ستمنحين صوتك فى الانتخابات الرئاسية؟-
بالرغم من عدم اتضاح الصورة حتى الآن ولم يتم الإعلان رسمياً عن المرشحين
للرئاسة إلا أن صوتى سيكون للعالم المصرى أحمد زويل لو قرر ترشيح نفسه
لأنه محترم وسيدعم فكرة التخصص فى جميع المجالات وسيرتقى بالبلد علميا.
■ ولماذا لم تختارى البرادعى بالرغم من أنه حاصل على جائزة نوبل أيضا؟-
بصراحة لا أعرف شيئا عن البرادعى، ومن الممكن أن يكون شخصية ممتازة ولا
يصح أن أتحدث عنه بشكل سيئ، لكننا شعب عاطفى، لذا عندما شاهدته لم أرتح
له، ولن نسمح لأى شخص أن يضحك علينا مرة أخرى.