هل كل ماتكرر؟ تقرر؟

بسم الله الرحمنِ الرحيم

[ هل ] كّلّ ما " تكَرر "
....... تَقرّر!؟

الحمدُ لله والصلاة والسّلام على رسول الله ..
كَثيراً ما نسمعُ تلكَ العبارات التِي تؤرّقنا وتؤلِمنا وقتَ نصيحَة أسديناها لحبيبة
وغالية ..
فتقول : أما ترينَ الكّل ؟ الأمر أصبحَ شيء عادي !

في الحجاب والتبرّج ..
وعند سماعِ الغنــاء ..
عندَ الإختلاطِ والفساد ..

لمَ ؟!
أكلّ ما تكرر تقرر ؟؟
أو أكلّ ما تهاونَ الناسُ فيه أبيح ؟؟
أكلّ ما كثرَ مرتكبوه أجيز ؟؟
أكلّ من عبثَ واستهترَ بأمرٍ مهّد لنا الطريق لارتكابه ؟؟

أومَا علمَ أولئكَ أنّ الإسلامَ بدأ وأتباعهُ قلّة رُغمَ أنّه طريقُ النور والفلاح ..
ودربٌ للتائهينَ والحائرين .. وهدايَة للضاليّن والمضلّين .. !
كما قالَ صلى الله عليه وسلّم في حديثِه:

“بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ” رواه أحمد والجماعة

فإنْ أُتبّعتَ مقالةُ [ كلّ ما تكررَ تقرر ] ! فإنّ الإثم والعدوانَ ومعصيَة الرسول
تكرر أزمنَة عديدة .. وعدمُ اتباعِ الأنبياء وتركَ الدّين والمِلّة ظهرَ وانتشر في
عصُور مديدة .. وكانَ أتباعهُ كثر .. ولكنّه لم [ يتقرر ] !

فقدْ ظَهر دينُ الإسلام الطّاهر وقويَ عوده وزادَ صلابَة وقوّة رغمَ ماذكرتهُ آنفاً

من قلّة أتباعهِ وأنصاره ..

وهاهُو الآن يشرئبّ بنورِ أتباعهِ وعلمائهِ الأخيار ..
فهَل .. كلّ ما تكرر تَقرر ؟!

:

وتكرُّرُ مظاهِر الفسادِ في البلادِ المسلمَِة أصبحَ يعكّر صفوَ المتمسكّين بتعاليمِ
الدّين الحبيب ..
وقدْ كُنّا نرَى في البدايَة أنّ هنالكَ أسوداً تتبعُ السنّة تهاجمُ تلكَ المظاهِر منذُ بدايَة
ظهورها وتقاتِلها وتحاولِ إنهاءهَا بكلّ ما أوتيتْ من قوّة ..
وجَعلوا شعارَ : { وامرْ بالعُرفِ } و { كنتم خَيرَ أمّة أخرجتْ للنّاس تأمرونَ بالمَعروفِ
وتنهَونَ عن المُنكر .. } خيرَ دليل يدلّهم .. فحكّموا عقُولهم في كلّ الأحوال ولمْ يتساهلُوا
في إباحَة ما حرّم الله من أجلِ مصالحٍ دنيويّة أو غيرها ..
لكنْ !
مابالُنا الآن نرَى تلكَ الأسودُ قَد أصابها الهَرم أو بدأت بالإختفاء ؟!
- وللأمّة الكثيرُ من المَجدِ الذي يسقى بهم -
وما يؤسف وما أشدّ ذلكَ أنّ عبارات مسمومَة أصبحتْ كثيراً ما تُحبّطهم
[ الزمن تغيّر ] !
[ الكلّ يفعـل ] !
[ هل بقيتُ أنا ] !
الواجِبُ أن تزيدهم هذه الكلمات ثباتاً وقوّة .. فهذا يعنِي أنّ الأمّة الإسلاميّة
في أمسّ الحاجَة إليهم وإلى نصائحهم ..

:

وفي مطافِ الأسَرِ والتجمّعات ..
نرَى تلكَ الملابس التي لا تنمّ عن الحشمَة أو العفاف !
ولا تخبرُ أنّ تلكَ الفتاة عاقلَة أو متمسّكة بتعاليمِ دينها الإسلاميّ ..
فلا يهمّها إنّ كانت ممنّ تدخل ضمنَ حديثهِ صلى الله عليه وسلّم :

( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) رواه أبو داود.
وعندَ تقديمِ النصّيحة .. أو رؤيتها لنظراتِ الإستغراب أو الإشفاق التِي وجّهت لها
تتأففّ !
مابقيت إلا أنا !
خلاص يكفي تعقيد !
الكل يلبس .. الكل يفعل .. الكل والكل يعني خلاص عادي !

لكن قولهُ صلى الله عليه وسلّم باقٍ ويُطبّق وتدخُل فيه جميع الأزمانِ والحالات
والأحوالِ في غيرِ إضطرار ..
فهَل وصلَ تهاونكِ بالحديث ِوالوعيد إلى حدّ لم تستطيعي فيه أن تتقيّدي بمَا أمركِ بهِ
رسولكِ صلى الله عليهِ وسّلم ؟!!

:

وأيضاً مسألةُ انتشرتْ في هذه الأيام بشكل فظيع ومؤلم !
التهاونُ بخطورَة هذا الحديث :
عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال :"لعن الله الموشمات والمستوشمات ،
و النامصات و المتنمصات ، و المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل "
ثم اقل : مالي لا العن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في
كتاب الله عز و جل ؟ يعني قوله :{ وما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه
فانتهوا و اتقوا الله ان الله شديد العقاب } الحشر :7

فيقلنَ بكلّ جرأة أنّ الزمن تغيّر وخلاص صار الأمر عادي في نظرهنّ ..
فكلّ ما تكَرر بنظرهنّ تقرر ..