لطالما
سيطرت نبرة الفخر على سير أليكس فيرجسون، المدير الفني لنادي مانشستر
يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، وهو يتحدث عن اضطرار فريقه دائما "باختيار
الطريق الصعب".
فقد أصبح استعادة مانشستر لتوازنه في الدقائق الأخيرة من المباريات، أو
التحول الدرامي في سير أحداث المباريات لمصلحة الفريق الإنجليزي، هو
العلامة المميزة له ، وأبرز دليل على ذلك جاء بفوز مانشستر يونايتد على
بايرن ميونيخ الألماني في نهائي عام 1999 الشهير من بطولة دوري أبطال
أوروبا عندما كان بايرن متقدما 1/ صفر وانتظر مانشستر حتى الوقت المحتسب
بدلا من الضائع ليحرز هدفين متتاليين ويتوج باللقب.
وفي ذلك الموسم من البطولة الأوروبية، نجح مانشستر أيضا في تحويل تخلفه
بهدفين خارج أرضه أمام يوفنتوس الإيطالي إلى الفوز 3/2 في الدور قبل
النهائي ، ولكن مع سعي مانشستر حاليا للوصول إلى رابع نهائي له بدوري
الأبطال تحت قيادة فيرجسون، لم يعد الفريق الإنجليزي بحاجة لتقديم مثل هذه
العروض البطولية أمام منافسه الألماني شالكه.
فبعد تقدمه 2/ صفر في مباراة الذهاب بجلسنكيرشن الأسبوع الماضي أصبح وصول
مانشستر يونايتد إلى نهائي ويمبلي - حيث أحرز لقبه الأوروبي الأول عام 1968
بفوزه 4/1 على بنفيكا البرتغالي في النهائي بعد الوقت الإضافي ، واحتمال
ملاقاة برشلونة الأسباني هناك - مهمة سهلة بالنسبة للفريق الإنجليزي.
وخلال مباراة الذهاب بقبل نهائي دوري الأبطال ، لم يقدم شالكه مايدل على
أنه قادر على التسبب في مشاكل لمانشستر يونايتد. وكان تألق مانويل نيوير
حارس مرمى شالكه في مباراة الذهاب هو سلاح الردع الوحيد الذي حمى الفريق
الألماني من التعرض لهزيمة محرجة أمام مانشستر.
ونادرا ما شهدت مواجهة في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال مثل هذا التباين
بين مستوى وأداء طرفي المباراة ، فقد كان مانشستر يونايتد واثقا وحادا
بينما كان شالكه مضطربا دائما وينظر حوله في حالة من الحيرة مع الحركة
السريعة والمستمرة للاعبي مانشستر في قمصانهم الحمراء من حوله.
حصل واين روني مهاجم مانشستر يونايتد، على وجه الخصوص على المساحة التي
نادرا ما وجدها في الملعب منذ أيام صباه ، وفرض المهاجم الشاب سيطرته على
المباراة مستغلا المساحات الشاسعة التي كانت تفصل بين خطي الدفاع والوسط في
شالكه.
جاء تأهل شالكه ، الذي يحتل مركزا متوسطا بترتيب الدوري الألماني ، إلى
المربع الذهبي لدوري الأبطال بلمسة من القصص الخيالية. ولكن مانشستر جعل
تأهل شالكه إلى هذا الدور يبدو معجزة بعدما أظهره كفريق عادي للغاية في
ذهاب جلسنكيرشن.
لا يتمتع فيرجسون بسجل نتائج جيد مع مانشستر يونايتد أمام الفرق الألمانية
حيث جاء فوزه السابق الوحيد أمام أحد فرق ألمانيا بمراحل خروج المغلوب في
دوري الأبطال في نهائي عام 1999 .
وصف فيرجسون فريق بايرن ميونيخ وأداءه بأنه "ألماني تقليدي" عندما خسر أمامه في دور الثمانية لدوري الأبطال في الموسم الماضي.
غير شكوى فيرجسون الوحيدة صارت الان هي أن فريقه لم يفز بفارق خمسة أو ستة
أهداف في مباراة الذهاب أمام شالكه كما كان يستحق ، مما حرمه من ضمان
التأهل قبل لقاء العودة.
وقد تعهد فيرجسون بأن يحمي فريقه من الشعور بالرضا المبكر ولكنه أكد في
الوقت نفسه أنه سيجري عدة تغييرات في تشكيل الفريق استعدادا لمباراته
المهمة التالية بالدوري الإنجليزي الممتاز أمام أقرب منافسيه تشيلسي يوم
الأحد المقبل.
وقال فيرجسون: "ما من شك في أنني سأجرى بعض التغييرات في مباراة الأربعاء
حيث سأستعين ببول سكولز ، وكذلك ديميتار برباتوف ومايكل أوين".
وأضاف المدرب الاسكتلندي: "سأحتاج لإجراء هذه التغييرات، ولكن من المرجح أن
أحتفظ بلاعبي الفريق المخضرمين في خط الدفاع. ينتظرنا أسبوع حافل ، فسنلعب
يوم الأربعاء سنلعب مباراة العودة بقبل نهائي دوري الأبطال وهناك أيضا
مباراة الأحد".
وتابع فيرجسون: "إنهما مباراتين بالغتا الأهمية ، لذا سنعيد تنظيم صفوفنا وسنحاول إدخال بعض النضارة على الفريق".