[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مرّة،
هي تلك التي قال فيها الشاعر يوماً "براءة الأطفال في عينيها".. ومرّة هي
الفتاة التي تجسّد أحلام وتطلعات بنات جيلها. ديناميكية، طموحة وجريئة.
وثالثة، هي المرأة التي تضج أنوثة ورقة.. لكنها، مجموعة على بعضها البعض،
"في الجملة وفي المفرّق"،
هي ميريام فارس، فنانة شابة أسّست لصوتها ولجسدها أسلوباً غنائياً وحركياً خاصاً يجمع بين جمال الأداء وبراعة الاستعراض..
وبهذه
المقومات انطلقت عربياً ودخلت موسكو متوّجة بأغنياتها وألحانها، ما لم
تفعل فنانة عربية من قبل. وما زال لديها الكثير من المفاجآت تتحدث عنها في
هذا اللقاء.
* مريام أنثى ثلاثية الأبعاد: طفلة وشابة وناضجة.. أي من هذه الصفات تليق بك أكثر؟ ــ سألت وأجبت بنفسك. مريام ثلاثية الأبعاد وقد أصبت بذلك. في البيت أنا
الطفلة المدللة، في الشارع، أجسد الشابة الطليقة العملية والعاطفية على
السواء، إنما ضمن حدود مفاهيم وقيم تليق بالفتاة الشرقية. على المسارح
وأمام الجمهوري، أغني وأستعرض بأسلوب خاص ومميز صناعة مريام فارس بامتياز.
[b] * هل سبق وأخبرك أحدهم أنك تحاولين التشبّه بالمغنية اللبنانية الأصل الكولومبية الجنسية العالمية الشهرة شاكيرا؟[/b]
ــ سمعت كلاماً من هذا النوع ولا أبالي. يهمني بالدرجة الاولى أن أكون
ميريام فارس وليس غيرها. إذا جاز التشبّه من حيث الشكل والاستعراض، يبقى
صوتي هو الذي يغني وجسدي هو الذي يتحرك. يكفي أن أدرك حجمي وأن أعرف نفسي
حتى أحقق النجاح الذي أتطلع إليه.
* وماذا حققت حتى اليوم؟ وما طموحاتك الآتية؟ ــ حققت الكثير في فترة قياسية. اسمي لم يعد مجهولاً وأغنياتي مطلوبة
حفلاتي تتنقل ما بين المشرق العربي الى مغربه. وأبعد من ذلك، كنت أول مغنية
عربية تطأ مسارح موسكو، حيث فوجئت بأغنياتي مترجمة الى الروسية، وبألحانها
ذاتها، يرددها الآن الشباب في العاصمة الروسية وتباع في أسواقها. أما لجهة
طموحاتي، فأنا من المؤمنين بالقول الشهير "على قدر أهل العزم تأتي
العزائم". مشوار الفن طويل، وكلما حقق الفنان نجاحاً يتطلع الى نجاح أكبر.
قد أحقق ذلك وقد أفشل.. تلك قضية أخرى، لكن الأكيد أن طموحي أكبر من كل
حدود وحواجز.
* الصيف موسم عز للفنانين، رحلات سندبادية وحفلات هنا وهناك وهنالك. أين أنت من كل هذه النشاطات؟ ــ في الصيف كما في الشتاء، تستمر أعمالي وحفلاتي. لا أطيق الجمود. أنا
وحدة متكاملة الروح والجسد. ديناميكيتي تتعدى أحياناً قدراتي. هذه أنا ولست
بقادرة على وقف جموحي. أغني لأرتاح، وكذلك أرقص. أتابع أعمالي بذاتي الى
جانب مساعدين، لكن إرادتي تبقى النافذة، خصوصاً أن كل القرارات التي
اتخذتها حتى اليوم أثبتت أنني اخترت الطريق الفني الصحيح والأسلوب المميز
المتلائم مع صوتي وشخصيتي، أحاول دائماً اختيار الأغنية الأجمل والأكثر
مساساً بأحاسيسي ومشاعري، أظنها الأقرب الى مشاعر بنات جيلي. هذا على ما
أسمعه من شبان وصبايا يشكلون على الدوام النسبة الأكبر من جمهوري.
* الأغنية الحديثة تليق بشخصيتك. ألا تطمحين للاغنية الخليجية والطربية؟ ــ لي تجربة فريدة في الأغنية الخليجية عندما شاركت في مهرجان "هلا
فبراير" الكويتي وحققت نجاحها في رأي الجمهور والنقاد على السواء. تجربة
جديدة كنت اتشوق كثيراً لتقديمها، خصوصاً أن اللحن الخليجي بات ضارباً
ومطلوباً بشدة. وقد أعيد التجربة حين أجد الكلام واللحن المناسبين. وما يخص
الأغنية الطربية، أرى صوتي قادراً على أداء الطرب الكلاسيكي ولي في هذا
المجال أغنية يتيمة تناولت فيه موضوعاً شبابياً غنيته بطريقتي الخاصة.
* من يشاركك في اختياراتك، وإن كانت الكلمة الفصل اختصاصك؟ ــ من سار معي في الاساس ومن شاركني مسيرتي الفنية من شعراء وملحنين وأهل
وأصدقاء، وخصوصاً شقيقتي الصغرى صاحبة الاذان الموسيقية المرهقة رولا.
احاول الاستماع لآراء مختلفة من أعمار وأجيال مختلفة، كباراً وصغاراً،
ناضجين ومراهقين وأطفالاً.
* هل تعتبرين نفسك نجمة مهرجانات وشاشات؟ ــ نجمة في كل الساحات المحلية والعربية والدولية. يؤكد ذلك حفلاتي التي
تتوزع حول العالم. غنيت في أميركا ولندن وموسكو وفي كل العواصم العربية.
طبعاً هناك خاصية للمهرجانات حيث الجمهور أكبر والأذان والعيون شاخصة تجاه
كل نغمة وحركة.
* لكن نجاحك بدا ميزاً في مصر؟ ــ مصر كانت وتبقى ام الفنون العربية، ونجاحي فيها شكّل محطة مهمة جداً في
مسيرتي الفنية. الجمهور المصري كباراً وصغاراً ومن كل الفئات أعطاني
الكثير. في مصر يقولون لي "أنت ماسكة كل الأجيال"، وهذا مدعاة فخر كبير
بالنسبة لي.
* لكن أغنياتك تجاهلت المستمعين الصغار؟ ــ اتهام غير صحيح، أغنياتي لكل الأعمار لا أحب مسايرة الموضة، اذا لم
أشعر بفكرة تنبع من وجداني في كل شيء، وليس لناحية الاطفال فحسب.
* هل من أغنية وصلت لغيرك تمنيت لو كانت لك؟ ــ أبداً لم يحصل ذلك. أكره كلمة "لو" وأعرف تماماً أن نجاح الفنان مرهون
بعوامل عدة أبرزها إحساسه وأداؤه المتلازمان مع الكلام الحلو والشعر
الجميل. يلي ذلك التوزيع الموسيقي وصدور الاغنيةوتصويرها في الوقت المناسب،
عندما تفقد الاغنية اياً من هذه العوامل وتصاب بفشل ما. لذا لا أؤمن بأن
أغنية نجحت بصوتي يمكن أن تنجح بصوت غيري، والعكس صحيح أيضاً.
* هل كنت تتوقعين كل هذا النجاح لو لم يتلازم صوتك مع ادائك الاستعراضي؟ ــ استعراضي يغني معي أيضاً. لا أستطيع الفصل بين صوتي وادائي الجسدي، في
الجملة والمفرق، انا واحدة متكاملة بالروح والجسد. درست الباليه واستطعت
استثماره على أحسن ما يكون في أغنياتي.
* درست تصميم الأزياء أيضاً؟ ــ وهو ما أحاول تحقيقه في مجال "البيزنس" وليس أبداً من خلال الفن. لم أقدم يوماً أغنية للتسلية ولا آخذ الفن من منطلق تجاري.