يا رب السلامة " النصر سابقا " لمصر

تعودنا في مثل هذه الأوقات ونحن على أعتاب بطولة هامة مثل بطولة الأمم الإفريقية أن نردد جميعا عبارة "يا رب النصر لمصر" وكنت أتمنى شخصيا أن أكتب هذه المقالة تحت عنوان "يا رب النصر لمصر"، ولكني لم أجد أمامي إلا أن أكتب "يا رب السلامة لمصر".

فعندما سمعت ما حدث من اعتداءات غاشمة ضد الحافلة التي تقل لاعبي منتخب توجو، لم أصدق في البداية وظننتها إشاعات - ليس لأن أنجولا دولة قوية وقادرة على حماية زائريها - ولكن لأني لم أشك لحظة في قدرة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم " الكاف " على اختيار الدولة الأجدر على تنظيم بطولة بحجم الأمم الإفريقية. ولكنني فوجئت أن الكلام الوارد من أنجولا صحيحاً، وأنها ليست إشاعات. وهنا دق قلبي بشدة من الفزع والهلع على أبناء بلدي.

ما هذا التهريج؟ ما الذي يجري؟ وعلى أي أساس يتم اختيار الدول المنظمة للبطولات الكبرى من قبل الكاف؟ وكيف يستطيع المنتخب التوجولي استكمال البطولة بعد مقتل أربعة من البعثة؟ وهل يقوم الاتحاد الإفريقي أيضا بالعمل لحسابه الخاص من أجل "البيزنس" كما يتهم الكثيرون الاتحاد المصري؟ هل البيزنس موجود في كل اتحادات العالم ونحن لا ندري؟ لقد بدأت الإجابة تمر أمام ذهني قادمة رويدا رويدا من بعيد. فقد تذكرت ما حدث في جنوب إفريقيا من سرقة لمنتخب مصر، وكيف أن الأمن الجنوب إفريقي حاول التأكيد على أن الأمن مستتب وأن كل شىء على ما يرام، وكيف بدأ في تلفيق التهم للمصريين للخروج من أزمة سوء التنظيم.

ولكن الاتحاد الدولي وقف متفرجا وقتها ولم يفعل شيئا تجاه هذا الحادث من اختراق لغرف اللاعبين وسرقة أموالهم، وبالتالي كانت نتيجة هذا التعتيم والتكذيب واللامبالاة، أن تمت سرقة بعثة المنتخب البرازيلي أيضا. وبالتالي، فأنا لا أخفيكم سرا خوفي وقلقي من تكرار نفس الأحداث المؤسفة التي حدثت في أنجولا بعد ستة أشهر بجنوب إفريقيا. فأنا لم أعد أثق في هذا الاتحاد الإفريقي ومواقفه السلبية تجاه الأحداث السلبية ومن قبله الاتحاد الدولي الذي تخاذل في حق مصر في مباراة السودان.

نعود الآن إلى أنجولا، فحقيقة لا أعرف كيف يطالب الاتحاد الإفريقي المنتخب التوجولي باستكمال البطولة؟ فقد كان من المفترض أن يقوم الاتحاد الإفريقي بإلغاء البطولة فورا بعد هذا الحادث لعدة أسباب. منها أن هذا الحادث غاية في الخطورة ويدل على غياب الأمن في هذا البلد وبالتالي من الممكن تكراره، ومنها أن الجماعة الإرهابية التي نفذت هذا الحادث قد صرحت أن هذه الأحداث لن تكون الأخيرة في البطولة، ومنها على الأقل احترام مشاعر الإخوة التوجوليين الذين فقدوا أربعة من بعثتهم ليس لهم أي ذنب إلا أنهم وثقوا في اختيارات الكاف في اختيار البلد المنظم وفي أمن أنجولا.

ماذا ينتظر هذا الكاف أو حتى الاتحاد الدولي؟ هل ننتظر حتى نسمع عن ضحايا جدد؟

لقد كنت أحلم منذ أيام بتألق جديد للفراعنة يمحو آلام الإخفاق في الوصول لكأس العالم، ولكني أصبحت الآن لا أحلم بعودة البعثة من أنجولا بالكأس، ولكني أصبحت أحلم بعودة البعثة فقط لا غير. فلا أستطيع أن أتخيل أن يحدث ما حدث للاعبي توجو مع لاعبي منتخبنا لا قدر الله. لا أستطيع تخيل أن يصاب أي فرد مصري هناك، بل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أتخيل إصابة أي شخص آخر من أي بعثة، فليس شرطا أن يكون مصريا، فأنا كإنسان طبيعي أخشى أن يصاب أي إنسان بريء بأي أذى.

أريد أن أسأل مسئولي الكاف سؤالا، حتى لو تم استكمال البطولة، كيف سيؤدي اللاعبون في الملعب؟ هل سينظرون إلى الكرة أمامهم أم إلى المدرجات خوفا من طلقة نارية يتم إطلاقها من هنا أو هناك؟ كيف سيؤدي اللاعبون؟ أعتقد أن اللاعبين لن يفكروا في كرة القدم، خاصة مع تهديدات الجماعة الإرهابية بتكرار الحادث، وبالتالي فقد فشلت البطولة قبل أن تبدأ. ولكن يجب أخذ موقف صارم لرد اعتبار التوجوليين الذين ذبحوا - مثل الفراخ - ولم تراعى مشاعرهم وطولبوا باستكمال " لعبة " كرة القدم، دون مراعاة لأدنى مبادىء الإنسانية.

ولذلك أتمنى إذا لم تلغى البطولة - ولن تلغى - لأني علمت الآن حقيقة هذه الاتحادات التي تسعى وراء مصالحها فقط، أن يتم توفير قوات أمنية مشددة بأي وسيلة من أجل الحفاظ على لاعبينا حتى يعودوا بسلامة الله عز وجل إلى وطنهم الحبيب وإلى أهلهم وأحبائهم.

وأريد في الختام أن أهمس في أذن حسن شحاتة بكلمة بيني وبينه: " حظك حلو يا أبو علي، في كل مرة بتخرج من بطولة بتلاقي حاجة تنسي الناس خروجك وبتخليهم كمان يدافعوا عنك، مرة عمرو أديب ومرة الجزائر، لدرجة إني قلت لنفسي أكيد مش حيحصل أكتر من كدة حاجة تاني، إنما سبحان الله ربنا خيب ظني، والمرة دي بقى غير كل مرة، لأن المرة دي من قبل ما تخرج "ولو أني متفائل إن شاء الله"، بس الحجة جاهزة ومستنية، إن شاء الله ترجع بالكاس، بس لو حتى خرجت من الدور الأول ما حدش حيلومك، وأنا بقولك من دلوقتي، مش مهم البطولة، المهم ترجعلنا بالسلامة إنت وولادك يا معلم."

» "‬أكتوبر الآخر‮" ‬يجمع بين‮ "‬الفيشاوي‮" ‬و "بوسي
» البرادعى يشترط" اشراف قضائى كامل"....."ومراقبه دوليه" ليترشح للرئاسه فى 2010
» " أحبـــــــــك أيتــــها الأنثــــــــى """
» "فيلم "أفاتار" يحقق رقما قياسيا في شباك التذاكر
» الشؤم...... مع السلامة