أجمع رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية خلال جلسة بالكونغرس الثلاثاء على أن احتمالات تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولات إرهابية خلال الأشهر القليلة المقبلة في حكم المؤكد، وقالوا إن وقف تلك المخططات الهجومية مرهون باعتقال كبار قيادات تنظيم القاعدة، التي تظل الخطر الأكبر على الأمن الأمريكي الذي يواجه بدوره تنامي خطر التهديدات على أمن الشبكة العنكبوتية.
وتخلل جلسة لجنة مجلس الشيوخ الثلاثاء التي شارك فيها مديرو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، ودينيس بلير، مدير الاستخبارات القومية، إلى جانب أجهزة الاستخبارات الأخرى، جدل ساخن بين الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين حيال التهديدات الأمنية التي تعترض البلاد وكيفية تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما معها، تحديداً محاولة أعياد الميلاد الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية.
ورغم إجماع قادة الوكالات الأمنية الأمريكية وهم: ليون بانيتا مدير "سي آي أيه" وروبرت موللر، ودنيس بلير مدير الاستخبارات القومية، على أن القاعدة تظل أكبر هاجس لأمن الولايات المتحدة، إلا أنهم لم يحددوا خطراً بعينه يحدق بالبلاد.
وقال بانيتا: أكبر المخاوف التي تؤرقني ليلاً، هي هجمات تنفذها القاعدة وحلفائها من الجماعات الإرهابية على الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن التنظيم تكيف مع التطورات الجارية وتبني أساليب موازية جعلت من اكتشاف مخططاته أمراً صعباً، كما انتقل من إستراتيجية تسديد هجمات كبيرة بمجموعة من المنفذين، إلى استخدام أفراد ليس لهم خلفية بالإرهاب.
واستشهد بمحاولة الطالب النيجيري، عمر الفاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت في 25 ديسمبر/كانون الأول.
ويوجه الجمهوريون انتقادات حادة لأوباما لقرار توجيه الاتهام لعبد المطلب أمام محكمة جنائية وعدم تصنيفه كعدو مقاتل، وقراءة حقوقه الأمر الذي دفعه لالتزام الصمت وعدم التعاون مع السلطات الأمريكية.
إلا أن مصادراً أمنية أمريكية كشفت الثلاثاء أن عبد المطلب بدأ يتحدث إلى المحققين وزودهم بمعلومات قيمة.
ومن جانبه قال بلير إن معسكر غوانتانامو أصبح من أبرز أدوات التجنيد للانضمام إلى صفوف القاعدة، مشيراً إلى أن مخططات التنظيم لمهاجمة الولايات المتحدة لن تتوقف حتى اعتقال أو تصفية زعيمه أسامه بن لادن، والرجل الثاني، أيمن الظواهري.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كشف تقرير مفصل للاستخبارات الأمريكية أن تنظيم القاعدة نجح في إعادة هيكلة شبكته العالمية وأنه حالياً يمتلك قدرات واسعة لتوجيه ضربات إرهابية ضد أهداف غربية.
وأشار التقرير إلى أن بريطانيا هي الحلقة الأضعف على الصعيد الأمني كما أنها تمثل تهديداً بالغاً للأمن الأوروبي نظراً للأعداد الكبيرة للمتعاطفين من التنظيم من المقيمين في أراضيها.
وبرزت بريطانيا كأكبر مصدر قلق لأمن الولايات المتحدة في وقت تعمل فيه الاستخبارات الأمريكية للحيلولة دون وقوع مزيد من الهجمات عليها بعد الكشف عن محاولة عبد المطلب، الذي درس في جامعة لندن، تفجير طائرة تابعة لـ"نورثويست" في سماء مطار ديترويت.
وتسبب فشل السلطات الأمنية البريطانية في تحذير نظيرتها الأمريكية إزاء عبدالمطلب في توتير العلاقات بين واشنطن ولندن.
وتربك العودة القوية للقاعدة وسلسلة الهجمات العديدة التي أعدها التنظيم مؤخراً لضرب أهداف أمريكية، المسؤولين الأمريكيين، ومن بين تلك العمليات، هجوم قاعدة فورت هود الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، ومحاولة الطالب النيجيري تفجير طائرة أمريكية، بالإضافة إلى تفجير "خوست" الذي قضى فيه سبعة من عناصر الاستخبارات المركزية الأمريكية في أفغانستان.
ودفعت الهجمات تلك بالمسؤولين الأمريكيين للاعتقاد بأن القاعدة تعد العدة لسلسلة هجمات جديدة أخرى في أواخر العام، بعضها ربما يستهدف بريطانيا.
وأخذ نجاح القاعدة في ترتيب هجمات إرهابية ضد أهداف أمريكية بسهولة، بأجهزة الاستخبارات الأمريكية على حين غرة، خاصة وأن المدير السابق لـCIA مايكل هايدن، كان قد أشار في وقت سابق بأن بلاده نجحت في تشتيت التنظيم، وتدمير بنيته التحتية في العراق والسعودية، ووضع ضغوط على شبكته التنظيمية في أنحاء العالم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]