أعلنت
مصادر نقابية تونسية أن شابا قتل وأصيب عشرة آخرون بجروح اليوم الجمعة
جراء تجدد الاحتجاجات في مدينة منزل بوزيان بولاية سيدي بوزيد وسط تونس،
بسبب ما يصفه المتظاهرون بالأوضاع المعيشية المتردية وتفشي البطالة.
وقال لطفي العباسي -وهو
نقابي وشاهد عيان- للجزيرة إن القتيل يدعى محمد لعماري وقتل أثناء مواجهات
عنيفة وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في سيدي بوزيد (265 كلم جنوب العاصمة
تونس)، مشيرا إلى أن كل سكان المدينة خرجوا للتظاهر.
وكشف نفس المصدر أن شابا
آخر يوجد في حالة احتضار بعد إصابته في تلك المواجهات التي قال إنها وقعت
نتيجة ما سماها استفزازات الأمن التونسي طوال الليلة الماضية واليوم
الجمعة.
وأشار إلى أن قوات الأمن
طوقت المنطقة بـ15 عربة تحمل كل منها ما بين 25 إلى 30 رجلا، وهو ما أثار
استفزاز سكان المنطقة، خاصة بعد المداهمات التي طالتهم.
من جهة أخرى أكد العباسي
أن المتظاهرين أحرقوا أربع حافلات ومركزا أمنيا وقاطرة لبضائع الفوسفات،
في حين قال مصدر نقابي آخر لوكالة الأنباء الفرنسية إن المتظاهرين أضرموا
النار أيضا في مكاتب تابعة للحزب الحاكم في نفس المنطقة.
وأوضح المصدر أن
الشاب القتيل (18 عاما) أصيب في صدره خلال إطلاق الأمن التونسي النار على
نحو ألفي متظاهر حاولوا اقتحام مركز الحرس الوطني بالمدينة. وأشار إلى أن
قوات الأمن سارعت إلى منزل بوزيان وطوقت المكان بالكامل، حيث منعت الدخول
والخروج.
واستبعد العباسي وجود جهات
معارضة ونقابية تحرك المحتجين، وأكد "أنها مظاهرات شعبية عفوية حركتها
الأوضاع المعيشية الصعبة واستفزازات قوات الأمن"، مشيرا إلى أن السكان لم
يصدقوا الوعود الحكومية بإنشاء مشاريع تنموية فورية في المنطقة لتهدئة
الأوضاع.
يذكر أن الاحتجاجات دخلت
الجمعة يومها السابع على التوالي تنديدا بما يسميه المتظاهرون الأوضاع
المعيشية المتردية وتفشي البطالة والتهميش، وامتدت إلى مناطق محاذية
لمدينة سيدي بوزيد مثل المكناسي ومعتمدية المزونة
تحذير
ومن جهة أخرى حذر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض من امتداد الاحتجاجات الشعبية إلى مختلف أنحاء البلاد "إذا لم تعالَج مسألة التنمية".
واعتبرت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي في مؤتمر صحفي عقدته الجمعة بحضور عدد من أعضاء لجنة المتابعة ودعم أهالي سيدي بوزيد "إن هذه الاحتجاجات عنوان على انسداد الأفق والشعور بالغبن تجاه التفاوت المتفاقم بين الجهات".
وأضافت أن "ما حدث في سيدي بوزيد خلال الأسبوع الماضي دليل على فشل الخيارات المتبعة في تحقيق ما يصبو إليه التونسيون من كرامة العيش والحرية".
ورفضت الجريبي الموقف الرسمي الذي تطرق إلى أحداث سيدي بوزيد، واعتبرت أن الخروج من هذا المأزق الاجتماعي الذي آلت إليه الأوضاع يتطلب التحلي بشجاعة الإقرار بالإخفاق، والمبادرة إلى مراجعة الخيارات المتبعة باتجاه توزيع عادل للثروات.
وفي سياق متصل، شكلت منظمات وأحزاب معارضة تونسية ونشطاء في الخارج لجنة للتضامن مع أهالي سيدي بوزيد. وبدعوة من هذه اللجنة التي أطلق عليها اسم "لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد" تجمَع عدد من التونسيين مساء أمس في باريس تعبيرا عن مساندتهم لمواطني المنطقة في مطالبهم الاجتماعية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]