دعا مستشار في الحكومة الإسرائيلية إلى طمس وإغلاق المقدسات العربية والإسلامية في المدن الساحلية والتجمعات السكنية اليهودية.
وبرر المستشار يحيئل شابي -الذي أنجز أطروحة
الدكتوراه عن المقدسات العربية كوسيلة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني- دعوته
بالقول إنها تهدف للتصدي للحركة الإسلامية التي تسعى لوضع يدها على مقدسات
ومواقع تاريخية، لفرض واقع جديد تمهيدا لعودة اللاجئين.
ويرى يحيئل -وهو مستشار للحكومة بقضايا
المقدسات والمواقع الأثرية- أن الحركة الإسلامية وجمعياتها تعتمد أسلوبا
ممنهجا للاستيلاء على المزيد من الأراضي والمواقع الأثرية والمقابر.
إغلاق وطمس
وأوصى
يحيئل بإغلاق وطمس المباني والمواقع الأثرية والمقدسات المحاذية للبلدات
اليهودية ومنع العرب من التواصل معها، باعتبار أن الصراع قومي ووطني، بحسب
قوله.
ويصل عدد المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تم رصدها ومسحها من قبل مؤسسة الأقصى قرابة ألفين وخمسمائة موقع من مساجد وكنائس ومقابر.
وارتكبت إسرائيل وأذرعها المختلفة منذ النكبة
جرائم بحق المقدسات، حيث طمست وجرفت مئات المقابر، وشيدت فوقها المشاريع
السياحية والتجارية والسكنية.
وشملت انتهاكاتها مئات المساجد، وهدمت بعضها،
وحولت العديد منها لكنس ومدارس دينية يهودية، أو لخمارات ومطاعم ومرافق
للترفيه، ومتاحف ومعارض.
مخطط مبرمج
وقال
مسؤول ملف المقدسات في مؤسسة الأقصى عبد المجيد محمد إن "غالبية المقدسات
تتعرض للانتهاك والاعتداء اليومي من قبل الجماعات اليهودية التي تحظى بدعم
من أذرع الدولة المختلفة".
وأكد محمد للجزيرة نت أن "إسرائيل تعمل بموجب
مخطط مبرمج ومتواصل للنيل من المقدسات، وفق منظومة قوانين ودوائر رسمية
تعمل بشكل مكثف لإغلاق المقدسات وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية، وتعطي
الضوء الأخضر للجماعات اليهودية لوضع اليد عليها لتحول إلى كنس ومقامات
يهودية".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولفت إلى أن إسرائيل تمنع مؤسسة الأقصى من ترميم وصيانة المقدسات، دون توفير الصيانة مثلما تتعامل مع المواقع التاريخية غير العربية.
وبالتالي -يؤكد عبد المجيد- يؤدي هذا إلى تآكل
المساجد والمقابر وتعرضها للهدم البطيء، لتقع فريسة بأيدي المؤسسة التي
تتداول بها في سوق العقارات للمتاجرة وجني الأرباح".
طريق العودة
وحرضت
بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، على الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر
ومؤسساتها واعتبرت نشاطها لصيانة واستعادة المقدسات، مقدمة على طريق عودة
اللاجئين الفلسطينيين.
وفي المقابل حذر الناطق بلسان الحركة الإسلامية المحامي زاهي نجيدات من مخططات إسرائيلية مبيتة تستهدف آخر ما تبقى من مقدسات.
وقال نجيدات للجزيرة نت إن "التحريض الإعلامي
على المقدسات وتجنيد وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى جانب المؤسسات
الحكومية يوحي بأن العام الحالي سيشهد تصعيدا غير مسبوق على الأوقاف
والمقدسات بالداخل الفلسطيني".
وأضاف أن "الإعلام الإسرائيلي يجند طوعا
للدفاع عن جرائم وممارسات المؤسسة، ويسعى لتشويه الحقائق وتحويل الجاني
إلى ضحية، والمدافع عن حقوقه ومقدساته إلى مجرم".
وتوجه إلى المؤسسة الإسرائيلية بالقول إن سرقة
التاريخ وشطب الذاكرة مهمة مستحيلة وفاشلة، مشددا على أن هذا التحريض لن
يرهب أصحاب الحق الذين سيواصلون بكافة الطرق الحفاظ والدفاع عن مقدساتهم
والتواصل معها.
وخلص إلى أن "إسرائيل وأذرعها هي التي اعتدت وتعتدي على المقدسات، ويبدو أنها تمهد إلى استكمال هدم مئات المقابر والمساجد".
صراع بقاء
وكشف
عضو بلدية تل أبيب يافا أحمد المشهراوي النقاب عن وجود مخطط لإقامة مشروع
سياحي بمحاذاة مسجد حسن بيك، سيؤدي إلى إخفاء وطمس معالم المسجد.
وأكد للجزيرة نت "نحن في صراع بقاء على وجودنا
ومقدساتنا، وتحديدا بالمدن المختلطة، أفشلنا محاولة لبيع مسجد حسن بيك
لمستثمر يهودي، كما أن كنيسة الخضر في يافا مستهدفة، فالمقدسات تمثل
جذورنا، وطمسها يعني شطب وجودنا".
ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في النيل من أهم
المعالم والمقدسات، وتسعى من خلال المشاريع السياحية والاقتصادية لطمسها،
رغم ذلك "سنبقى نحافظ على مقدساتنا ونتواصل معها وأن ضيقت عليها الخناق".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]