قصة قصيرة ( نفوس تحتضر ) - قصة من الواقع -

[b
"ضل راجل ولا ضل حيطه"
اعتادت بهيه أن تسمع هذه العباره الرنانه كلما ذهبت لزيارة خالتها العجوز الشمطاء ........بهيه رغم جمالها الصارخ ووجهها الخمري الممزوج بلون طين القريه البكر وعودها الفارع كشجرةالصرو وضفائر شعرها السارحة السوداء كشجرة الصفصاف بلون ليل القريه الحالك .ترفض أى عريس يطرق بابها .....أرجوكى يا خالتى أمينة لا تقلبى على المواجع ......تخرج الكلمه من بهيه بحسرة متقطعة تكاد تشق صدرها .........وتغمض عينيها السوداوين وتغوص فى الذكريات الأليمة المؤلمة ....
البيت لا يخلو من شجار والديها ...كانت بهيه لا ترى من أبيها سوى الوجه العابس والصوت الأجش ولا تمر ليلة إلا وتسمع صرخات أمها .فتجرى بهية إلى غرفتها وتنكفىء على سريرها وهى تبكى ...... وتتكررا لظاهرة مرات ومرات .....وعندما يفيض بها الحزن الجاثم على الصدور...تترك البيت وتذهب مسرعة إلي خالتها أمينه تضمها إلى صدرها الحنون.... ومع تباشير الصباح الباكر يأتى والدها ليأخذها عنوة وبهيه تغط فى ثبات عميق يصيح فى وجهها البريء : فزي قومي خلف البنات عار ...و....
تقاطعها خالتها أمينة بصوت حنون : خلاص بقى يا بهيه اللى فات مات, الله يرحمه ولا يجوز عليه إلا الرحمه ربنا يخليلك أمك وأخوكى "على" عندما يصل من أمريكا بالسلامه سيعوضك عن كل شئ فات ترد بهيه فى حسره : هيعوضنى عن إيه ولا إيه دا حتى الجامعة حرمونى منها ...قال الله يرحمه البنت ملهاش غير بيتها وزوجها!!!
2
كفايه كده تعليم .......
وفجأة تقف بهيه شامخه: سأكمل تعليمىالجامعى مهما حدث ومهما واجهت من صعاب أو عقبات وحقا " الضربه التي لا تقسم الظهر تقويه ".....وإن شاء الله سأكون مثل فى هذه القريه لكل بنت بائسه ولكل رجل ظالم يفرق بين البنت والولد.....وسأثبت للجميع أن المرأة تستطيع أن تتقلد أعلى المناصب .....وتمر السنون وتدور الايام وتصبح بهيه معلمه مشهوره تقف فى حجرة الدر اسه شامخة معتزة بنفسها تنصح الطالبات بملىء فيها قائلة: مهما حدث ومهما كانت الظروف قاسيه وضغوط المجتمع عنيفة لا تفقد أى طالبه منكن الأمل يجب أن يكون لكل واحدة منكن هدف ولابد أن تحققه يوما ما..............
وتبدأفى سرد قصتها الأليمه كمثل يحتذى به فى دروب الحياه المظلمة........و.......و........
وتقاطعها إحدى الطالبات قائله وماذا ستفعلين فى انتخابات مجلس الشعب .............
ترد بهيه بابتسامه على وجهها الخمرى : إن شاء الله سنخوض التجربه وسيكون لنا إن شاء الله مكان تحت قبة البرلمان ....وتظل بهيه تحقق من الانجازات ما يفوق الخيال .........
وتصل الى مجلس النواب ثم إلى منصب وزيرة الشئون الاجتماعيه وتحاول أن تصلح ما أفسده الدهر
وملأت سمعتها وسيرتها الطيبة وفكرها المستنير سماء القنوات الفضائيه وصفحات الجرائد.وصارت نجم ساطع فى فضاء السماوات المفتوحه !!!
عبدالقادر الشيخ 2009
***********************************************************************

مشاء الله استاذىالفاضل
ويشرفنى ا ن اكون اول ما يرد على موضيعك
وقصة بهية قصة كفاح وشموخ فعلا
بسدلوقتى استاذى الفاضل معتش حد بيهتم اوى ومعتش حد بيقول هعمل لان البنت عاوزة تتزوج وخلاص

تحياتى من تلميذك استاذى العزيز وننتظر القادم ان شاء الله

تسلم يا استاذ عبدالقادر
وما شاء الله متالق كالعاده
وان شاء الله دائما تفيدنا بكل جديد

تسلم مستر عبالقادر على هذه القصه الجميله
وفى انتظار الجديد كما عوتنا منك

ايوه كده خلينا نرجع للمرحله الاعداديه علشان نسمع ونستمتع
كمان وكمان
ويارب الكل يقف مثل بهيه ويكمل التعليم الى أحسن المراحل وبعدين يفكر فى الجواز

موضوع جميل جدا

هكذا كما اعتدتك دائما تاتي بالكلمات من رحم امها لتعطيها سهلة سلسه لكل قاريء مهما كان تعليمه او ثقافته .
ورجعنا للزمن الجميل

مشكور ع القصه الجميله يا استاذ عبد القادر
وفى انتظار المزيد والمزيد من ابداعاتك الرائعه

قصه أكثر من رائعه ياأستاذ عبد القادر

ما شاء الله قصة جميلة جدا
وفعلا الانسان بارادته وتصميمه يقدر يتخطى
أى عقبات أو صعوبات تواجه فى سبيل تحقيق
حلمه أو هدفه سواء رجلا كان أو امرآة

تسلم إيديك

تسلم يا استاذ عبد القادر علي قصصك الروعه

ومنظرين منك المزيد واكثر من كده كمان

موضوع جميل جدا وقصه هادفه
ممكن يكون وضع البيت عندنا اصعب من اللى بطلة القصه مرت بيه احيانا(اوقات ابى كان يصير قاسى وعنيف واوقات يصير احن اب فى الدنيا بس كتير فى الجزء الاول) بس بابا عكس باباها فى موضوع التعليم
بالعكس بابا بيقول ان تعليم البنت سلاح ليها وقوة فى ايديها
وهو السبب فى حبى للتعليم والدراسه وانى بقيت دكتورة حاليا يحتذى به بفضل الله