تابع رجال حول الرسول

بلال بن رباح

كان ((عمربن الخطاب)) اذا ذكر ((أبو بكر ))قال ((أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا))
يعنى بلال بن رباح
وان رجلا يلقبه عمر ب((سيدنا)) لهو رجل عظيم ومحفوظ
لكن هذا الرجل الشديد لاسمره النحيف الناحل المفرط الطول الكثتر الشعر الخفيف العارضين كما وصفه الرواة
لم يكن يسمع كلمات المدح والثتاء توجه اليه الا ويحنى رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل:
((أنما أنا حبشى..كنت بالامس عبدآ..))
فمن هذا الحبشى الذى كان بالامس عبدآ ..؟؟ أنه بلال بن رباح مؤزن الاسلام ومزعج الاصنام
انه أحدى معجزات الايمان والصدق ..انه احدى معجزات الاسلام العظيم
مفن كل عشره مسلمين منذو بدأالاسلام والى ما شاء الله سنلتقى بسبعه منهم عاى الاقل يعرفون بلال من فينا لايعرف بلال بن رباح
أى هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والاجيال يعرفون هذه الشخصيه العظيمه بلال
مفن الممكن ان تسئل اى طفل مسلم وتقول له من هو بلال ياغلام ؟
فيجيبك انه مؤذن الرسول ومؤذن الاسلام انه العبد الذى كان سيده يعذبه بالحجاره المستعرة ليرده عن الدين الاسلامى فكان يقول وهو يعذب
((أحد .. أحد)) ((هو الله ولا اله غيره ))
وحينما تبصر هذا الخلود الذى منحه الاسلام بلالا فاعلم ان بلال هذا لم يكن قبل الاسلام أكثر من عبد رقيق يرعى أبل سيده على حفنات من التمر
وكان من المحتوم عليه ان يظل عبدآ تائها فى الزحام حتى يطويه الموت ويطوح به الى اعماق النسيان لولا الاسلام وانه دخل اليه
لكن صدق ايمانه وعظمه الدين الذى أمن به وبؤائه فى حياته وفى تاريخه مكانآ عليا بين عظماء الاسلام
ان كثير من علية البشر وذوى الجاه والنفوذ والثروه فيهم لم يظفروا بمعشار الخلود الذى ظفر به بلال العبد الحبشى
بل ان كثيرين من ابطال التاريخ لم ينالوا من الشهره التاريخيه بعض الذى ناله بلال ان سواد بشرته وتواضع حسبه ونسبه وهوانه على الناس
كعبد رقيق لم يحرمه حين اثر الاسلام دينا من ان يتبوآ المكان الرفيع الذى يؤهله ويقينه وطهره وتفانيه
لقد كان كثير من الناس يظنون أن عبدآمثل بلال ينتمى الى أصول غريبه ليس له أهل ولاحول لايملك من حياته شيئآ
فهو ملك لسيده الذى اشتراه بماله يروح ويغدو وسط ابل وماشيت سيدهوكانوا يظنون ان مثل هذا الانسان لايمكن أن يقدر على شىء ولا يكون شيئا
ثم اذا هو يخلف الظنون جميعآ فيقدر على الايمان هيهات ان يقدر على مثله سواه ثم يكون أول مؤذن للرسول وللاسلام
العمل الذى كان يتمناه لنفسه كل سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا وأتبعوا الرسول
بلال بن رباح اية بطوله واية عظمه تعبر عنها الكلمات الثلاثه بلال بن رباح
انه حبشى من أمه السودجعلته مقاديره عبدآ لآناس من بنى جمح بمكه حيث كانت أمه أحدى امائهم وجواريهم
كان يعيش عيشه الرقيق تمضى أيامه متشابهه قاحله ولا حق له فى يومه ولا أمل له فى غده
لقد كان لبلال موقف ليس شرفآ للاسلام وحده وان كان الاسلام أحق به ولكنه شرف للانسانيه جميعآ
لقد صمد لاقسى ألوان التعذيب صمود الابرار العظماء ولكأنما جعله الله للناس مثلآ على ان سواد البشره وعبودية الرقبه لا ينالان من عظمة الروح
اذا وجدت ايمانها وأعتصمت بباريها وتشبثت بحقها
لقد أعطى بلال درسآ بليغآ للذين فى زمانه وفى كل زمان للذين على دينه وعلى كل دين
درسآ فحواه ان حرية الضمير وسيادته لايباعان بملء الارض ذهبآ ولا بملئها عذابآ
لقد وضع عريانا فوق الجمر على أن يزيغ عن دينه أو يزيف اقتناعه فأبى
لقد جعل الرسول (ص) والاسلام من هذا العبد الحبشى المستضعف أستاذآ للبشريه كلها فى فن احترام النفس والضمير ولادفاع عن حريته وسيادته
لقد كانوا يخرجون به فى الظهيره التى تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتله فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ثم يأتون بحجر مستعر
كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوق جسده وصدره واكن يتكرر هذا العذاب الوحشى كل يوم حتى رقت لبلال من هول عذابه
بعض قلوب جلاديه فرضوا آخر الامر ان يخلوا سبيله على ان يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمه واحده لاغير تحفظ لهم كبرياءهم
ولا تتحدث قريش انهم انهزموا صاغرين أمام صمود العبد واصراره
ولكن حتى هذه الكلمه الواحده التى يستطيع ان يلقها من وراء قلبه ويشترى بها حياته ونفسه دون أن يفقد ايمانه ويتخلى عن اقتناعه
حى على الفلاح
حلى على الفلاح
الله اكبر الله كبر
لااله الا الله
وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذى قدم المدينه غازيآ وتدور الحرب عنيفه قاسيه (وبلال) هناك يصول ويجول فى أول غزوه يخوضها الاسلام غزوة ((بدر))تلك الغزوه التى أمر الرسول ان تكون شعارها هو ((احد .. احد))
وفى هذه الغزوه ألقت قريش بأفلاذ كبدها وخرج أشرافها جميعآ لمصارعهم ولقد هم بالنكوص عن الخروج ((أمية بن خلف ))هذا الذى كان سيدآلبلال
والذى كان يعذبه فى وحشيه قاتله
صاح به أميه قائلآ :: قبحك الله وقبح ما جئت به ثم لم يجد بدآ من الخروج مع الغزاه فخرج اية أسرار للقدر يطويها وينشرها

وتمضى الايام وتفتح مكه ويدخلها الرسول شاكرآ ومكبرآ ولعى رأسه آلاف من المسلمين ويتوجه الى الكعبه راسا
هذا المكان المقدس الذى زحمته قريش بعدد ايام السنه من الاصنام!! لقد جاء الحق وزهق الباطل
ويأمر بلال ان يعلو ظهر المسجد ويؤذن
ويؤذن بلال فيا روعة الزمان والمكان والمناسبه كفت الحياه فى مكه ووقفت الالوف المسلمه كالنسمه الساكنه تردد فى خشوع وهمس كلمات الاذان
وراء بلال مؤذن الرسول ومؤذن الاسلام


كان آخر أذان لبلال أيام زار الشام أمير المؤمنين عمر وتوسل المسلمون اليه ان يحمل بلال وقد حان وقت الصلاه ورجاه ان يؤذن لها
وصعد بلال وأذن فبكى الصحابه الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له بكوا كما لم يبكوا من قبل وكان ((عمر)) أشدهم بكاء
ومات بلال فى الشام مرابطآ فى سبيل الله كما أراد
وفاة رجل من أعظم رجال البشر صلابه فى الوقوف الى جانب العقيده والاقتناع
رحمة الله على من امن واسلام من بعد ما كان عبدآ واستحمل التعذيب وكان يقول فى اشد أوقات التعذيب أحد أحد لااله الا الله

هذه كانت نبذه عن رجل من أعظم الرجال الذين كانوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم

والى لقاء مع رجل أخر وشخصيه أخرى كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم ان شاء الله

مشكور على المرور الجميل دى
بشمهندس مرسى جعله الله فى ميزان حسناتك

[