انشئت قلعة دمشق في عهد الملك العادل بن ابي بكر بن ايوب وهو شقيق السلطان صلاح الدين الايوبي وخليفته ولقد اقامها محمد بن ابي بكر مكان قلعة سلجوقية انشئت عام 469هـ / 1076م وكانت قلعة مهمة استفاد منها نور الدين بن زنكي وصلاح الدين الايوبي في الدفاع عن دمشق ضد تهديد الصليبين عام 542هـ / 1148 م وفي دعم منعة الحكم وسياسة البلاد، ثم توهنت وهدمت بسبب الزلازل والحروب ولقد تم الكشف عن اقسام كثيرة منها عندما تم ترميمها سنة 1985. ويؤكد وجود هذه القلعة السلجوقية اقوال المؤرخين وما تبقى من منشآت اهمها البرج الشمالي الذي جدده صلاح الدين عام 585هـ / 1188م كما ورد في الكتابة عليه، وفيها دفن اولا نور الدين وصلاح الدين ثم نقل جثمانهما الى قبريهما في دمشق القديمة. على ان قلعة دمشق كما نراها اليوم بروعتها وقوتها وضخامتها، انما ترجع الى الملك العادل نفسه، فهي قلعة ايوبية وقام المماليك والعثمانيون فيما بعد باجراء بعض الترميمات والاضافات التي تشهد الكتابات عليها اليوم. تبلغ مساحة القلعة 23176م2 وهي ذات شكل مستطيل ذي اضلاع غير مستقيمة ويبلغ طولها 240-250م وعرضها 165-120م ويحيطها من الخارج سور منيع ذو ابراج مربعة ضخمة يبلغ عددها 12 برجا وتعلو الاسوار رواشن من الحجر النحيت وينفتح في جسم اسوار القلعة اربعة ابواب، الباب الحديث في الشمال وامامه جسر والباب الشرقي وهو المدخل الرئيسي، بابان للسر ذات جسور متحركة فوق الخندق في الغرب وفي الجنوب، ويحيط بالقلعة خندق تم توسيعه عام 612-614هـ / 1214 1216م وهو بعرض 20 مترا كما يقول دارفيو وقد يصل الى 5 امتار، وقد ردم الخندق الا من الجهة الشمالية حيث اصبح مجرى لنهر العقرباني. لقد تم تشييد القلعة بصورة متتابعة برجا فبرج، وقد ساهم اولاد الملك العادل بهذا العمل، وكان اول برج انشئ عام 598هـ / 1202م هو البرج الجنوبي الغربي الذي تهدم ثانية عام 1280هـ / 1862م واستغرق بناء الابراج والاسوار خمسة عشر عاما وهي مبنية من الحجر الابيض البارز، وعند الترميم اللاحق استعملت احجار منحوته او غشيمة اصغر حجما. وكان في القلعة عدد من المنشآت الهامة، مسجد ابي الدرداء والقصر ودار المسرة ودار رضوان والبركة والطارمة وهي قاعة في اعلى البرج الشمالي الغربي ازيلت كمازالت اكثر هذه المنشآت. لقد كانت القلعة منذ بداية انشائها حصنا عسكريا مهما، وكانت مقرا للسلاطين الايوبيين، وفيها كانت تمارس جميع النشاطات السياسية والاجتماعية، فكانت مدينة محصنة فيها القصور والحمامات والمساجد وفيها دفن عدد كبير من الملوك ثم نقلت رفاتهم الى خارج القلعة مثل صلاح الدين. وفي العهد المملوكي 659-918هـ / 1260-1516م اصبحت القلعة مقرا لنواب السلطنة اذ اصبحت القاهرة هي العاصمة، وكان الملوك المماليك يقيمون فيها عند قدومهم الى دمشق ثم صار للقلعة نائب خاص مستقل عن نائب السلطنة.
الاميرة شمس مشرفه
العمر : 31 تاريخ التسجيل : 23/07/2011 عدد المساهمات : 1396 نقاط : 6513
المزاج : الحمد لله
موضوع: رد: تابع من روائع العمارة الاسلاميه(قلعة دمشق بسوريا) الأربعاء أغسطس 10, 2011 10:59 pm