كان حسان بن النعمان أول من انشأ في تونس الجامع الكبير سنة 84هـ / 703م على ان الجامع في وضعه الحالي لم يعد ينتمي الى العهد الأموي، شأنه في ذلك شأن جامع سيدي عقبة في القيروان الذي أعاد بناءه أيضا حسان بن النعمان حول عام 77هـ / 695م ثم قام الأغالبة باعادة بناء جامع عقبة سنة 222هـ / 836م وتوسع في عام 248هـ / 862م وفي نفس هذا التاريخ قام الأغالبة أبو ابراهيم الأغلبي باعادة بناء جامع الزيتونة وتعديل جامع عقبة بالقيروان 263هـ / 875م ولكنه أصغر حجماً منه ولقد أجريت تعديلات في الجامع أيام الحفصيين، وبخاصة في عهد الأمير أبي زكريا وابتدأت الأعمال من عام 677هـ / 1275م الى عام 1278م كما يقول الزركشي. يتألف جامع الزيتونة من صحن وحرم، وتقـــــوم المـــــــئذنة المربعة الحديثة في الزاوية الجنوبية للصحن ذي الشكل شبه المنحـــــــرف والمحاط بـــــأروقة، وفيه تنتفح عدة أبواب الى خارج الجامع، بابان في الشرق، وبابان في الجنوب وباب فــــــي الغرب، ولقــــــــد انشــــــئت أروقة الصحن سنة 1047هـ / 1637م كما هو مكتوب فوق الباب الرابع. أما الحرم فهو مؤلف من خمسة عشر جناحاً باتجاه الجنوب، اضافة الى جناح عريض متوسط ينتهي بالمحراب ويتقاطع مع جناح معترض مــــــواز لجـــــدار المحــــراب. وعند تقاطعهما تنهض منذ عام 2520هـ / 864م قبو محززة ذات رقبة مثمنة الأضلاع، تنفتح في كل ضلع منها نافذة مقوسة وتقوم هذه القبة مستندة على جدار القبلة من جهة، وعلى ثلاثة أقواس من الجهات الأخرى، وهي محمولة في كل أركانها على عمودين مرمريين لهما تاجان مزخرفان، وعتب مشترك مرتفع مزخرف، وكما هو الأمر في جامع القيروان، فلقد انشئت لاحقاً، وعند تقاطع المجاز الوسط مع الجناح المعترض الأمامي، قبة مماثلة شكلت غطاء مدخل الحرم وهي مشابهة لقبة المحراب. ويبدو حرم الجامع غاية من الأعمدة الرخامية البيضاء التي تحمل أقواساً حدودية الشكل، تسند سقف الحرم، وفوق كل عمود تاج وعتب مزخرف، أما أعمدة المجاز المتوسط العريض فانها من المرمر الأحمر. وفي الجدار الشمالي الشرقي يقوم المحراب الذي يصحح المصلون اتجاهه فينحرفون عند صلاتهم باتجاه الكعبة بدقة ويتجلى جمال المحراب بالزخارف الجصية التي تكسو طاسته الداخلية وتكسو خلفية قوس جداري في الأعلى فيه كتابات كوفية، ويعلوه شريطان أفقيان، عليهما كتابة مماثلة بالخط الكوفي النسخي، والكتابة العليا تؤرخ أعمال البناء في عام 250هـ / 864م في عهد الخليفة العباسي المستعين بالله، وأيام الأمير الاغلبي أحمد أبي ابراهيم وكانت هذه الأعمال قد استكملت أيام الأمير زيادة الله الثاني. ويمتد الشريط الكتابي على كامل جدران الحرم من الأعلى يتضمن آيات قرآنية بالخط الكوفي والنسخي، وفي أسفل الــــــــــجدران يمتــــــــد شريط زخرفي من المحاريب بارتفاع 80 سم وفي طرفي المحراب ينفتح بابان يعلوهما قوس حدوي. أما المنبر فهو متحرك على دواليب، ينقل من غرفة خاصة الى جانب المحراب أيام الجمع وهـــــــو مــــــــــؤلف من خمس درجات ومقعــــــــد الخطــــــيب ومن حاجزين خشبيين مزخرفين وليس له باب أو تاج.
الاميرة شمس مشرفه
العمر : 31 تاريخ التسجيل : 23/07/2011 عدد المساهمات : 1396 نقاط : 6513
المزاج : الحمد لله
موضوع: رد: من روائع العمارة الاسلاميه (جامع الزيتونه تونس العاصمه) الإثنين أغسطس 08, 2011 7:51 pm