في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلي القاهرة اليوم لمتابعة الاحتفال التاريخي بالمصالحة الفلسطينية والتي اعتبرت علي نطاق واسع أهم إنجاز مصري- فلسطيني- عربي خلال فترة ما بعد الثورة.
اكتملت هنا في القاهرة كافة توقيعات الفصائل والتنظيمات الفلسطينية علي وثيقة المصالحة والوفاق الوطني بحضور ورعاية مسئولين مصريين, حيث قامت باقي الفصائل وعددهم11 فصيلا بالتوقيع علي الوثيقة.
وبالاحتفال الذي ينتظر أن يحضره اليوم ممثلو جميع الفصائل الفلسطينية, وعدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب والمسئولين في مصر, والذي يقام بالقاهرة يدخل اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية حيز التنفيذ. وأوضحت مصادر فلسطينية للأهرام أن التوقيع الجماعي علي الاتفاق جري خلال اجتماع أمس برئاسة الوزير مراد موافي مدير المخابرات المصرية العامة, مشيرا إلي أن احتفال اليوم سيكون بمثابة إبلاغ للعالم بأن المرحلة الأولي في عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية تمت بالفعل, وان الأيام القليلة المقبلة ستشهد بداية المرحلة الثانية والأهم, وهي مرحلة التطبيق علي الأرض خاصة مايتعلق بتشكيل حكومة فلسطينية من الكفاءات تتوافق عليها الفصائل الفلسطينية. وأوضح الدكتور وجيه أبو ظريفة عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن الوزير موافي اجتمع ظهر أمس مع الأمناء العامين للفصائل وأطلعهم علي محتوي الاتفاق بين فتح وحماس واستمع إلي ملاحظاتهم قبل أن يقوم كل فصيل بالتوقيع, وذلك عكس ماكان مخططا, حيث كان من المفترض أن يعقد المسئولون المصريون اجتماعات منفصلة مع كل فصيل, ولكن تأخر وصول بعض الفصائل وضيق الوقت أدي إلي عقد الاجتماع الجماعي ظهر أمس بشكل مفاجيء.
وفي تصريحات خاصة لمندوب الأهرام, أكد عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح ورئيس كتلتها في المجلس التشريعي الفلسطيني أن كل ماتردد عن البدء في طرح الأسماء المرشحة لرئاسة أوعضوية الحكومة الفلسطينية المقبلة غير صحيح, لأن فتح وحماس وكافة الفصائل الأخري اكتفت خلال الأيام القليلة الماضية بالتركيز علي مسألة التوقيع علي اتفاق المصالحة. نفي عزام أيضا كل ماتردد عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) ينوي دخول غزة في الأيام القليلة المقبلة عقب توقيع اتفاق المصالحة اليوم مشيرا إلي أن مثل هذه الزيارات سواء من جانب أبومازن أو أي من كبار المسئولين في السلطة الفلسطينية, وحركة فتح ستتم في المرحلة المقبلة بعد التنسيق بشأنها مع حركة حماس وإعداد الترتيبات اللازمة لها.
وفي تطور آخر التقي الرئيس الفلسطيني مساء أمس فور وصوله إلي القاهرة مع الوزير مراد موافي مدير المخابرات المصرية العامة وكبار المسئولين المصريين في ملف المصالحة الفلسطينية حيث أبلغه اللواء موافي بمستجدات عملية المصالحة. وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ووفد من قيادة الحركة, قد التقي أمس الأول مع الوزير مراد موافي, وعدد من مسئولي جهاز المخابرات
وأوضح عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق أن الطرفين تباحثا في الوضع الفلسطيني وتطوراته, وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني, إضافة إلي الأوضاع في المنطقة. وحضر اللقاء من حركة حماس كل من نائب رئيس المكتب السياسي موسي أبو مرزوق, وعضو المكتب السياسي محمد نصر, إضافة إلي الرشق. وفي سياق مقابل, بدأ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو أمس جولة أوروبية بهدف الضغط علي الدول الأوروبية لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية, وحكومة الوحدة مع حماس. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية علي موقعها الالكتروني أن زيارة نتانياهو تهدف الي إحباط محاولة السلطة الفلسطينية الحصول علي اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة, كاشفة عن أن نيتانياهو سيزور الولايات المتحدة قبل نهاية الشهر الحالي, لإلقاء خطاب حول عملية السلام المتوقفة في جلسة مشتركة خاصة يعقدها الكونجرس الأمريكي.
[i]