العمر : 51 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 عدد المساهمات : 262 نقاط : 5913
موضوع: ما يفسد الصوم وما لا يفسده الثلاثاء يوليو 26, 2011 10:05 am
ما يفسد الصوم وما لا يفسده
لا يُحكم بفساد صوم من ارتكب شيئاً من المفطرات إلا بشروطٍ ثلاثة: الأول: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي، وعالماً بالوقت، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي أو بالوقت فصيامه صحيح يفسد الصوم يفسده.
الأدلة: أولاً: من الكتاب: 1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((... فأنزل الله تعالى لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة: 286] قال - أي الله سبحانه وتعالى - : قد فعلت)). أخرجه مسلم يفسد الصوم يفسده 2- قوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً[الأحزاب:5]
ثانياً: من السنة: 1- عن عديِّ بن حاتم رضي الله عنه ((أنه لما نزل قوله تعالى: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [البقرة:187] جعل تحت وسادته عقالين أبيض وأسود، وجعل ينظر إليهما، فلما تبين له الأبيض من الأسود، أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبره بما صنع، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل)). أخرجه البخاري ومسلم يفسد الصوم يفسده ولم يأمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقضاء؛ لأنه كان غير عالمٍ بالحكم، حيث فهم الآية على غير المراد بها. 2- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: ((أفطرنا في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم غيم، ثم طلعت الشمس)). أخرجه البخاري يفسد الصوم يفسده ولم يُنقَل أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهم بالقضاء.
الثاني: أن يكون ذاكرا، والذكر ضده النسيان، فمن تناول شيئاً من المفطرات ناسياً فصيامه صحيح، وهو قول أكثر أهل العلم يفسد الصوم يفسده، لكن متى تَذكَّر، أو ذُكِّر وجب عليه الإمساك.
2- قوله تعالى: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ[البقرة:225] والنسيان ليس من كسب القلب يفسد الصوم يفسده.
ثانيا: من السنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّمَ قال: ((من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه)). أخرجه البخاري ومسلم يفسد الصوم يفسده. الثالث: أن يكون قاصداً مختاراً، فمن حصل له شيء من المفطرات بلا قصد، فصومه صحيحٌ ولا إثم عليه، وضد الاختيار الإكراه، فمن أكره على شيءٍ من المفطرات فلا إثم عليه، وصيامه صحيح يفسد الصوم يفسده. الأدلة: أولا: من الكتاب: 1- قوله تعالى: ولكن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً[الأحزاب:5] 2– قوله تعالى : إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ[النحل:106] فاللهُ عز وجل رفع حكم الكفر عمن أُكْرِهَ عليه، فما دونه من باب أولى. ثانيا من السنة: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ قال: ((وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) يفسد الصوم يفسده. وهو حديثٌ تشهد له النصوص. المبحث الأول: ما يفسد الصيام ويوجب القضاء المطلب الأول: تناول الطعام والشراب الفرع الأول: تناول الطعام والشراب عمداً
#المسألة الأولى: حكم تناول الطعام والشراب للصائم من أكل أو شرب مما يتغذى به متعمداً، وهو ذاكرٌ لصومه فإن صومه يبطل. الأدلة: أولا: من الكتاب: قوله تعالى: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ[البقرة:187] فأباح الله تعالى الأكل والشرب إلى طلوع الفجر، ثم أمر بإتمام الصيام إلى الليل، وهذا معناه ترك الأكل والشرب في هذا الوقت. ثانيا: من السنة: ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)). أخرجه البخاري ومسلم يفسد الصوم يفسده. ثالثا الإجماع: حكى الإجماع على ذلك ابن حزم يفسد الصوم يفسده، وابن قدامة يفسد الصوم يفسده.
#المسألة الثانية: ما يترتب على الإفطار عمدا بطعام أو شراب 1- القضاء يلزم من أفطر متعمدا بتناول الطعام أو الشراب، القضاء، وعلى هذا عامة أهل العلم، أما الكفارة فلا تجب عليه في أرجح قولي أهل العلم، وهو مذهب الشافعية يفسد الصوم يفسده، والحنابلة يفسد الصوم يفسده، ورجحه ابن المنذر يفسد الصوم يفسده، والنووي يفسد الصوم يفسده. الأدلة: أما القضاء فقياساً على المريض والمسافر الذين أوجب الله عليهما القضاء مع وجود العذر، فلأن يجب مع عدم العذر أولى. وأما عدم وجوب الكفارة فدليله: 1- عدم ورود نص من الكتاب أو السنة يوجب ذلك، والأصل براءة الذمة. 2- عدم صحة القياس على الجماع في نهار رمضان، فقد ورد النص في الجماع وما سواه ليس في معناه؛ لأن الجماع أغلظ. 2- الإمساك يلزم من أفطر بالأكل والشرب متعمداً الإمساك بقية يومه، وإلى هذا ذهب جماهير أهل العلم يفسد الصوم يفسده؛ واجتمعت عليه كلمة المذاهب الفقهية: الحنفية يفسد الصوم يفسده، والمالكية يفسد الصوم يفسده، والشافعية يفسد الصوم يفسده، والحنابلة يفسد الصوم يفسده، والظاهرية يفسد الصوم يفسده؛ وذلك لأنه أفطر بدون عذر فلزمه إمساك بقية النهار، وفطرُهُ عمداً لم يُسقِط عنه ما وجب عليه من إتمام الإمساك. الفرع الثاني: تناول الطعام والشراب نسيانا
من أكل أو شرب ناسياً، فلا شيء عليه ويتم صومه، ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم من الحنفية يفسد الصوم يفسده، والشافعية يفسد الصوم يفسده، والحنابلة يفسد الصوم يفسده. الأدلة: أولا: من الكتاب: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((... فأنزل الله تعالى لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة: 286] قال - أي الله سبحانه وتعالى - : قد فعلت)). أخرجه مسلم يفسد الصوم يفسده ثانيا: من السنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّمَ قال: ((من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه)). أخرجه البخاري ومسلم الفرع الثالث: حكم من ابتلع ما بين أسنانه وهو صائم
من ابتلع ما بين أسنانه وهو صائم وكان يسيراً لا يمكن لفظه مما يجري مع الريق فصومه صحيح؛ وذلك لأنه لا يمكن التحرز منه فأشبه الريق، وقد حكى الإجماع على ذلك ابن المنذر يفسد الصوم يفسده. أما إن كان يمكنه لفظه فابتلعه فإنه يفطر، وقد ذهب إلى ذلك أكثر أهل العلم يفسد الصوم يفسده؛ وذلك لأنه بلع طعاما يمكنه لفظه باختياره ذاكرا لصومه فأفطر به، كما لو ابتدأ الأكل الفرع الرابع: حكم ابتلاع الصائم ما لا يؤكل في العادة
إذا ابتلع الصائم ما لا يُؤكَلُ في العادة كدرهمٍ أو حصاةٍ أو حشيشٍ أو حديدٍ أو خيطٍ أو غير ذلك أفطر يفسد الصوم يفسده، وقد ذهب إلى ذلك جماهير العلماء من السلف والخلف يفسد الصوم يفسده. الدليل: 1- أنه في حكم الأكل؛ فإنه يقال: أكل حصاة، فيكون حكمه حكم الأكل. 2- قول ابن عباس رضي الله عنهما: الفطر مما دخل وليس مما خرج يفسد الصوم يفسده الفرع الخامس: حكم شرب الدخان أثناء الصوم
شرب الدخان المعروف أثناء الصوم يفسد الصيام، وهذا باتفاق الفقهاء يفسد الصوم يفسده؛ وذلك لأن الدخان له جرمٌ ينفذ إلى الجوف، فهو جسمٌ يدخل إلى الجوف، فيكون مفطراً كالماء؛ ولأنه يسمَّى شرباً عرفاً وصاحبه يتعمد إدخاله في جوفه من منفذ الأكل والشرب فيكون مفطرا. المطلب الثاني: خروج المني الفرع الأول: الاستمناء في نهار رمضان
أولاً: تعريف الاستمناء الاستمناء لغة: مصدر استمنى، أي: طلب خروج المني يفسد الصوم يفسده. الاستمناء اصطلاحاً: إخراج المني؛ استدعاءً لشهوةٍ بغير جماع، سواء أخرجه بيده، أو بيد زوجته يفسد الصوم يفسده.
ثانياً: حكم من استمنى فى نهار رمضان من استمنى فقد فسد صومه، وعليه القضاء، وهذا قول عامة الحنفية يفسد الصوم يفسده، والشافعية يفسد الصوم يفسده، والحنابلة يفسد الصوم يفسده. الأدلة: 1- من السنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي)). أخرجه البخاري ومسلم يفسد الصوم يفسده. واستدعاءُ المني شهوةٌ بلا شك. 2- من القياس: فقد جاءت السنة بفطر الصائم بالاستقاء إذا قاء، وهو يضعف البدن، فخروج الطعام يضعف البدن؛ لأن المعدة تبقى خالية فيجوع الإنسان ويعطش سريعاً. وخروج المني يحصل به ذلك فيفتر البدن بلا شك؛ ولهذا أمر بالاغتسال ليعود النشاط إلى البدن، فيكون هذا قياساً على من استقاء عمداً.
- ولا كفارة فيه؛ لأن النص إنما ورد في الجماع، والاستمناء ليس مثله الفرع الثاني: حكم من باشر أو قبل أو لمس فأنزل
من أنزل المني بمباشرة دون الفرج أو بتقبيل أو لمس ، فإنه يفطر بذلك، وعليه القضاء فقط. الدليل: الإجماع: فقد حكى الإجماع على ذلك ابن قدامة يفسد الصوم يفسده، والماوردي يفسد الصوم يفسده. ولا كفارة عليه كما هو مذهب الحنفية يفسد الصوم يفسده، والشافعية يفسد الصوم يفسده، والحنابلة يفسد الصوم يفسده؛ وذلك لأن النص إنما ورد في الجماع فقط، وما سواه ليس في معناه؛ لأن الجماع أغلظ. الفرع الثالث: حكم من كرر النظر حتى أنزل
من كرَّر النظر حتى أنزل، فقد ذهب الحنابلة، وبعض أهل العلم يفسد الصوم يفسده، إلى أنه يفطر ولا كفارة عليه يفسد الصوم يفسده وذلك لأن النظرة الواحدة لا تفسد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لك الأولى وليست لك الآخرة)) يفسد الصوم يفسده. والإنسان لا يستطيع اجتناب هذا، بخلاف تكرار النظر؛ فإن فيه استدعاء المني، فيكون حكمه حكم الاستمناء. ولا كفارة فيه؛ لأن النص إنما ورد في الجماع، وتكرار النظر ليس مثله الفرع الرابع: حكم من أنزل بتفكير مجرد عن العمل من أنزل بتفكيرٍ مجردٍ عن العمل فلا يفطر، سواء كان تفكيراً مستداماً أو غير مستدام يفسد الصوم يفسده، وقد ذهب إلى ذلك الجمهور من الحنفية يفسد الصوم يفسده، والشافعية يفسد الصوم يفسده، والحنابلة يفسد الصوم يفسده. الدليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم)). أخرجه البخاري ومسلم يفسد الصوم يفسده. والفكر من حديث النفس. الفرع اخامس: حكم من نام فاحتلم في نهار رمضان
من نام فاحتلم في نهار رمضان فصومه صحيح يفسد الصوم يفسده. الدليل: الإجماع: نقل الإجماع على ذلك ابن عبد البر يفسد الصوم يفسده، والنووي يفسد الصوم يفسده، وابن تيمية يفسد الصوم يفسده الفرع السادس: حكم خروج المذي من الصائم
خروج المذي من الصائم لا ينقض صومه، وقد ذهب إلى ذلك الحنفية يفسد الصوم يفسده، والشافعية يفسد الصوم يفسده، وهي إحدى الروايتين عن أحمد يفسد الصوم يفسده، واختاره ابن المنذر يفسد الصوم يفسدهوالصنعاني يفسد الصوم يفسده؛ وابن عثيمين يفسد الصوم يفسده، وذلك لأنه خارجٌ لا يوجب الغسل فأشبه البول، وقياسه على المني لا يصح لمخالفته في الأحكام فهو قياسٌ مع الفارق، ولأن الشهوة لا تنكسر به مثل المني؛ وأيضا لعدم ورود النص على كونه مفطرا، والأصل صحة الصوم؛ وكذلك لأن الشرع أباح التقبيل والمباشرة لمن يملك نفسه، والتي يكون حاصلها المذي.
منقول/والله اعلم
ابراهيم المسلمي المراقب العام
العمر : 41 تاريخ التسجيل : 09/08/2010 عدد المساهمات : 1944 نقاط : 7981
المزاج : الحمد لله
موضوع: رد: ما يفسد الصوم وما لا يفسده الثلاثاء يوليو 26, 2011 12:55 pm
بارك الله فيك يابو محمد وججزاك الله خير الجزاء
Angle of mercy اعضاء اساسيه
تاريخ التسجيل : 13/07/2010 عدد المساهمات : 1826 نقاط : 7293
موضوع: رد: ما يفسد الصوم وما لا يفسده السبت أغسطس 06, 2011 3:34 pm